ایکنا

IQNA

أكاديمي إیراني في حوار لـ"إکنا" یشرح؛

أبرز المبادئ الأخلاقیة في فکر الإمام علی (ع)

14:34 - January 26, 2024
رمز الخبر: 3494351
طهران ـ إکنا: قال الأکادیمي الایراني والباحث عن نهج البلاغة "الدكتور مصطفی دلشاد طهرانی" إن حُکم الإمام علي (ع) کان له أسس رصینة محوره الأخلاق وأبرز تلك الأسس هي العدل والمداراة للآخرین والإلتزام بالعهود.

أبرز المبادئ الأخلاقیة في فکر الإمام علی (ع)

وأشار إلی ذلك، الأکادیمي الایراني والعضو في هيئة التدريس بجامعة القرآن والحديث في طهران، "الدكتور مصطفی دلشاد طهرانی"، في حوار خاص له مع وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) في معرض حدیثه عن مبادئ المُداراة والصراحة والصدق والالتزام بالعهود والعدل في فکر الإمام علي (ع) حیث تطرق في الجزء الثالث من المقابلة إلى أسس فكر الإمام علي (ع).

وحول التعامل مع من یتجاوز علی حقوق الآخرین، أشار إلی الخطبة رقم 216 من نهج البلاغة التي قال فیها الإمام علي (ع) "أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِي عَلَيْكُمْ حَقّاً بِوِلَايَةِ أَمْرِكُمْ وَ لَكُمْ عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي لِي عَلَيْكُمْ"، قائلاً: بحسب الخطبة المباركة أن الله تعالى جعل الحقوق متبادلة بین الناس وأن الامتثال لحقوق الآخرین یجب أن یسبقه امتثال الآخرین.

وأضاف قائلاً: في هذا الإطار رُوي عن الإمام علي(ع) قوله "من قضی حق من لا یقضی حقه فقد عَبَّدَهُ".

الرفق والمُداراة

وفي معرض ردّه علی سؤال حول تفسیر البعض لرفض الإمام علی (ع) للظلم والظالمین ما إذا كان یکشف عن رغبة الإمام (ع) في ممارسة العنف، قال: إن الأصل السابع في قول الإمام علی (ع) هو أصل "الرفق والمُداراة" مؤکداً بأن الإمام علي (ع) کان یتعامل برفق مع الناس وبشدة وحزم مع الظالمین.

وأشار إلی رسالة الإمام علی (ع) لـ مالك الأشتر التي جاء فیها "وَ أَشْعِرْ قَلْبَکَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، وَ الْمَحَبَّةَ لَهُمْ، وَ اللُّطْفَ بِهِمْ. وَ لاَ تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعًا ضَارِيًا تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ. فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَکَ فِي الدِّينِ أَوْ نَظِيرٌ لَکَ فِي الْخَلْقِ؛ يَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ، وَ يُؤْتَى عَلَى أَيْدِيِهِمْ فِي الْعَمْدِ وَ الْخَطَاءِ؛ فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِکَ وَ صَفْحِکَ، مِثْلَ الَّذِي تُحِبُّ وَ تَرْضَى أَنْ يُعْطِيَکَ اللهُ مِنْ عَفْوِهِ وَ صَفْحِهِ" موضحاً بأن الإمام علي (ع) کان أهل تعامل ورفق ومداراة مع الناس وشدة مع الظالمین.
أبرز المبادئ الأخلاقیة في فکر الإمام علی (ع)
وقال: إن الرفق بالناس ليس ممكناً إلا بحمل مشاعر الحب تجاههم جميعاً دون تمييز والتعامل معهم بتسامح مع الالتزام بحقوق الناس.

وأردف قائلاً: إن الإمام علي (ع) لم يتعامل بشدّة وعُنف مع معارضيه السياسيين بل تعامل برفق ومُداراة حتى رفع البعض منهم السلاح في وجهه ورغم ذلك فإنه (ع) اجتنب الحرب حتى اضطر إلى الدفاع عن نفسه وكان يعتقد (ع) بأن الرفق مع المعارضين يُضعف حدّتهم.

الصراحة والصدق

وتطرق الأکادیمی المدرس في جامعة القرآن والحديث بطهران إلى مبدأ "الصدق" في فكر الإمام علي (ع) قائلاً: إن الأصل الثامن في قول الإمام علی (ع) هو أصل "الصراحة والصدق"، موضحاً: جمیع أقوال الإمام علی (ع) تعکس مبدأ الصراحة والصدق وفي هذا الإطار یقول الإمام علی (ع) "ذِمَّتِي بِمَا أَقُولُ رَهِينَةٌ، وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ... وَ اللهِ مَا كَتَمْتُ وَشْمَةً، وَ لاَ كَذَبْتُ كِذْبَةً".

وأردف قائلاً: في حُکم الإمام علی (ع) الصراحة والصدق أساس کل شیء ویحثّ (ع) علی الصدق في خطبتي 108 و 154 حیث يقول (ع) "وَ لْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ".

وأوضح قائلاً: بدأ الإمام علي (ع) حُكمه بصدق وشفافية والتزم بذلك في العمل وكان يعتقد (ع) بأن كل شيء متعلّق بالحُكم يجب أن يكون مكشوفاً للناس إلا فيما يتعلق بالحروب وفي هذا الإطار كان يؤكد (ع) بأن لا يجوز كتمان الأمور على الناس فكتب في الرسالة رقم 51 إلى قادة الحرب "أَلاَ وَ إِنَّ لَكُمْ عِنْدِي أَلاَّ أَحْتَجِزَ دُونَكُمْ إِلاَّ سِرًّا فِي حَرْبٍ".

الوفاء بالعهد

وفي معرض ردّه علی سؤال حول أهمیة مبدأ "الوفاء بالعهد" في قول الإمام علی (ع) أشار إلی الخطبة رقم 21 في نهج البلاغة حیث یصف الإمام علي (ع) الوفاء بالعهود بأنه الحصن الحصین للإنسان الذی من شأنه أن یصون الفرد والمجتمع.

وقال الأکادیمي مصطفی دلشاد طهرانی: الإمام علي (ع) کان یعتقد بأن الإنسان لو علم بحقیقة نقض العهد فلن یفعل ذلك وفي هذا المضمار روي عنه (ع) في نهج البلاغة "كُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ، وَ كُلُّ فُجَرَةٍ كُفَرَةٌ".

العدل

وأشار إلی الأصل العاشر في قول الإمام علي (ع) قائلاً: مبدأ "العدل" هو أصل آخر من منظور الإمام علی (ع) والعدل من منظور الإمام علي (ع) یکمن في خمسة أمور وهي "الإنصاف" و"المساواة" و"الالتزام بالحقوق" و"مساعدة کل ذي حق لنیل حقوقه" و"الوسطیة".

وفی معنی العدل من منظور الإمام علی (ع) قال الأکادیمی المدرس في جامعة طهران، مصطفی دلشاد طهراني: تعریف العدل جاء في الخطبة رقم 437 عن الإمام علي (ع) بأن العدل هو وضع الشیء حیث یجب وفي الخطبة رقم 231 روي بأن العدل یعنی الإنصاف والإنصاف هو مناصفة الربح والخسارة مع الآخر.

وفي معرض ردّه علی النقطة التی علی الإنسان البدء منها في تطبیق العدل، قال: کل إنسان یجب أن یبدأ من نفسه کما طالب الإمام الحسن (ع) بأن یجعل نفسه معیاراً للعدل مع الآخرین فیحبب لغیره ما یحببه لنفسه.

وقال: من منظور الإمام علي (ع) فإن الله تعالى جعل العدل قوام الناس وأساساً للابتعاد عن الظلم والذنوب وضياء الدين الإسلامي وبتعبير آخر فإن العدل هو أساس الحياة البشرية ولا شيء مهم لاستمرار الحياة الاجتماعية كـ العدل.

واستطرد الدكتور مصطفى دلشاد طهراني موضحاً: الإمام علي (ع) كان شديداً في التعامل مع المنتهكين والمتجاوزين على المال العام والمُبذرين له والمتساهلين معه فكان العدل معياره في معالجة التجاوزات والمخالفات المالية.

وأشار إلى قصة السيدة "سودة الهمدانية" مع الإمام علي (ع) عندما دخلت عليه وهو يصلي لتشتكي إليه ممن يقوم بجمع الزكاة فتقول سودة عندما دخلت عليه وجدته يُصلي وبعد ذلك قال لي برأفة وتعطف: ألك حاجة؟ فأخبرته الخبر، فبكى ثم قال: اللهم أنت الشاهد علي وعليهم اني لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك.

وتضيف سودة في قصتها الشهير بأن الإمام علي (ع) أخرج من جيبه قطعة جلد كهيئة طرف الجراب فكتب فيها: "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، (قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) (وَ لاَ تَعْثَوْا فِي الارْضِ مُفْسِدِينَ بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَ مَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ). إِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي فَاحْتَفِظْ بِمَا فِي يَدَيْکَ مِنْ عَمَلِنَا حَتَّى يَقْدُمَ عَلَيْکَ مَنْ بَقْبِضُهُ مِنْکَ؛ وَالسَّلاَمُ."
أبرز المبادئ الأخلاقیة في فکر الإمام علی (ع)
وفي معرض ردّه على سؤال حول ما إذا كان الابتعاد عن العدل أساس الظلم والجور في الحياة المعاصرة للبشرية، قال الأكاديمي المدرس في جامعة القرآن والحديث في طهران: إن قلنا كذلك فلسنا مُخطئين. والعدل في سيرة الإمام علي (ع) يمر عبر أربعة أمور أساسية وهي "الحرية" و"الأخلاق" و"الحقوق" و"القانون".

وأكد المدرس الأكاديمي مصطفى دلشاد طهراني قائلاً: إذا تحقق العدل بأركان الأربعة فسوف تزول المشاكل الاجتماعية فإن الإمام علي (ع) نجح في معالجة الفقر تماماً بسبب التزامه بتطبيق العدل.

وأشار إلى أن تحقيق العدالة في عالم اليوم أسهل مما كان عليه في زمن أمير المؤمنين (ع)، قائلاً: الناس اليوم أكثر وعياً مما كانوا عليه في الماضي، والامكانات والقدرات التي تتمتع بها الحكومات تمهّد إلى حد كبير لتحقيق العدالة.

 واعتبر الدكتور مصطفى دلشاد طهران، الروحانية أساس تعاليم أمير المؤمنين الإمام علي (ع)، موضحاً: أن نهج البلاغة ليس كتاب البلاغة فحسب، بل هو كتاب الشريعة، والأخلاق، والتربية، والتاريخ، وعلم الاجتماع، والسياسة، والحكم، والإدارة، والروحانية، والصحة الروحية.

وفي الختام، أكد ضرورة معرفة تعاليم الإمام علي (ع) بشكل صحيح، قائلاً: إذا تم تطبيق المبادئ الأخلاقية في فكر الامام علي(ع) كالعدل والمداراة للآخرین والإلتزام بالعهود في مختلف مجالات الحياة، فسيتم توفير الأرضية لاكتساب الروحانية، مصرحاً أن الخطوة الأولى في هذا المجال هي معرفة تاريخ حياة وحكم أمير المؤمنين (ع) وتعاليم نهج البلاغة.

4195591

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
أخبار ذات صلة
captcha