وبحسب آيات القرآن الكريم فإن الإحسان إلى الوالدين هو ثاني أهم الواجبات بعد الإيمان بالله ولهذا السبب فإن عقوق الوالدين هو ثاني أكبر الذنوب عند الله بعد الشرك به.
وقال الله تعالى في الآية 151 من سورة الأنعام المباركة "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".
وتحتوي الآية الكريمة على أصول أساسية جمعت عليها الأديان فهناك آية مماثلة في التوراة.
ومن الملفت أن جميع الحرمات نهى عنها القرآن الكريم بـ "لا" الناهية بينما أمر الله بالإحسان إلى الوالدين بـ "الأمور الموجبة" ما يعني أن ترك الإحسان بالوالدين محرم عند الله.
وأوضح الله تعالى في الآية 23 من سورة الإسراء المباركة "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا " أنه كيف يجب أن يكون تعامل الإنسان المؤمن مع ربّه.
والإشكالية الواردة على نمط التعليم المعاصر هي أننا نتحدّث كثيراً عن حقوق الأبناء ونتجنب الحديث عن حقوق الوالدين وعظمة عقوق الوالدين عند الله تعالى، لكنه نظراً إلى تأكيد القرآن على مكانة الوالدين الرفيعة وضرورة الإحسان إليهما، ينبغي تعليم الأطفال كيفية احترام حقوق والديهم.