ایکنا

IQNA

طلال عتریسی:

كان لدى الشهيد مطهري رؤية إستراتيجية فيما يتعلق بحرية فلسطين + فیديو

17:31 - May 01, 2024
رمز الخبر: 3495502
أكد الأكاديمي اللبناني "الدكتور طلال عتريسي": "عندما نستعرض موقف الشهيد مطهري(رض) من القضية الفلسطينية نعرف أنه يربط بين هذه المظلومية وبين الرؤية الاسلامية التي ترفض المظلومية، كما رفض الامام الحسين(ع) في عاشوراء المظلومية والاستبداد"، مصرحاً أن العلامة مطهري كان لديه رؤية إستراتيجية فيما يتعلق بحرية فلسطين.

كان لدى الشهيد مطهري رؤية إستراتيجية فيما يتعلق بحرية فلسطين + فیديوونظمت  وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) الیوم الأربعاء الأول من شهر مايو / أيار 2024 ندوة إلكترونية دولية بعنوان "القضية الفلسطينية في فكر الشهيد مطهري".

وتحدث في هذه الندوة،  نجل العلامة الشهيد مرتضى مطهري والعضو في هيئة التدريس بجامعة طهران "د. علي مطهري" خلال تواجده في أستوديو "مبين" التابع لوكالة "إکنا" للأنباء القرآنية بالعاصمة الايرانية طهران.
 
كما تحدث في هذه الندوة عبر تقنية الاتصال المرئي كل من الأكاديمي اللبناني والمحلل في القضايا السياسية "د. طلال عتريسي"، والأكاديمي العراقي والأستاذ بجامعة "ذي قار" العراقية "د. ستار قاسم عبدالله"، ورجل الدين والمفكّر البحريني "د. ياسين فضل الموسوي"، و مدير معهد المعارف الحكميّة في لبنان "الشيخ شفيق جرادي".

فیما یلی نص محاضرة الدكتور طلال عتريسي في هذه الندوة: 

بسم الله الرحمن الرحيم

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الشهيد مطهري (رض) الذي أستشهد مبّكراً بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران ترك تراثاً كبيراً ومهماً في القضايا الفكريه والعقائديه والاجتماعية وفي الردّ على الاتجاهات المعادية للفكر الاسلامي وللتوجه الاسلامي.

وعلى الرغم من إنشغالاته الواسعه في المحاضرات والمؤلفات وانخراطه في النضال ضد الشاه في اطار الالتحاق بحركة الامام الخميني(رضوان الله عليه) على الرغم من ذلك، كان لدى الشهيد مطهري رؤية واضحة ومهمة وأساسية فيما يتعلق بقضية فلسطين وقد لاتكون هذه الرؤية منتشرة كما انتشرت مؤلفاته حول العقيدة والعدل الالهي والثورة الحسينية وغير ذلك من المؤلفات.

لكن ما يلفت الانتباه حقاً أن هذه الشخصية الفكرية السياسية الاجتماعية عندما كانت تخوض النضال على كل هذه المستويات ضد الشاه وضد استبداد الشاه وضد الانحراف الفكري للشاه، كان لدى هذه الشخصية رؤية واضحة واستراتيجية فيما يتعلق بحرية فلسطين وبحق الشعب الفلسطيني وعلى الرغم من أن وقت الشهيد مطهري كان ضيقاً خاصة وان السنوات الاخيرة من حياته ومن عمره ونضاله الشريف كانت مليئة بمتابعه توصيات الامام الخميني(ره) وإرشاداته وتوجيهاته فيما يتعلق بالحركة الميدانية في داخل المجتمع الايراني للتحضير للثورة ولمناهضة الشاه.

والنقطة الثانية أن أهمية موقف الشهيد مطهري(رض) من القضية الفلسطينیة انه تحدث عن هذه القضية وعن مظلومية الشعب الفلسطيني وعن قضايا أخرى سنذكرها في الوقت الذي كان فيه الشاه يقيم أفضل العلاقات مع هذا الكيان وفي الوقت الذي كان هناك نوع من التحالف على مستوى المنظومة الغربية بين ايران في ذلك الوقت وبين الكيان الصهيوني وبين قيادة الولايات المتحدة لهذه المنظومة الغربية.

وكما يعرف الجميع أن الموساد كان يتخذ من طهران عاصمة له ومركزاً قوياً وقاعدة ارتكاز لكل منطقة الشرق الاوسط كان يشعر بأنه يعمل في قاعدة آمنة  ليست معادية من قبل النظام والأجهزة الامنية الاخرى.

يجب أن نعرف هذه الامور عندما نستعرض موقف الشهيد مطهري(رض) من القضية الفلسطينية أولاً هو يربط بين هذه المظلومية وبين الرؤية الاسلامية الدينية التي ترفض المظلومية، كما رفض الامام الحسين(ع) في عاشوراء المظلومية والفساد والجور والاستبداد، والشهيد مطهري ينطلق من الرؤية نفسها لرفض الظلم المتعلق بالشعب الفلسطيني.

النقطة الثالثة وهي المهمة أيضاً أن الغرب كتب ودافع والصهيونية كتبت ودافعت ومن موقع عقائدي وديني أن أرض فلسطين هي حق تاريخي للشعب اليهودي واليهود، الشهيد مطهري يرد في بعض محاضراته وكتاباته أن هذا الحق هو حق زائف وهو إدعاء وكذب، عبر التاريخ لم تكن هذه المنطقة ملكاً لليهود وعندما فتحت جيوش المسلمين هذه البلاد كان المسيحيون موجودين فيها وليس اليهود وكان الفلسطينيون موجودين وكل الخرائط التاريخية القديمة مكتوب عليها اسم فلسطين هذا يعني أن الأرض كانت أرض فلسطين، كان هناك اليهود والمسيحيون لكن لم تكن أرضاً يهوديةً وأيضاً يناقش الشهيد مطهري في أكثر من مناسبة  هل اليهود هم شعب؟ ليتذرعوا بأن هذه أرض بلا شعب؟ لشعب بلا أرض؟ يقول بأن اليهود ليسوا شعب بل هم الدين واليهودية ليست شعباً يحق لهم أن يأتوا ويحتلوا فلسطين ويسكنوا فلسطين.

وهذه أيضاً مطروحة في النقاشات بين المفكرين والمثقفين المسلمين وغير المسلمين،  على سبيل المثال المسلمون اليوم لديهم دين واحد هو الاسلام هل يعني أنهم شعب واحد؟ أبداً، الايرانيون مسلمون ولكن هم الشعب الايراني، والعرب مسلمون لكن هم العرب، والباكستانيون مسلمون وهكذا هناك بعض الفرنسيين مسلمون لكنهم فرنسيين أو أمريكيين أو غيرهم من البلدان، هذا السبب اذا أكذوبة أن هذه الارض لليهود يصبح شعباً يهودياً هذا غير صحيح وغير حقيقي وهذا مخادع ولا ينطبق أصلاً على الشعوب الاخرى وعلى الاديان الأخرى.

أيضاً نقرأ في ما نقل عن الشهيد في محاضراته ومؤلفاته أن أي مشروع لتذويب هوية الشعب الفلسطيني هو مشروع سيفشل، خاصة مع الادعاءات الاسرائيلية بأن أي أرض قطعها أخدامهم تصبح مُلكاً لهم وتعبر عن هويتيهم وهذا يعني أن القضاء على الهوية الفلسطينية وطمس وخنق هذه الهوية، فلهذا الشهيد مطهري يحذر من المخاطر اليهودية كفكرة عنصرية توسعية ويقول إن لليهود أطماع أصلاً  في اليمن وفي مكة وفي ايران وفي شيراز  وفي غيرها من البلدان.

هذا يعني أن الشهيد مطهري على الرغم من كل انشغالاته الفكرية والسياسية يترك مكاناً خاصاً في فضائه الفكري لقضية فلسطين وهذه المسألة لها علاقة بارتباطه بمدرسة الامام الخميني (قدس) لان الامام الخميني(ره) حتى قبل الثورة كان يدعو ويفتي بجواز دفع الاموال الشرعية إلى الفيدائيين والمجاهدين الفلسطينين اذا هذه ثقافة مدرسة الامام الخميني(ره) التي تجسدت بعد انتصار الثورة الاسلامية بإقفال سفارة اسرائيل وفتح سفارة فلسطين وبإلتزام دعم حركات المقاومة والمستضعفين في العالم.
 
والشهيد مطهري كان في قلب هذه المدرسة، مدرسة الامام الخميني(ره) اتجاه فلسطين واتجاه قضايا المستضعفين في العالم، اليوم نشهد ثمار هذه المدرسة في الحقيقة يعني ما فعله الشهيد مطهري وما قاله وما فعله الامام الخميني وما فعلته الثورة الاسلامية في ايران نشهد ثماره اليوم فيما يحصل من بطولات للشعب الفلسطيني، وللمقاومة الفلسطينية وللمقاومة في لبنان ولكل محور المقاومة لتضييق الخناق على هذا الكيان الذي تبين بعد كل تلك السنوات أنه لايمكن أن يستمر من دون الحماية الخارجية الغربية الامريكية الدولية، هذا من ثمار أفكار الشهيد مطهري(رض) ومن ثمار أفكار الامام الخميني(ره) ومن ثمار تجربة الجمهورية الاسلامية في الدعم المباشر والالتزام المبدئي والاخلاقي في عدم الاعتراف بشرعية هذا الكيان وفي الاعتراف بأحقية الشعب الفلسطيني ومقاومة الشعب الفلسطيني.

وفي هذا الاطار، يجب أن نفهم ما قاله الشهيد مطهري وما دعا اليه الامام الخميني(ره) وما قامت به فعلياً الجمهورية الاسلامية في إيران لحماية المقاومة ولتعبيد الطريق لإزالة هذا الكيان التي تبدو اليوم أكثر واقعية هذا باختصار ما يمكن أن نقدمه عن الشهيد مطهري عن موقفه من القضية الفلسطينية وعن التزامه بهذه القضيه شكراً جزيلاً لكم ورحمة الله وبركاته.

المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق...

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

captcha