وأشار إلى ذلك، الباحث اللغوي الإيراني والباحث في كتاب "الشاهنامه"(كتاب الملوك) للشاعر الملحمي الايراني "أبوالقاسم الفردوسي"، "مصطفى جيحوني"، في حديث خاص لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية حول أثر الشاعر "الفردوسي" في المحافظة على اللغة الفارسية ودعمها وتعزيزها وتقويمها.
وقال: "إن الشاهنامه هو كتاب إيراني وطني وهو كتاب اللغة الفارسية ويجب أن لاننظر إليه على أنه كتاب عادي لأنه كتاب ساعدنا على أن نعرف إيران بشكل أفضل".
وأوضح: "إن فكرة المساواة بين العرب والإيرانيين انطلقت من الشاهنامة أول مرة حيث كان الخلفاء العباسيون يعتبرون العرب أفضل من الأمم الأخرى وهنا جاءت الشاهنامه لتساعد إيران".
وأشار إلى مقولة أن الفردوسي حفظ الفارسية من الزوال، مضيفاً: "لا أظن ذلك لأن الشعوب هم من يحفظون اللغة ويحافظون عليها بل إن الشاهنامه هي بمثابة القصر الذي عزّز ودعم اللغة".
وفيما يخصّ تعمل اللغات فيما بينها، قال: "إن اللغة كـ الكائن الحي تتعامل مع من حولها فـ لا توجد لغة خالصة إلا إذا كان أهلها محصورون في جبال أو قربة تحول دون تواصلهم مع الآخرين وبالتالي عندما يكون هناك تواصل بين البشر فاللغات تقترض من بعضها البعض".
وأكد الباحث اللغوي الإيراني إنه لا يرى مشكلة في وجود بعض المفردات العربية في اللغة الفارسية، مؤكداً: "هناك مفردات عربية تحولت على مرّ الزمان إلى الفارسية وأصبحت جزء من مخزون اللغة الفارسية".
واستطرد قائلاً: "لا يمكن رسم حدود للغة وهناك من يقلق إزاء دخول بعض المفردات غير الفارسية إليها بينما لا يجب القلق حيال ذلك لأنه أمر طبيعي يحدث بين اللغات".
وفيما يخصّ وصف الشاعر الفردوسي بـ "الحكيم" قال: "الرجل الذي يمدح في كتابه العقل والعدل يُعتبر حكيماً فـ يضمّ كتاب "الشاهنامه" عبارات وحِكَم كثيرة ولهذا وصف الفردوسي بالحكيم".
وحول أبرز المفاهيم التي أكدّها الشاعر الكبير الفردوسي في كتابه الشاهنامه أوضح: "التعقل والعدالة والإنسانية هي ثلاثة مفاهيم رئيسية أكدّها الفردوسي في كتابه الشاهنامه".