إن التطور الأخلاقي أهم فلسفة لأداء الحج؛ فإن ارتداء الحاج "الإحرام" يجعله بعيدا كل البعد عن الظواهر المادية والدنيوية كما أن تحريم اللذات والانشغال بتزكية الذات تعزز ذلك الابتعاد عن الدنيا.
إن قيام الإنسان بأداء مناسك من شأنها تعزيز الروحانية والمعنوية في قلب المؤمن تفصله عن ماضيه المظلم وتجعله يسير نحو مستقبل مضيء خاصة عندما يستذكر خلال أداء مناسك الحج سيرة إبراهيم (ع) التي أسست لتلك المناسك.
نعم؛ هكذا يحصل انقلاب أخلاقي على مستوى الذات البشرية وتحصل التزكية للقلب فتنطوي ورقة الحياة وتنفتح صفحة جديدة في حياة الحاج ولهذا جاء في الحديث الشريف بأن من يقوم بأداء مناسك الحج كاملة صحيحة "يخرج من ذنوبه كهيئته يوم ولدته امه".
الحج بالنسبة للمسلمين هو عبارة عن ولادة جديدة؛ ولادة تبدأ بعدها حياة جديدة وهذا لا يحصل لمن تمسك بظواهر الحج بل يحصل لمن عرف الحج ومعنى مناسكه حق المعرفة.