ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة....

الإمام علي(ع) يحذّرنا من التعامل مع الفاجر والأحمق والظالم

14:21 - July 21, 2024
رمز الخبر: 3496237
بيروت ـ إکنا: ينبِّهنا الإمام أمير المؤمنين (ع) إلى ضرورة أن نحذرَ ثلاثة أصناف من البشر إذا اضطرتنا الحياة إلى التعامل معهم وهم (الأحمق، والفاجر والظالم).

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "كُنْ عَلى حَذَرٍ مِنَ الْأَحْمَقِ إِذا صاحَبْتَهُ، وَمِنَ الْفاجِرِ إِذا عاشَرْتَهُ، وَمِنَ الظّالِمِ إِذا عامَلْتَهُ".

وتضطرُّنا الحياة إلى التعامل مع أصناف كثيرة من الناس، منهم من يكون من الأخيار ومنهم من يكون من الأشرار، منهم من يكون عاقلاً حصيفاً نبيهاً ذكياً، ومنهم من يكون أحمقاً غبياً بليد الذهن، منهم من يكون منصفاً عادلاً ومنهم من يكون ظالماً جائراً غاشِماً، وهلُمَّ جَرّا، فالحياة الإنسانية مليئة بالنماذج المتعارضة المتناقضة، فمن وُفِّق منا للتعامل مع الصالحين الأخيار فتلك نعمة كبرى يجب إدامة شكر الله عليها.


وفي جوهرته الكريمة ينبِّهنا الإمام أمير المؤمنين (ع) إلى ضرورة أن نحذرَ ثلاثة أصناف من البشر إذا اضطرتنا الحياة إلى التعامل معهم وهم:

الأحمق: فإنه الشخص المُبتلى بداء لا دواء له، فالحمق شرٌّ كله، والأحمق عدو نفسه، لما يسبب لنفسه من الضرر، فكيف لا يتسبب به لغيره، إن الأحمق كاسد العقل والرأي، لا يُحسِنُ شيئاً من أمره، يريد أن ينفع فيضر، ويريد أن يدفع عنك الأذى فيجلبه إليك، وقد حذَّرت الروايات من صحبته، فاعتبرت أن العدو العاقل خير من الصديق الأحمق، وأن بعدَ الأحمق خير من قربه، وسكوته خير من نطقه، وأن النظر إلى الأحمق يُسخن العين، وأن مقاساته عذاب الروح، وجاء عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "احْذَرِ الأحمَقَ، فإنّ مُداراتَهُ تُعَنِّيكَ، ومُوافَقَتَهُ تُرْدِيكَ، ومُخالَفَتَهُ تُؤذِيكَ، وَمُصاحَبَتَهُ وَبالٌ عَلَيكَ"  وأوصى (ع) ولده فقال: "إيّاكَ يا بُنيَّ أنْ تُصاحِبَ الأحمَقَ أو تُخالِطَهُ، واهْجُرْهُ ولا تُحادِثْهُ، فإنّ الأحمَقَ هُجْنَةٌ غائباً كانَ أو حاضِراً، إنْ تَكَلَّم فضَحَهُ حُمقُهُ، وإنْ سَكَتَ قَصُرَ بهِ عِيُّهُ، وإنْ عَمِلَ أفسَدَ، وإنِ اسْتُرعِيَ أضاعَ، لا عِلمُهُ مِن نَفْسِهِ يُغْنيهِ، ولا عِلمُ غَيرهِ يَنْفَعُهُ، ولا يُطيعُ ناصِحَهُ، ولا يَستريحُ مقارِنُهُ، تَوَدُّ اُمُّهُ أنّها ثَكَلَتْهُ، وامْرَأتُهُ أنّها فَقَدتْهُ، وجارُهُ بُعدَ دارِهِ، وجَليسُهُ الوَحْدةَ مِن مُجالَسَتِهِ، إنْ كانَ أصْغَرَ مَن في المَجلِسِ أعْنى‏ مَن فَوقَهُ، وإنْ كانَ أكْبَرَهُم أفْسَدَ مَن دُونَهُ".

الفاجِر: وهو الفاسق المنحرف عن شرع الله، المستهين بتعاليمه، الكثير العصيان والشَّرِّ لا يكترث بما يكون منهما منه، فكأنه ينفجر عن المعصية فلا يُخلِّف إلا الشَّرَّ، كما ينفجر البارود فلا يخلِّف إلا الدمار، فصحبته تردي مُصاحِبَه، وتودي به في الشرور والمهالك، لذا ينبغي أن يحذره المرء وألا يطمئن إليه أبداً.

الظالم: وهو الذي لا يضع الأمور في مواضعها، ويتجاوز بها عن حدها، إن باعك ظلمك فأعطاك أقل مما لك، وإن اشترى منك ظلمك فأخذ أكثر مما يستحق، وإن عملتَ له أعطاك أقل من حقك، فالحذر منه من أوجب الواجبات لا لكي تتجنَّب ظلمه لك وحسب، بل لتتجَنَّب أن تتأثَّر به فتتقبَّل الظلم، وقد يحملك عليه. 

بقلم الباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha