ایکنا

IQNA

شهادة رسول الله(ص) والإنقلاب على الرسالة

8:28 - September 01, 2024
رمز الخبر: 3496746
النجف الأشرف ـ إکنا: من الوقائع التي يحاول البعض إسدال الستار عليها وتناسيها هي واقعة غدر الصحابة برسول الله(ص) عندما نكثوا بيعة الغدير وتجاهلوا الأمر الإلهي بها.

والبعض يقول اتركوا التاريخ وشأنه وعلينا بالحاضر, لانهم ليس لديهم التبرير الكافي لاخطاء أولئك الذين اجرموا في التاريخ وسببوا لنا المأسي التي ندفع ثمنها حتى يومنا هذا.

ومن الوقائع التي يحاول البعض اسدال الستار عليها وتناسيها هي واقعة غدر الصحابة برسول الله(ص) عندما نكثوا بيعة الغدير وتجاهلوا الامر الإلهي بها.


فعندما إختار الله تعالى أهل بيت النبوة(عليهم الصلاة والسلام),  وأعطاهم دوراً خاصاً ومميزاً لقيادة الأمة, أمرنا بالتمسك بالاثنين وهما: 

كتاب الله وهو القانون النافذ في مجتمع الأمة الإسلامية,  وأهل  بيت النبوة بإعتبار أن عميدهم في كل زمـان هو قائد وامام ومرجع  للامة.

وهكذا  كانت بداية المؤامرة الكبرى على الإسلام الحقيقي, هي عندما طلب الرسول(ص) أن يكتب وصية لاصحابه حتى يوجههم ويهدي مسارهم من بعده، ولكن جمع الصحابة أبى ذلك, وقالوا ان الرجل ليهجر, موقنين بأن الرسول(ص) دعوة ورسالة ومكانة، قد تنتهي بموته, وهذا الامر يعتبر أول خذلان وعدم طاعة لأمر الرسول(ص) وبداية لتصفية دموية لآل البيت عليهم السلام فيما بعد.

وهنا ترك الصحابة النبي(ص) مسجى في فراش الموت, ولم يهتموا في شيء من أمره وسارعوا الى سقيفة بني ساعدة وعقدوا هناك اجتماعاً سرياً أحاطوه بكثير من الكتمان والتحفظ, فكانت أول واعظم سرقة ابتليت بها الأمة الإسلامية على مرّ التاريخ في هذه السقيفة, حيث  غدرت الأمّة برائد العدالة الإسلامية الممثّل الأوّل لهدي النبيّ(ص)  وسيرته, فأقصت الإمام علي(عليه السلام) عن الخلافة الشرعية المنصوبة من قبل الله تعالى وأبعدته عن مقامه.

وقد جاهد أبطال الشيعة ورجالاتهم على مرّ التاريخ على سلب الشرعية من هذه التجربة الإنحرافية التي حدثت بعد رسول الله(ص), وإفهام الناس بان هولاء لايمثلون الاسلام الصحيح وبذلوا من أجل ذلك الغالي والنفيس حتى سالت دماء لاعظم رجالهم , وملئت السجون بخيرة شبابهم, وهجر الملايين منهم في كل بقاع الأرض حتى استطاعوا حفظ الرسالة الإلهية.

وها هي الأمة في كل عام تعاهد رسول الله(ص) على تمسكها بوصيته, حيث تزحف الملايين الى قبر الامام الحسين(عليه السلام) في أروع مسيرة عرفها التاريخ حوت الكثير من المفاهيم والقيم معلنة براءتها من خط النفاق الذي حاول تغيير مسيرة الامة الإسلامية, متحدين كل التيارات والأفكار المنحرفة , واقفين بوجه كل الطغاة ليكونوا فعلا هم ابطال التاريخ.

بقلم الباحث العراقي في الشؤون الدينية السيد محمد الطالقاني

 تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

captcha