وفيما يلي نص بيان مؤسسة "ن" القرآنية اليمنية:
وقال الله تعالى "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ".
ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ استشهاد حجة الاسلام والمسلمين السيد حسن نصرالله وكوكبة من إخوانه في المقاومة اللبنانية الشريفة الذين ارتقوا في المجزرة الشنيعة التي قام بها جيش العدو الاسرائيلي في الضاحية الجنوبية ببيروت الأبية.
لقد فقدت الأمة الإسلامية برحيل سماحة السيد حسن نصرالله قائداً صادقاً، لم يخش في الله لومة لائم، ولم يتوان للحظة عن نصرة المستضعفين، فقد كرس حياته كلها للجهاد في سبيل الله ومقاومة العدو الصهيوني فكانت مواقفه النبيلة والشجاعة مدرسة لكل أحرار العالم.
لقد كان سماحة السيد حسن نصرالله رمزاً للمقاومة، حيث كان قائداً استثنائياً ذا إرادة متينة وصلبة، وعزم راسخ وكان على قدرٍ كبير من الفطنة والرؤية المستقبلية، ولقد كان لموقفه التاريخي المتمثل بإسناد المقاومة في غزة بعد معركة طوفان الأقصى والذي سبقه موقفه التاريخي الذي لن تنساه اليمن في مساندته لها في العدوان الغاشم الذي طالها لمدة ثمان سنوات الأثر الكبير في تعزيز قدرات المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني وكذا الشيطان الأكبر المتمثل بأمريكا اللعينة.
إننا وعلى الرغم من الألم الذي يعتصر قلوبنا إلا أننا نحمل عقيدة التسليم المطلق لله تعالى،كوننا ندرك أن من أبرز السنن الإلهية سنة الإبتلاء والتمحيص، وأن النصر والتوفيق لا يُنال إلا ببذل التضحيات ، فهذه الصعوبات وهذه الآلام ما هي إلا امتحان وتربية للمؤمنين ليميّز الله الخبيث من الطيب.
ومع كوننا ابتلينا بهذا البلاء العظيم المتمثل بفقد هذه القامة الجهادية الكبيرة إلا أننا نعاهد الله ورسوله واهل بيته والشهداء وفي مقدمتهم سماحة السيد حسن نصر الله ألا نترك طريق المقاومة وأن تكون دماء هذا القائد العظيم هي اللعنة التى ستصيب الكيان الصهيوني الغاشم والتى ستقتلع هذه الغدة السرطانية التى زرعت في جسد الأمة الاسلامية.
ونختم بقول أمير المؤمنين عليه السلام "ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرة لنا من عدونا ومرة لعدونا منا ، فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت ، وأنزل علينا النصر).
نسأل من الله تعالى أن يتغمد المجاهد الكبير ورافع راية المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله بواسع رحمته وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
مؤسسة (ن) القرآنية
اليمن ـ صنعاء
25 ربيع الأول 1446هـ - سبتمر 2024م