
رفضت الحكومة العراقية، بأشدّ العبارات أي مساسٍ بمكانة المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، التي تحظى بتقدير واحترام كل الشعب العراقي والعالمينِ العربي والإسلامي والمجتمع الدولي، كما أكد رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا أن "تهديدات الاحتلال الصهيوني للسيد السيستاني وقادة من محور المقاومة تؤكد أن إسرائيل تعلن حرباً دينية علينا".
وفي هذا السياق، أجرت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) حواراً مع الكاتبة السياسية والإعلامية الیمنية والمعدة للبرامج السياسية والاجتماعية في إذاعة "صوت الشعب" التابعة للهيئة الإعلامية لأنصار الله "أمة الملك الخاشب".
فيما يلي نصّ البیان:
ـ لماذا قامت قناة صهيونية بادراج صورة السيد السيستاني في قائمة الشخصيات المستهدفة؟قامت القناة الصهيونية بإدراج صورة السيد السيستاني في قائمة الشخصيات المستهدفة لأنه فعلاً من الشخصيات المعادية للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة وكل فتاويه الدينية تحثّ على الجهاد ضد الصهاينة والوقوف مع أبناء فلسطين.
فالسيد السيستاني وكل الشخصيات التي تم إدراجها معه في نفس القناة هم شخصيات تتصدى بكل صرامة وقوة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة وتتمسك بكتاب الله ومنهج نبيه(صلوات الله عليه وآله) ومنهج أهل البيت(عليهم السلام) في الجهاد في وجه الطغاة والمنافقين.
بالنسبة للسيد السيستاني كان له الفضل في تأسيس الحشد الشعبي العراقي لمواجهة الدواعش في العراق الذين كانت تشرف على تجنيدهم السفارة الأمريكية، فالصهاينة يعتبرونه من ألد أعداءهم وخصومهم لأن له أثر كبير واتباع بالملايين في العراق وخارج العراق.
ـ كيف تقرأين موقف سماحة السيد السيستاني من القضية الفلسطينية؟
موقف السيد السيستاني من القضية الفلسطينية معروف ومشرف جداً وهو موقف يقوم من منطلق الانتماء الديني والايماني ومن منطلق الواجبات الأخلاقية والإنسانية التي يتحلى بها أي قائد يحمل الصفات الإنسانية والأخلاقية حتى ولو لم يكن مسلماً، فما بالنا بالسيد السيستاني الذي ينتمي لمدرسة الجهاد والصبر والتضحية، ومدرسة الإمام علي وإبنه الحسين(عليهما السلام)، المدرسة التي تنتمي لها السيدة الزهراء(عليها السلام) والسيدة زينب الحوراء.
ـ ما هو الخطر الذي شكّله السيد السيستاني على الاحتلال الصهيوني ما جعله ضمن قائمة أهدافه؟
فعندما يكون القائد والمرجع شجاعاً ويقوم بواجبه الديني والايماني ولا يخاف بني صهيون ولا غيرهم من المنافقين لا شك أن هذا سينعكس على أتباعه الذين هم بالملايين وهذا يعني فشل للمخططات الصهيونية الخبيثة الرامية لتثبيط الأمة عن القيام بواجبها تجاه فلسطين والعمل على إثارة النعرات الطائفية والمذهبية بين أبناء الأمة الواحدة.
كما تعلمين أنه وجّهت المرجعية بإعانة اللبنانيين وتقديم الدعم لهم، من خلال توزيع المساعدات حتى وصلت مساعداته في الأيام الأخيرة مناطق في شمالي لبنان أي طرابلس، كيف تقيّمين هذا الدعم؟
بالنسبة لموقف المرجعية الكبرى في العراق السيد السيستاني(حفظه الله) من لبنان فهو موقف لا يقلّ درجة من موقف تجاه فلسطين، فالواجب الديني والأخلاقي والإنساني يقتضي أن يتحرك أهل العراق وفق إمكاناتهم المتاحة لإغاثة إخوانهم النازحين في لبنان وهذا الموقف وكل مواقف الشيعة في العراق وفي جبهات الاسناد في محور الجهاد والمقاومة أثبتت للعالم أجمع أن من ينتمي للامام علي(عليه السلام) لا يساوم ولا يبيع ولا يخون.
ـ قضت المرجعية الدينية العليا مخطط "تمزيق العراق" الصهيوني كما كانت فتوى "الجهاد الكفائي" لسماحته بمثابة الرصاصة القاتلة لنهاية ذلك المشروع المتمثّل بـ"داعش"، وما هو تأثير تبني السيد السيستاني لمثل هذه المواقف؟
لا شك أن تبني المرجع السيستاني لفتوى الجهاد الكفائي في العام 2014 م وهي وجوب الجهاد بالمال والنفس لمحاربة تلك الجماعات الدينية المتطرفة التي كانت تدعمها أمريكا برعاية خاصة منها لتجعل العراق غارقاً في حرب أهلية لا تنتهي بين من يسمون أنفسهم السنة وبين الشيعة.
كان لهذه الفتوى الأثر الكبير على العراقيين في الالتفاف حول الحشد الشعبي العراقي ودعمه بالمال والرجال حتى استطاع طرد تلك الجماعات الأمريكية من العراق حتى استقرت العراق وكان لها اليوم دور كبير وبارز في جبهات الاسناد لفلسطين وكان الشهيد السيد حسن نصرالله يشيد دائماً بدور المقاومة العراقية في استهداف القواعد الأمريكية والصهيونية في العراق وفي فلسطين المحتلة، وكذلك قائد حركة "أنصار الله" اليمنية السيد القائد عبدالملك الحوثي يشيد في خطابه الاسبوعي حول مستجدات طوفان الأقصى بدور المقاومة العراقية الباسلة التي تحركت أفضل من جيوش عربية نائمة بل ليست نائمة فقط ولكنها جعلت من نفسها وقوتها حامية لدولة الكيان الصهيوني المجرم والغاصب.
ـ بعض الخبراء والمحليين يؤكدون أن الاحتلال الصهيوني يحاول من خلال تهديداته للسيد السيستاني توسعة الحرب، ما هو رأيك؟
إن الصهاينة باعلان رغبتهم في تصفية تلك الشخصيات القيادية بما فيها المرجع السيستاني(حفظه الله) هم فعلاً يكشفون عن نيتهم في تصفية كل من يقف عائقاً أمام مشاريعهم الاستعمارية، وجاء توقيت الإعلان بعد حالة النشوة التي عاشها هذا الكيان المجرم بعد استهدافه للسيد حسن نصرالله وقبله لقيادات من حزب الله اللبناني.
لكن سرعان ما تحولت تلك النشوة لخيبة وانكسار خاصة بعد أن أنصدم العدو بالمقاومة الإسلامية اللبنانية وقد زادت صلابة وقوة وبأس وإصرار على مواصلة درب القادة الشهداء حتى تحرير كافة الأراضي المحتلة.
الضربات الموجعة التي يتلقاها الكيان الإسرائيلي يثبت حالة واحدة وهي أن جنودهم يعجزون عن القتال ولا يستطيعون سوى القتل للأبرياء بالطائرات الجوية الغادرة. وكذلك لا يجيدون سوى الاغتيالات الغادرة لكل خصومهم فلم يشهد كل تاريخهم انتصاراً برياً واحداً حتى في قطاع غزة لم يحققوا سوى الفشل الذريع رغم الحصار وضيق المساحة الجغرافية وطول المدة.
فقد عجز هذا الجيش الذي افتضح وبات عاجزاً أمام الجميع، عجز عن تحرير أسير واحد من أسراه الذين تم اعتقالهم يوم طوفان الأقصى.
العراق لن يغير موقفه ولن يخاف لتهديدات العدو والسبب أنهم ينطلقون تحت راية علم من أعلام الهدى ويجاهدون على بصيرة ويعرفون أين طريق الحق ويؤمنون بالسنن الإلهية في النصر على الأعداء لانهم خريجي مدرسة الإمام(علي عليه السلام).
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: