ایکنا

IQNA

رئيس جامعة الأزهر يكشف أسرار بلاغة القرآن في وصف عذاب الظالمين

11:28 - December 28, 2024
رمز الخبر: 3498324
إکنا: قال "الدكتور سلامة داوود"، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن آيات القرآن الكريم تتطلب فهماً عميقاً، لتعرف السبب والنتيجة، مضيفاً أن القرآن الكريم يركز أحياناً على السبب وراء الفعل، حيث يؤدي هذا السبب إلى النتيجة التي تترتب عليه.

وأكد رئيس جامعة الأزهر الشريف، خلال برنامج «بلاغة القرآن والسنة» على قناة الناس، أن القرآن الكريم يستخدم أسلوبًا بيانيًا دقيقًا ليوضح العواقب المترتبة على الأفعال، كما في قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا»، موضحاً أن الأكل هنا ليس بمعناه الحرفي، بل هو تعبير عن عاقبة ظلم أموال اليتامى، فالإنسان حين يأخذ مال اليتيم، لا يشتري مالاً أو نقوداً فقط، بل يشتري بها طعاماً وشراباً وملابس، لكن القرآن الكريم يصف ذلك بـ«يأكلون في بطونهم ناراً»، ليوضح شدة العقوبة التي ستنتظرهم.
 

إقرأ أيضاً


وأشار داوود، إلى أن استخدام القرآن لكلمة «نار» في هذا السياق يمثل صورة بليغة في توضيح شدة العذاب الذي سيتعرض له من يظلم اليتامى، مضيفاً أن القرآن لم يقتصر على القول «يأكلون في أفواههم ناراً»، بل قال «في بطونهم»، ليؤكد أن النار قد وصلت إلى داخلهم، هذا يعكس صورة شديدة القسوة للعذاب.

وتطرق رئيس جامعة الأزهر الشريف إلى مثال آخر في القرآن يتعلق بكتمان الحق، حيث قال: «الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُو۟لَـٰٓئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ»، مشدداً على أن من يحرفون الحقائق ويبدلون كلام الله من أجل مكاسب دنيوية، سيعانون من عذاب أشد وأعظم.

وأوضح داوود، أن العقوبات التي يذكرها القرآن للأفعال السيئة مثل أكل مال اليتيم وكتمان الحق، تتدرج من الشدة إلى الأسوأ، حيث يقول: «يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا»، موضحاً أن السعير هو نوع من النار التي تزداد اشتعالاً وتستعر أكثر، ما يعكس عاقبة أشد.

وختم الدكتور سلامة داوود تصريحاته بالتأكيد على أن القرآن الكريم يدعونا إلى الالتزام بالحق وعدم الانحراف عنه، مضيفاً أن تغيير الحقائق والتحريف لا يمكن أن يغير جوهر الحق أو الباطل، قائلاً: «لن يغير الزمان من حقيقة الحق، والباطل يبقى باطلاً دائماً»، مشيراً إلى أهمية التمسك بمبادئ الدين الاسلامي ورفض الانحرافات التي تؤدي إلى فساد كبير.
 
المصدر: akhbarak.net
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha