ایکنا

IQNA

السفير اليمني لدى طهران في حوار لـ"إکنا":

الشهید سليماني كان بمثابة المنسّق العام لمختلف ساحات المقاومة/ الموقف اليمني لغزة ينطلق من تكليف قرآني

10:40 - January 08, 2025
رمز الخبر: 3498480
طهران ـ إکنا: قال السفير اليمني لدى طهران "إبراهيم محمد الديلمي": إن الحاج قاسم سليماني ساهم بشكل كبير في تأليف أبناء الأمة الإسلامية في مشروع الجهاد، مصرحاً أن الشهيد سليماني كان بمثابة المنسّق العام لمختلف ساحات المقاومة، كما أكد أن الموقف اليمني المساند لغزة ينطلق من تكليف إيماني إلهي قرآني.

الحاج قاسم سليماني كان بمثابة المنسق العام لمختلف ساحات المقاومةوأشار إلى ذلك، السفير اليمني لدى طهران "إبراهيم محمد الديلمي" في مقابلة خاصة له مع وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في ذكرى إستشهاد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني الفریق الحاج قاسم سليماني حيث تحدّث عن دور القائد الشهيد سليماني في تأليف وتوحيد المقاومة الإسلامية ومناصرة اليمن.

 فيما يلي نصّ الجزء الأول من المقابلة:

ـ   ما هو دور الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه أبو مهدي المهندس في تعزيز ودعم محور المقاومة؟

في الذكرى السنوية لرحيل شهيد الإسلام وشهيد القدس الحاج قاسم سليماني ورفيقه العزيز الحاج أبو مهدي المهندس وكل من سقط في تلك الجريمة النكراء التي نفذها الملعون "ترامب"، نؤكد بأن الحاج قاسم سليماني كان بمثابة المنسق العام أو الأمين العام لمختلف ساحات المقاومة.

كان بحق هو الشخص الأول الذي بادر إلى جمع كل ساحات المقاومة في مشروع مؤتلف وموحّد وهو مشروع محور المقاومة ومحور الجهاد ومحور فلسطين.

الحاج قاسم سليماني بجهوده المباركة وبآثار عمله الطيبة ساهم بشكل كبير في تأليف أبناء الأمة الإسلامية في هذا المشروع الكبير، وهو مشروع الجهاد.

تجاوز في كثير من الأحيان العراقيل والاشكاليات التي تمنع أي تواصل أو أي تفاهم ما بين الساحات المختلفة وساهم بـ ذكاءه الحاد وبأسلوب إدارته الطيبة في تقريب وجهات النظر وتقريب العمل المؤسسي.


إقرأ أيضاً


الحاج قاسم سليماني لم يقم في محور المقاومة بعمل عسكري فقط وإنما صاحَبَ ذلك عمل سياسي وعمل إعلامي وتهيئة بنية تحتية مناسبة لعمل المقاومة في مختلف الساحات.

بالنسبة للأمن الإقليمي والدولي فإن الأيادي الصهيونية والأمريكية تعبث في منطقتنا تحديداً وفي العالم أجمع ولكن في منطقتنا بما أننا معنيون بها كان للتحركات الأمريكية ومؤامرات أجهزة الاستخبارات الصهيونية ومن لفّ حولها من بعض الدول المرتبطة بالمشروع الصهيوني كان لهم دور كبير في زعزعة استقرار المنطقة ونشر الجماعات التكفيرية وإستهداف الأمن المجتمعي من خلال بثّ الشائعات ومن خلال التشكيك في جدوى المقاومة والجهاد وإبعاد الناس عن مصادر عزتهم وقوتهم الثقافية والتي تنطلق في الأساس من القرآن الكريم ومن الوحدة الإسلامية ومن أتباع أهل البيت (ع).


وكان الحاج قاسم ومن حوله من الشرفاء في هذا المحور المبارك هم من تصدّوا منذ وقت مبكر لهذه المؤامرات ومواجهتها في الميدان.

لا ننسى أن الحاج قاسم سليماني في ساحة لبنان والعراق وسوريا نزل بنفسه وحضر بشخصه لدعم وإسناد حركات المقاومة في تلك المناطق لمواجهة الهجمة التكفيرية ذات البُعد الطائفي التي سعى العدو من خلالها إحداث فتنة طائفية ما بين المسلمين وإيجاد موطئ قدم لهذه الجماعات التكفيرية الإرهابية المرتبطة بالمخابرات الصهيونية والأمريكية والتي يتم تجنيدها ودعمها من قبل أمريكا كما صرّح بذلك "ترامب" في حملته الانتخابية وكما أكدّت على ذلك المرشحة الديموقراطية للانتخابات الأمريكية "هيلاري كلينتون".

هؤلاء أكدوا بأن القاعدة وداعش هي صنيعتهم وهم من بناها وأشرف على إدارتها سواء من خلال المعسكرات التي أنشئوها أو من خلال التواصل مع قيادات هذه المجموعات المشبوهة والمرتبطة بأجهزة مخابرات إقليمية ودولية.
الحاج قاسم سليماني كان بمثابة المنسق العام لمختلف ساحات المقاومة

ـ  أكد قائد الثورة الإسلامية الايرانية في الذكرى الخامسة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني أن الاستراتيجية الدائمة للشهيد كانت إحياء جبهة المقاومة كما أكد سماحته بأنه لو لا تحرك الحاج قاسم بهذه الشجاعة في جبال وصحارى المنطقة(العراق وسوريا) لما كان هناك اليوم وجود للعتبات المقدسة، كيف ترون هذا الرأي؟

سماحة الإمام الخامنئي عندما أكد على هذه الحقيقة هو نظر إلى الحاج قاسم سليماني من زاوية أنه الرجل الذي أشرف على هذا المشروع وساهم في إحباط أهداف العدو وعدم تمكينه من تحقيق مراده ومبتغاه.

والعدو ساهم بشكل كبير في إحداث زلزلة في منطقتنا من خلال استقدام هذه الجماعات التكفيرية أو من خلال المشروع الصهيوني داخل منطقتنا وهنا تصدى الحاج قاسم سليماني ومعه الشرفاء في منطقتنا ليس فقط للهجمة التكفيرية وإنما للوجود الصهيوني الاستيطاني في فلسطين المحتلة وفي الجولان وفي لبنان.

والحاج قاسم سليماني كان ينظر إلى أن أساس هذا الصراع مع هؤلاء الأعداء هو صراع عقائدي يجب مواجهته بالعقيدة وبالإسلام الأصيل والصحيح وبالاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى.

- كان لأبناء اليمن مكانتهم الكبيرة لدى الحاج قاسم سليماني وكذلك كان الشهيد الحاج القاسم في وجدان اليمنيين، كيف تقيمون دور الحاج قاسم في تعزيز المقاومة اليمنية ورفع معنويات اليمنيين؟

في العدوان على اليمن الذي أطلقته المملكة العربية السعودية ومن وراءها ومعها الأمريكان والصهاينة والبريطانيون ولفيف من بعض الدول العربية من جماعة البغي والعدوان والإجرام والتحالف الصهيوأمريكي على بلدنا، يستحضر اليمنيون أنه في تلك الفترة ومع انطلاق ذلك العدوان الكبير والذي ضمّ في تحالفه الإجرامي أكثر من 17 دولة لم يكن هناك إلا طرف وحيد وقف إلى جانب اليمنيين وأعلنها بصراحة أنه يجب إيقاف هذا العدوان ورفع الحصار عن أبناء اليمن والجلوس على طاولة التفاوض ووقف العدوان وكان هذا الطرف هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

عندما عادى كل العالم اليمنيين لم يقف بجانبهم إلا الجمهورية الإسلامية الايرانية وبعض الشرفاء وفي مقدمتهم السيد حسن نصر الله وبعض الشرفاء في العراق.


ولكن كان هناك شخص يمثل الجمهورية الإسلامية الايرانية في هذا الدعم وفي هذا الوقوف إلى جانب الشعب اليمني وكان هذا الشخص هو الحاج قاسم سليماني الذي كان ممثل الجمهورية الإسلامية في تلك المواجهة.

نحن كـ يمنيين نستحضر وجود ذلك الشخص الكريم وذلك القرار الإيراني الكبير بمساعدة واسناد الشعب اليمني والوقوف إلى جانبه والمطالبة برفع الحصار عنه؛ سيظل أبناء اليمن يعترفون له بعظيم القدر وجليل المساندة والمشاعر القلبية الأخوية الجهادية الصادقة.
الحاج قاسم سليماني كان بمثابة المنسق العام لمختلف ساحات المقاومة

ـ  أكد زعيم حركة أنصارالله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الحاج قاسم سليماني كان له دور في نصرة الشعب الفلسطيني؛ ما هو الدور الذي قام به الشهيد الحاج قاسم سليماني في مناصرة القدس؟

المشاركة التي قام بها الحاج قاسم سليماني إلى جانب إخوانه الشرفاء في فلسطين وخاصة في حركتي الجهاد الإسلامي وحركة حماس أمر عبّر عنه قادة تلك الحركات وأعلنوا بكل وضوح بمدى العلاقة التي ربطتهم بالحاج قاسم سليماني ومدى الدعم الذي أشرف على إيصاله إلى أبناء فلسطين.


إن الحاج قاسم سليماني لم يكن يشرف فقط على الدعم العسكري والتسليحي انما كان هناك دعم سياسي ودعم اعلامي وکذلك الدعم الاقتصادي والمالي الذي ساند تلك الحركات في مواجهة الكيان الصهيوني وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الاسلامي.

ـ الخبراء يؤكدون أن استشهاد الحاج قاسم سليماني ليس خسارة لايران ومحور المقاومة فقط بل خسارة لكل أحرار العالم، ما هو رأيكم؟

إن الحاج قاسم سليماني كما یعرفه الجمیع واعترف بذلك الجميع هو لم يكن قائداً ايرانياً أو كان قائداً يعبر عن اتجاه اسلامي معين وكانت بصماته حاضرة في أي بؤرة أو أي مسار يستهدفه الأمريكان والصهاينة وهو تجاوز بُعده القومي وبحق كان قائداً أممياً وانسانياً كبيراً.

إن الحاج قاسم سلیمانی کان یؤكد دائماً وجوب دعم المستضعفين في مواجهة المستكبرين بغض النظر عن انتماءاتهم وكان يدعم المستضعف حتى لو يكن منتمياً بجبهة المقاومة. 

الحاج قاسم سليماني كان بمثابة المنسق العام لمختلف ساحات المقاومة

ـ نجح اليمنيون الأبطال في ضرب أهداف في عمق الكيان الصهيوني؛ ما هي رسائل المقاومة اليمنية إلى الدول العربية وحلفاء العدو الصهيوني؟

الحالة اليمنية التي تشترك في عملية دعم واسناد غزة تحت عنوان عملية "الفتح الموعود" و"الجهاد المقدس" وإنها لا تنطلق فقط من حالة يمنية خاصة بفئة وإنما هي توجه شعبي كبير جداً يعبر عنه أبناء الشعب اليمني بمختلف الطرق والأساليب كما أن هذه العملية العسكرية اليمنية الاسنادية يقوم بها القوات اليمنية المسلحة وليس فصيل يمني هنا أو هناك.

الموقف اليمني ينطلق من الإحساس بالمسئولية والشعور بالواجب وانطلاقاً من تكليف إيماني إلهي قرآني.

اليمن اليوم يرسل رسالة ويقدّم نموذجاً لأبناء الأمة الإسلامية جمعاء وعلى رأسها أبناء الأمة العربية التي مع الأسف الشديد من أبناء شعوبها وحكوماتها من يقف إلى جانب العدو الصهيوني ولم يقوموا بالواجب أبداً وتخاذلوا في نصرة فلسطين أمام سيل الجرائم التي تستهدف الفلسطينيين.


نحن نتحدّث عن أكثر من 150 ألف شهيد وجريح معظمهم من النساء والأطفال. أين النخوة العربية، أين الشعور الإسلامي؟ أين الانطلاق من مبادئ القرآن الكريم التي تفرض على المسلمين أن يقفوا إلى جوار بعضهم البعض؟

الشعب اليمني لا يقدّم فقط دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني وإنما يقدّم شاهداً حضارياً على ضرورة التحرك الشعبي الذي يملأ الساحات من خلال التظاهر في أكثر من 700 ساحة في اليمن في كل يوم جمعة بالملايين وهذا يؤكد على حيوية الشعب وانطلاقه بهذه المسئولية بالثقة والتوكل على الله.
الحاج قاسم سليماني كان بمثابة المنسق العام لمختلف ساحات المقاومة

فيما يلي الملف الصوتي الكامل لمقابلة وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) مع السفیر الیمني لدى طهران "إبراهیم محمد الديلمي":


يتبع....

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha