
وفي 3 يناير 2020، ارتكبت الادارة الاميركية جريمة اغتيال قائد فيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية الايرانية
الحاج قاسم سليماني ونائب رئيس
هيئة الحشد الشعبي في العراق الحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما بأمر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرب مطار بغداد الدولي.
إن جريمة اغتيال الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس على يد الادارة الاميركية أثبتت بان الخيار الوحيد للوقوف بوجه الغطرسة الصهيوأميركية في المنطقة هو المقاومة، كما أن استشهاد قادة النصر اثبت للكثير من الشعوب في العالم باننا نعيش في ظل عالم لا يقيم للعدالة وزناً وبالتالي اصبحت كل المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة منحازة بشكل كبير الى العصابة الارهابية الاميركية.
وبمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد قادة النصر، أجرت وكالة الأنباء القرآنية الدولية حواراً مع المحلل السياسي العراقي وعضو نقابة الصحفيين العراقيين "صلاح الزبيدي".
فيما يلي نصّ الحوار:
ـ كيف تقيمون دور الشهيدين الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه أبو مهدي المهندس في دعم الأمن والسلام في المنطقة؟
إن الشهيدین الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس جسّدا روح التضحية والفداء في مواجهة قوى الإرهاب والهيمنة التي أرادت تدمير المنطقة. دورهما كان محورياً في تحقيق الأمن والسلام من خلال قيادتهما الحكيمة في محاربة داعش والقوى المتطرفة التي هدفت إلى زعزعة استقرار العراق وسوريا والمنطقة بأسرها. لم يقتصر دورهما على الجانب العسكري فقط، بل شمل تعزيز التعاون بين شعوب المنطقة وقواها الوطنية، مما أسهم في دحر الإرهاب وإعادة الأمن إلى شعوب مظلومة عانت من ويلات الحرب.
ـ أرجو من فضیلتکم، توضيح دور قادة النصر في الحدّ من تقسيم العراق وسوريا؟
إن قادة النصر، الشهيدین سليماني والمهندس، كانوا حاجزاً منيعاً أمام مخططات التقسيم التي أرادت تمزيق العراق وسوريا على أسس طائفية وعرقية. بفضل حكمتهما وشجاعتهما، تمكّنا من توحيد صفوف المقاومة ودعم القوى الوطنية التي وقفت ضد هذا المشروع التفتيتي. رؤيتهما الاستراتيجية أسهمت في منع قوى الاحتلال والإرهاب من تحقيق أهدافها، وأكدت على أهمية وحدة الأراضي والسيادة الوطنية كخط أحمر لا يمكن تجاوزه.
ـ ما هو تأثير الشهيدين الحاج قاسم سليماني وأبومهدي المهندس في تغيير معادلة القوة لصالح حركة المقاومة في المنطقة؟
إن الشهيدین سليماني والمهندس شكّلا نقطة تحول استراتيجية في مسار المقاومة بالمنطقة. من خلال دعمهما الشامل، أصبحت حركات المقاومة أكثر قوة وتنظيماً، واستطاعت فرض معادلات ردع جديدة على أعداء الأمة. جهودهما ساهمت في بناء جبهة موحّدة تواجه مشاريع الهيمنة والاحتلال، ما عزّز مكانة محور المقاومة كقوة لا يستهان بها على الساحة الإقليمية والدولية.
ـ ما هو الدور الذي لعبه الشهيد الحاج قاسم سليماني في قضية القدس وكيف ساهم في تعزيز المقاومة الفلسطينية؟
كانت القدس بالنسبة للشهيد القائد الحاج قاسم سليماني قضية مركزية ومحور نضاله. لم يدخر جهداً في دعم المقاومة الفلسطينية، سواء من خلال توفير الأسلحة والخبرات أو من خلال تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي. الشهيد القائد كان يعتبر أن الدفاع عن القدس هو دفاع عن كرامة الأمة بأكملها، ولذلك عمل بلا كلل على جعل المقاومة الفلسطينية أقوى وأكثر تنظيماً، مما أعطاها القدرة على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية بكفاءة أكبر.
ـ هل يمكن القول إن الشهید سليماني كان مشروعاً جامعاً بين حلقات محور المقاومة وأنه كان شخصية جامعة عابرة للعصبيات الضيقة؟
بالتأكيد، الشهيد قاسم سليماني لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان مشروعاً حضارياً جامعاً. استطاع تجاوز الفوارق الطائفية والقومية، وركّز على وحدة الهدف في مواجهة قوى الاستكبار العالمي. شخصيته الجامعة ورؤيته الشاملة جعلت منه رمزاً لمحور المقاومة، حيث التفّت حوله مختلف الفصائل والقوى في المنطقة. الشهيد الحاج سليماني كان يمثل صوت الوحدة والعدالة، وهو ما جعله رمزاً خالداً في وجدان شعوب المنطقة.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: