أشار إلى ذلك السفير الإيراني السابق لدى الفاتيكان والمغرب حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ محمد مسجد جامعي" الحاصل على درجة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية من جامعة "بيزا" الإيطالية، ومؤلف كتاب "المسيحيون والعصر الجديد؛ الثقافة والسياسة والدبلوماسية" وأيضاً كتاب "الحوار الديني ـ حوار الحضارات: الإسلام والمسيحية في العصر الحديث".
وحول كتابه الأخير قال: "يتألف الكتاب من ستة فصول، ويدور بشكل أساسي حول الكنيسة الكاثوليكية والبابا الجديد. الفصل الأول بعنوان "الثورة الناعمة في الكنيسة الكاثوليكية"، والذي يشير إلى وصول البابا الجديد، الذي أحدث تغييرات كبيرة في الكنيسة الكاثوليكية".
وأضاف: "الفصل الثاني يتناول موضوع الفاتيكان، والفصل الثالث عن إيران ومسيحيي المنطقة، والفصل الرابع عن المسيحية في أميركا اللاتينية، والفصل الخامس عن الكنائس الأرثوذكسية، والفصل السادس عن الهجرة وخاصة في البحر الأبيض المتوسط وتداعياتها".
إقرأ أيضاً
ورداً على سؤال حول فحوى الفصل الثالث من الكتاب الذي يتناول العلاقات المتبادلة بين إيران والمسيحيين، قال: "النقطة الأولى هي أنني كتبت هذا الكتاب في وقت كان فيه تنظيم داعش في ذروة نشاطه وكان إما يقتل المسيحيين أو يفجر كنائسهم ويأخذهم أسرى، وفي مثل هذه الظروف كتبت هذا الجزء من الكتاب لإلقاء الضوء على ما حدث في سوريا والعراق".
وأردف مبيناً: "النقطة الثانية هي تحديد الفرق بين المسيحيين في الشرق الأوسط والمسيحيين الكاثوليك الذين يعيشون في الدول الأوروبية والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وأجزاء أخرى من العالم".
وأوضح: "إن المسيحيين في الشرق الأوسط جزء من ثقافة الشرق الأوسط، وانتمائهم لدول المنطقة أثار جدلاً حول معتقدات المسيحيين وأخلاقهم وسلوكهم وخصائصهم. لذلك، فإن المسيحيين في الشرق الأوسط لديهم فوارق عن المسيحيين في مناطق أخرى من العالم، وهم أقرب ثقافياً وسلوكياً إلى شعوب الشرق الأوسط".
وحول التعامل التاريخي بين إيران والمسيحيين، أوضح: "تاريخيًا، كانت إيران واحدة من المراكز المهمة للمسيحية. قبل الاعتراف بالمسيحية ومنذ القرون الأولى للمسيحية، عندما تعرض المسيحيون للاضطهاد والتعذيب، اعتنق العديد من الإيرانيين المسيحية وقتلوا واستشهدوا في إطار المسيحية، حتى في مدينة روما، على الأقل لدينا 7 شهداء مسيحيين إيرانيين قتلوا قبل الاعتراف بالمسيحية".
واستطرد قائلاً: "انتشرت المسيحية عبر إيران إلى العالم، بما في ذلك الهند وآسيا البعيدة والصين، لذا ارتبطت إيران تاريخيًا بالمسيحية منذ البداية؛ على الرغم من أن المسيحيين كانوا يتعرضون لاضطهاد شديد في حكم الساسانيين".
وأشار إلى أنهم حصلوا على بعض الانفتاح فيما بعد حيث جامعة "جندي شابور" التي تأسست خلال الفترة الساسانية كان بها العديد من الأساتذة المسيحيين، حسب قوله.
وأشار إلى أن الفاتيكان له أهمية رمزية على الأقل بالنسبة للدول الإسلامية، وخاصة إيران، وأن العلاقة مع هذه المؤسسة الدينية تعكس العديد من القضايا، وقال: "إيران هي القاعدة ومركز الثقل للشيعة، والفاتيكان بدوره "إنها حريصة على إقامة علاقات جيدة مع إيران".
يذكر أن حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مسجد جامعى هو عضو هيئة التدريس بكلية العلاقات الدولية بوزارة الخارجية الإيرانية ومدرس بجامعة الأديان والمذاهب في قم، وقد نشر له العديد من الكتب والمقالات.