
واستهل افتتاح المؤتمر بالسلام الوطني، تُليت بعده آياتٍ بيّنات من
القرآن الكريم، ألقى بعدها الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة كلمةً رحّب فيها بنائب حاكم الشارقة، وضيوف المؤتمر، مشيراً إلى رعايته الكريمة لكافة أنشطة الجامعة، مما جعلها تواصل مسيرتها العلمية والأكاديمية بنجاح وتفوق.
وأكد الدكتور النعيمي، أهمية المؤتمر وأهدافه في خدمة البحث العلمي، لافتاً إلى أن جامعة الشارقة، تعمل وفق خططٍ استراتيجية في تنظيم وترتيب مؤتمراتها الدولية وفقاً للموضوعات المختارة التي تتصل بالواقع، وتعمل على صياغة الغد الأفضل للبشرية، ودراسة الآثار المعرفية والحضارية.
وتناول مدير جامعة الشارقة، خلال حديثه مكانة الجامعة المرموقة وحصولها على المراكز العليا في التصنيفات العالمية، قائلاً": في التصنيف العالمي للجامعات تبوأت جامعة الشارقة المرتبة 67 عالمياً والمرتبة الأولى محلياً في مجال الاستدامة، وكذلك تصدرها للمركز 53 عالمياً والمركز الأول محلياً في جودة البحث العلمي، وما كان لهذه الإنجازات أن تتم وتتوصل لولا رعاية الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة ورئيس الجامعة، الذي وجدنا فيه على دوام واستمرار - من رحابة الصدر، وسخاء النفس، ما وطأ السبل، وأنجح المقاصد.
اقرأ أيضاً:
وفي ختام حديثه، تقدم مدير جامعة الشارقة، بالشكر والتقدير لرعاة المؤتمر والضيوف والعلماء الأجلاء الذين قدموا للمشاركة من مختلف الدول.
بدوره، ألقى الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد المستشار بالديوان الملكي السعودي، وإمام الحرم المكي، كلمةً أثنى فيها على جهود إقامة واختيار المؤتمر الذي يعني بأحد أهم الموضوعات عن مقاصد القرآن الكريم التي تنبثق من التوحيد والعبادة وقيم العدل والرحمة وحفظ الكرامة الإنسانية، وتتجلى في حماية الضروريات الخمس التي أرساها الإسلام وتزكية النفس وتحريرها والسموّ بها.
وتناول إمام الحرم المكي، أهمية الاجتهاد في دراسة القرآن الكريم والتخصص في علومه، والتعمق في مقاصده لأنها الكاشفة لحقائق الإسلام ومعالمه والمرشدة إلى معانيه وقيمه والهاديةُ إلى أسراره وغاياته، مشيراً إلى أن المقصود بالمقاصد القرآنية هي الغايات التي نزل القرآن لأجلها تحقيقاً لعبودية الله ومصالح العباد في المعاش والمعاد.
واختتم الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد كلمته، مشيراً إلى أن الدراسات القرآنية تعد ركيزة أساسية في بناء الهوية الإسلامية وغرس القيم الروحية والأخلاقية، ومن ثمّ فإن تبني المؤسسات التعليمية لهذه الدراسات ليس مجرد تدريس نصوص، بل تفعيل لتوجيهات القرآن في حياة الأفراد والمجتمعات، مما يستدعي فهماً عميقاً لمقاصده ومنهجيةً لتأصيلها، ووسائل عملية لتنزيلها في الواقع.
من جانبه، ألقى الشيخ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية، كلمةً تناول فيها اجتهادات العلماء في مقاصد القرآن الكريم، وتفسير معانيه وتدبرها، قائلاً إن الأقربُ لمقاصد القرآن هي القضايا الكبرى والموضوعات العامة التي عالجتها آيات القرآن الكريم، والأصوبُ أن تكون المقاصد هي ما وراء هذه الموضوعات من غاياتٍ وأهدافٍ نزل القرآن لأجلها، وأنّ الجمع بين التأصيل وهو فهم المقاصد بعمق، والتفعيل وهو تطبيق هذه المقاصد بفاعلية هو السبيل لإحياء رسالة القرآن الكريم.
ولفت وكيل الأزهر الشريف، إلى أهمية دراسة القرآن الكريم ومعرفة مقاصده، حيث إن القرآن الكريم وضع الحلول الناجعة لمشكلات الواقع، ووصف الأدوية الشافية لأدواء النفوس والعقول، وأن تواتر القرآن ليذكّرنا بأننا أمة لها تاريخ، ولها هوية راسخة كالجبال الشُّمّ، وأنّ آياته لتذكرنا بالأخلاق التي يجب أن نكون عليها، وأنّ أوامره لتذكّرنا بأننا أمةُ العلم والعمل.
وفي ختام حفل الافتتاح، تفضل الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، بتكريم المتحدثين الرئيسيين ورعاة المؤتمر من المؤسسات المختلفة.
حضر افتتاح المؤتمر، إلى جانب نائب حاكم الشارقة كل من: الدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، والشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد المستشار بالديوان الملكي بالسعودية إمام وخطيب المسجد الحرام، والدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف بمصر، والدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس مجمع القرآن الكريم بالشارقة، والدكتور منصور محمد بن نصار رئيس الدائرة القانونية لحكومة الشارقة، وجمال سالم الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، وعبد الله خليفة السبوسي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية، وعدد من كبار المسؤولين والعلماء من داخل وخارج الدولة.
المصدر: sharjah24.ae