
وكان سيد مكاوي كفيفاً، وكان ذلك عاملاً أساسياً في اتجاه أسرته إلى دفعه للطريق الديني، فحفظ
القرآن الكريم وهو صغيرًا وأذّن للصلاة في المساجد، قبل أن يتجه للإنشاد الديني، متأثرًا بكبار المنشدين، وكان يمتلك ذاكرة موسيقية مذهلة فما أن يستمع للدور أو الموشح لمرة واحدة فقط وسرعان ما ينطبع في ذاكرته.
إنجازات سيد مكاوي
وبدأت رحلة سيد مكاوي الفنية كمطرب في الإذاعة المصرية أوائل الخمسينات، ثم تحوّل للتلحين وسرعان ما لمع اسمه بين كبار الموسيقيين، حيث ألّف ألحانًا لكبار المطربين مثل أم كلثوم، وردة، شادية، محمد عبدالمطلب، نجاة، فايزة أحمد، وغيرهم، كما أبدع في تلحين الأغاني الجماعية والوطنية ومنها: "الدرس انتهى" و"الأرض بتتكلم عربي".
وأحدث سيد مكاوي ثورة في الأغنية الرمضانية من خلال المسحراتي الذي غناه بطريقته الخاصة على الطبلة فقط، وتعاون خلال تلك التجربة مع الشاعر فؤاد حداد، وكانت له بصمات مميزة في المسرح الغنائي، منها أوبريت الليلة الكبيرة الذي يعدّ من علامات فنّ العرائس، كما وضع موسيقى تمثيليات إذاعية شهيرة، وابتكر شكلًا جديدًا لمقدماتها الغنائية.
حديث ابنة سيد مكاوي عن والدها
وفي وقت سابق، كشفت أميرة سيد مكاوي تفاصيل علاقتها بوالدها، وكيف كان يتعامل مع صعوبات الحياة وفقدانه لبصره، وذلك خلال لقائها ببرنامج كلمة أخيرة، الذي تقدمه لميس الحديدي على شاشة ON.
وقالت: أشعر بفراغ كبير بعد رحيله، وحاسة إني عايشة من غير ضهر، وكل ما تمر الأيام وأكبر، يزيد شعوري بالفقد خاصة أنني مازلت متعلقة به حتى الآن.
وعن طبيعة تعامله مع صعوبات الحياة، أوضحت أميرة: كان إنساناً مبهجاً وبسيطا، وربما تكون بساطته سر قربه من الناس، وكان يتعامل مع الحياة بخفة، ولم يعش حالة من الأسى بسبب فقدان بصره، بل كان يأخذ الأمر دائماً بمحمل البساطة والمزاح.
وتوفي سيد مكاوي في 21 أبريل 1997 م عن عمر يناهز 70 عامًا. ومع ذلك، فإن إرثه الفني والديني لا يزال حيّاً. فيما يلي أول تسجيل لأنشودة "أسماء الله الحسنى" بصوت الشيخ سيد مكاوي. وقد تم تسجيل هذا النشيد الديني الخالد بأصوات أساتذة مصريين بارزين مثل سيد النقشبندي، ومحمد الفيومي، وعبد السميع بيومي، ومحمود رمضان.
المصدر: khabrabyad.com