ایکنا

IQNA

نائب رئيس جامعة الأزهر: ‏المسجد محور مهم للتربية والثقافة وترسيخ الهوية

15:44 - April 27, 2025
رمز الخبر: 3499913
إکنا: أكد "الدكتور محمود صديق"، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، خلال كلمته في المؤتمر ‏الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، أمس السبت، تحت عنوان: "بناء الإنسان في ضوء ‏التحديات المعاصرة»" أن الإسلام قدّم نموذجاً حضاريًّا متكاملاً لبناء الإنسان منذ بعثة النبي(ص).

وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر، إلى ‏أن القرآن الكريم وسنة النبي(ص) ركّزا على بناء النفس والعقل والجسد والروح بتوازن يحقق الرفعة في الدنيا ‏والآخرة. 
 
وقد جاء هذا المؤتمر لتسليط الضوء على كيفية مواجهة التحديات المعاصرة من خلال استلهام ‏القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام.

وأشار الدكتور صديق إلى أن القرآن الكريم تناول بناء الإنسان بشمولية، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا ‏آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ ‏اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص:77]. 
 
وأكد أن النبي(ص) جاء لتربية الأنفس وتزكيتها، متغلبًا على عادات ‏الجاهلية من قطع الأرحام وتقديم الشهوات وحب المال على القيم الإنسانية.

واستذكر موقف جعفر بن أبي ‏طالب(علیهما السلام) أمام النجاشي، حين دافع عن القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام، التي أسهمت في ‏بناء أمة قدمت حضارة عظيمة استمرت لقرون، مقدمة نماذج مشرفة في العلم والأخلاق والعدل.‏

وأوضح أن الحضارة الإسلامیة لم تقتصر على جانب واحد من حياة الإنسان، بل شملت بناء النفس والعقل ‏والجسد والروح، موجهة الناس نحو كل خير وناهية عن كل فساد. وأشار إلى أن النبي(ص) كان أنموذجًا في ‏هذا البناء المتكامل، حيث أمر بكل ما يصلح الحياة ونهى عما يفسدها، مستشهدًا بأحاديثه التي تدعو ‏إلى التزكية والتربية الشاملة.

وأكد أن العالم اليوم في حاجة ماسة للعودة إلى تعاليم هذا الدين الحنيف، بما ‏يحمله من قيم وأخلاق وتربية، لمواجهة التحديات الكبيرة التي تهدد الأمة الإسلامية والعالم العربي.‏
 
ودعا الدكتور صديق إلى تضافر الجهود لتحقيق هذا البناء، مشيرًا إلى أن الإسلام جعل كل فرد مسؤولًا عن ‏دوره، كما في الحديث: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». وأكد أن هذه المسؤولية تشمل الرجل في بيته ‏والمرأة في أسرتها، داعيًا إلى وعي جماعي يتجاوز تقديم المادة العلمية إلى تواصل حقيقي بين الأجيال ‏لحماية الشباب من التحديات الفكرية والثقافية التي تستهدفهم. 
 
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية تواجه خطرًا ‏عظيمًا يتطلب اتحاد الجهود ودرجة عالية من الوعي.‏
 
وأشاد نائب رئيس جامعة الأزهر بدور المساجد في بناء الأمة، مستلهمًا توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في ‏الأسبوع الماضي حول إحياء دور المساجد. وأوضح أن المسجد كان دائمًا محورًا للتربية والثقافة والحياة ‏الاجتماعية في الإسلام، ليس فقط للعبادة، بل لتعليم القيم الحياتية وترسيخ الهوية. وأكد أن الإسلام لم ‏يقتصر على الاهتمام بالآخرة، بل دعا إلى التوازن بين الدنيا والآخرة، كما في الآية: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ ‏الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص:77].‏
 
وفي ختام كلمته، أعرب الدكتور محمود صديق عن خالص دعواته للمؤتمر بالتوفيق في أداء رسالته، داعيًا ‏إلى تنفيذ توصياته لما يخدم رفعة شأن الأمة الإسلامية، وتقديم العلاج الأمثل للتحديات العظيمة التي ‏تواجهها. وأكد أن الأمة بحاجة إلى الاتحاد والوعي لمواجهة هذه التحديات، مشددًا على ضرورة استلهام القيم ‏الإنسانية والحضارية التي قدمها الإسلام لبناء إنسان متوازن يسهم في نهضة الأمة واستقرار العالم.‏
 
المصدر: صدى البلد
captcha