ایکنا

IQNA

السعودية: تقنيات الذكاء الاصطناعي في صلب الاستعدادات لموسم الحج

22:10 - May 30, 2025
رمز الخبر: 3500339
إکنا: عززت السعودية استعداداتها لموسم الحج 2025 من خلال توسيع المساحات المظللة وتكثيف استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة الحشود وتخفيف مخاطر الحرارة.

وشددت السلطات إجراءاتها لمنع الحجاج غير النظاميين وضمان السلامة في ظل توقع استقبال أكثر من مليون حاج هذا العام، وسط استعدادات طبية وتقنية واسعة.

وتتأهب المملكة العربية السعودية هذا العام لاستقبال أكثر من مليون حاج، مستفيدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوسيع المساحات المظللة واستخدام مرشات المياه، بهدف مجابهة درجات الحرارة المرتفعة.
 
وأوضح وزير الحج السعودي توفيق الربيعة خلال مقابلة في الرياض أن الجهات المنظمة تضع قضية التخفيف من تأثير الحر الشديد في مقدمة أولوياتها مع اقتراب موسم الحج، مشيراً إلى أن "ارتفاع درجات الحرارة من أبرز التحديات التي نواجهها سنوياً".

إقرأ أيضاً:

وشهد العام الماضي وفاة أكثر من 1300 حاج بسبب ظروف مناخية قاسية وصلت فيها الحرارة إلى نحو 52 درجة مئوية، ما دفع السلطات لاتخاذ تدابير استثنائية هذا الموسم.
 
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 40 جهة حكومية و250 ألف موظف يشاركون هذا العام في خدمة الحجاج، فيما ضاعفت الجهات المختصة جهودها للتقليل من المخاطر المتعلقة بالحرارة، بحسب الوزير.
 
كما تم توسيع المساحات المظللة بحوالي 50 ألف متر مربع، وتجهيز أكثر من 400 وحدة تبريد، إلى جانب تهيئة آلاف العاملين في القطاع الطبي للاستجابة السريعة طوال فترة المناسك.
 
وتمتد هذه الجهود لتشمل تحسينات سابقة في المناطق المحيطة بالمسجد الحرام، مثل تغطية الطرق الإسفلتية بمواد تساعد في خفض درجات حرارة الأسطح.
 
ويرى الوزير أن هذه التغييرات ستساهم في تعزيز سلامة الحجاج وتجعل تجربتهم أفضل أثناء أداء الشعائر.
 
وأعلنت السلطات وصول أكثر من مليون حاج إلى المملكة من مختلف أنحاء العالم حتى الآن، فيما لا يزال توافد الحجاج مستمراً. وقد بلغ عدد الحجاج العام الماضي في مكة نحو 1.8 مليون شخص.
 
من جانب آخر، تعتزم الجهات المنظمة الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وبرامج المراقبة الحديثة لتحليل البيانات الضخمة ومتابعة حركة الحشود، مستعينة بطائرات مسيرة توفر صوراً مباشرةً على مدار الساعة.
 
وصرح الربيعة بأن استخدام أجهزة مراقبة متقدمة سيوفر معلومات دقيقة حول حركة الحجاج، ما يسهل التدخل الفوري عند رصد أي خطر محتمل، ويعزز قدرة السلطات على إدارة الحشود بشكل فعال باستخدام أحدث أنواع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
 
وتواجه إدارة الحشود في الحج تحديات سنوية، ويعد هذا الموسم من أضخم التجمعات البشرية على مستوى العالم، إذ سجل موسم 2015 حادثة تدافع مأساوية راح ضحيتها حوالي 2300 حاج.
 
وتأتي جهود تعزيز البنية التحتية وزيادة الكوادر ضمن إجراءات أوسع لمكافحة ظاهرة الحجاج غير النظاميين، حيث كثفت السلطات حملاتها لمنع دخول غير الحاصلين على تصاريح رسمية.
 
وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 80% من الوفيات التي حدثت العام الماضي كانت في صفوف الحجاج غير النظاميين، ممن لم يتمكنوا من الاستفادة من الخدمات الحيوية كالمخيمات المكيفة.
 
ويتم توزيع تصاريح الحج حسب حصص مخصصة لكل دولة وتمنح للأفراد عادة عبر نظام القرعة، إلا أن ارتفاع التكاليف يدفع البعض لمحاولة أداء الحج دون تصريح رغم مخاطر التوقيف والترحيل.
 
وللتصدي لهذه الظاهرة، أطلقت الجهات الأمنية حملات مكثفة وشددت العقوبات على المخالفين، حيث قد تصل إلى منع دخول المملكة لمدة عشر سنوات.
 
وشدد الوزير على أهمية الحصول على تصريح رسمي لأداء المناسك حفاظا على سلامة الجميع، مطالبا جميع المسلمين باحترام الإجراءات النظامية والتعاون مع دولهم في هذا المجال.
 
وتستمر مناسك الحج أربعة أيام، وغالبا ما تقام في أماكن مكشوفة خلال ذروة الصيف السعودي، ما يستلزم استعدادات استثنائية.
 
ويرى الربيعة أن الحج يمثل رحلة إيمانية مقدسة، وتتعامل معها القيادة السعودية والشعب بكل جدية، انطلاقا من مسؤوليتهم بضمان سلامة الحجاج وتهيئة الظروف الملائمة لتحقيق غايتهم الروحية.
captcha