وأشار إلى ذلك، الباحث الايراني في الشؤون الدينية، والعضو في لجنة الأخلاق والأسرار التابعة إلى معهد أبحاث الحج والزيارة في إیران، "حجة الإسلام الشیخ حافظ نجفي" في حديث لوکالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية حول مكانة الأخلاق في فريضة الحج، وقال: "إن مناسك الحج في الواقع هي من الناحية الأخلاقية تمرين على بناء الذات وتزكية النفس".
وأضاف: "عندما يرتدي الشخص لباس الإحرام، يجب أن يحدث تغييراً كاملاً في نفسه بكل وجوده وإذا كان لديه أخلاق غير محمودة مثل كونه شخصاً سريع الغضب من الناحية النفسية، فعليه أن يتخلى عن الغضب".
إقرأ أيضاً:
وأردف قائلاً: "إن أعمال الحج تبدأ من الإحرام وبقول "لبيك"، التي تعني "اللهم، أنا أفكر بك فقط وحبي ورغباتي هي فقط في سبيل رضاك"."
واعتبر حجة الإسلام الشيخ نجفي، الإخلاص في العمل، والسيطرة على النفس، وتطهير الوجود والنفس من جميع الرذائل الأخلاقية، من أهم أهداف بناء الذات عبر أداء مناسك الحج.
واستطرد مؤكداً: "من الناحية الفردية، فإن الحج هو أهم وأقوى وسيلة لتزكية النفس، وإزالة الرذائل الأخلاقية من القلب، وتطهير الوجود للوصول إلى القرب الإلهي".
وأشار الباحث الايراني في الشؤون الدينية، والعضو في لجنة الأخلاق والأسرار التابعة إلى معهد أبحاث الحج والزيارة في إیران إلى 24 عملاً محرماً على الحاج منذ ارتداءه لباس الاحرام، قائلاً: "مع الإحرام، يُحرم على الحاج 24 عملاً لها جوانب أخلاقية".
وأوضح حجة الإسلام الشيخ نجفي قائلاً: "عندما يُحرم الإنسان، وفقاً لفتوى جميع الفقهاء، يُحرم عليه 24 عملاً أو 24 شيئاً، من الناحية الأخلاقية، يجب على الحاج أن يكون مسيطراً على نفسه إلى درجة أنه لا يصدر منه أدنى تصرف عدواني، وأن يكون حذراً في أخلاقه وسلوكه بحيث لا يُلحق حتى أدنى أذى بالآخرين. حتى أنه لا يحق له أن يقطف ورقة من شجرة أو نبات، أو إذا جلست حشرة على ثيابه، فلا يجوز له أن يبعدها عن نفسه".
وفيما يتعلق بالالتزام بالعهود المالية، قال: "من يريد أن يؤدي حجاً كاملاً ومقبولًا ويستفيد من هذه النعمة العظيمة، يجب عليه أن يؤدي واجباته المالية أيضاً، فـ إذا كان عليه حق، يجب عليه أن يؤديه وإذا كان قد أضاع حقاً من شخص ما أو ألحق ضرراً أو خسارةً بشخص آخر، فمن المستحب أن يطلب العفو من الناس قبل سفره للحج ومن أسرته، وشركائه في العمل، وجيرانه، وأي شخص كان له معه علاقة، يجب أن يطلب منهم الصفح".
وفي الختام، قال إن موسم الحج يُعدّ فرصةً لتزكية النفس، وتنمية الذات، واكتساب المعرفة، وبلوغ القرب الإلهي، فإذا أُديت أعمال الحج ومناسكه بصدق النية ونقاء القلب، فسيبلغ الإنسان حالة القرب الإلهي.