وأشار إلى ذلك، الأستاذ المدرس في الحوزة العلمية حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ مجتبى اسكندري" في حديث لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في معرض حديثه عن عيد الغدير، قائلاً: "إن يوم الغدير هو أكبر عيد في الثقافة الشيعية وقد تمّ الحديث عنه في روايات مختلفة وتم شرح تفاصيله".
وأضاف: "إن واقعة الغدير يمكن الحديث عنها من جوانب عديدة، فـ عندما كان النبي (ص) عائداً من مكة المكرمة، أعلن بالقرب من الجحفة، حيث توجد عين ماء تُسمى "غدير خم"، أن الجميع يجب أن يتوقفوا، بمعنى أن الذين في المقدمة يجب أن يعودوا، والذين في المؤخرة يجب أن يصلوا إلى مكان الغدير بسرعة؛ لأن النبي (ص) كان ينوي إيصال رسالة مهمة إلى جميع المسلمين".
وأردف مبيناً: "الآية التي نزلت على النبي (ص) في هذا الوقت كانت الآية 67 من سورة المائدة المباركة التي جاء فيها: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ".
إقرأ أيضاً:
واستطرد قائلاً: "جمع النبي الأكرم (ص) جميع المسلمين في منطقة "غدير خم"، وأعدّ منبراً من الإبل واعتلى عليه وهنا وضع النبي (ص) الإمام علي (ع) بجانبه وقرأ خطبة، في هذه الخطبة قال النبي (ص) الجملة المشهورة "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ".
وقال الشيخ اسكندري: "عندما أخذ النبي (ص) البيعة من الناس في يوم الغدير، فإن هذا يدلّ على أن الناس قد بايعوا الامام علي (ع) ووافقوا على ولايته. لو كان الناس يدركون هذا الأمر جيداً، لكانوا يعلمون أنه لا يحق لأحد سوى الإمام علي (ع) الحكم عليهم، وإن الشخص الوحيد الذي كان جديراً بالخلافة ونيابة النبي (ص) هو الإمام أمير المؤمنين (ع)".
وأضاف: "في معركة صفين، حيث كانت الرسائل تتبادل بكثرة بين الإمام علي (ع) ومعاوية؛ آخر شخص نقل رسالة أمير المؤمنين (ع) إلى معسكر معاوية كان "الأصبغ بن نباتة" وقد ذكر الأصبغ أنه عندما دخل معسكر معاوية، رأى أن "أبا هريرة" أيضاً كان عند معاوية، فتوجه اليه وسأله: "هل سمعت هذا الحديث من النبي (ص)؟ "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ"؟ فأجاب أبو هريرة "والله! هذه الجملة من النبي (ص) في يوم الغدير"، ثم قال الأصبغ له: "كيف يمكنك أن تجيب النبي (ص) يوم القيامة؟ أنت من خططت للصداقة مع عدو علي (ع). أنت من أنكرت ولاية علي (ع) وقبلت ولاية عدوه"، وقد تكرر هذا التقرير في مصادر متعددة".
وأوضح الأستاذ المدرس في الحوزة العلمية، قائلاً: "نحن نعيش اليوم في زمن يتمتع فيه ولي الله، وهو الإمام المهدي (عج)، بنفس المكانة، وعلينا أن نعدّ أنفسنا بطريقة تجعلنا نقبل أوامره وتعليماته بلا تردد".
وفي هذا الشأن، أشار إلى أهمية الطاعة المحض، مبيناً: "يجب أن نعلم أن أولوية الإمام المهدي (عج) موجودة في جميع جوانب وشؤون الحياة، وقد يُعطينا أحيانا أوامر قد لا تتوافق مع مشاعرنا وعقولنا المحاسبية."