إن عید الغدیر الأغر من أکبر أعیاد المسلمین الشیعة حیث عیّن رسول الله (ص) الإمام علی (ع) خلیفة من بعده. 

وفي هذا العید دروس للمسلمین منها أهمیة الوحدة الإسلامیة والتعایش السلمي. 

ومن دروس عید الغدیر لنا أن رؤیتنا تجاه الدین الإسلامي یجب أن تکون رؤیة شاملة وأن نعتبر الإسلام مجموعة کاملة من الشعائر والعقائد وذلك لقوله تعالی "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(المائدة / 13). 

وتدلل الآیة الکریمة أن الدین مجموعة متکاملة من التعالیم یجب أخذها کلها معاً بعین الإعتبار وإن تطبیق الدین بإستثناء مبدأ من مبادئه لن یضمن السعادة للإنسان وذلك لقوله "أکملت" فی الآیة المبارکة. 

والدرس الآخر هو أن عید الغدیر یجسد نوعاً من التعایش السلمی الذي نعرفه الیوم تحت عنوان الوحدة الإسلامیة. 

والشيعة هم من يعتقدون أن الإمام علي (ع) هو خليفة النبي (ص) مباشراً، لكن الامام علي(ع) عندما يبدو أن شروط خلافته غير متوفرة، فهو لا ينخرط بأي شكل من الأشكال في الفوضى وخلق الاضطرابات في نظام المجتمع الإسلامي،  بل يعيش حياة سلمية مع تلك الجماعات التي تجاهلت حقه، كما جاء في الرسالة التي أرسلها الامام ع) إلى مالك بن الاشتر النخعي عندما ولاه الحكم في مصر: "فإنّهم إمّا أخٌ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، أعطِهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحبّ أن يعطيك الله من عفوه وصفحه".

مقتطفات من كلمة المدرس في جامعة الأديان والمذاهب في إیران "حجة الاسلام والمسلمين محمد حسن ضياء الديني"