ایکنا

IQNA

شعيرة "التابوت"؛ إنعكاس من واقعة الطف في جنوب شرق آسيا

11:46 - July 15, 2025
رمز الخبر: 3500931
إکنا: تناول المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في جاكرتا، "محمد رضا إبراهيمي"، في تقرير خاص مراسم "التابوت(Tabut)" في مدينة "بنغكولو" بإندونيسيا.

وتطرّق المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في جاكرتا، "محمد رضا إبراهيمي"، إلى طقوس شهر محرم الحرام في إندونيسيا، التي تضمّ آلاف الجزر وتنوعاً عرقياً ودينياً، تحتضن كنزاً لا نهاية له من الثقافات والطقوس التقليدية،  ومن بين هذه الطقوس، هناك مراسم أقلّ شهرة لكنها عميقة التأثير؛ وهي شعيرة تُسمى "التابوت" بحیث تُقام سنوياً في شهر محرم في مدينة "بنغكولو" الساحلية الواقعة على السواحل الغربية لجزيرة سومطرة.

وأضاف: "تبدأ مراسم التابوت في بنغكولو من اليوم الأول من شهر محرم وتستمر حتى اليوم العاشر من هذا الشهر. يقوم السكان المحليون، وخاصة من المجتمعات القديمة ذات الجذور الهندية والإيرانية، بصناعة "توابيت" خشبية؛ وهي هياكل كبيرة ذات قباب وملونة، ترمز بشكل رمزي إلى تابوت الإمام الحسين (ع) وأصحابه."

وأردف مبيناً: "تزين هذه التوابيت بالأقمشة الملونة، والزخارف الدينية، والأعلام، وكتابات بالحروف العربية، وعناصر زخرفية محلية من إندونيسيا. إن بناء هذه الهياكل ليس مجرد نشاط ديني فحسب، بل هو حدث اجتماعي يشارك فيه أفراد العائلات، والشباب، والفنانون المحليون، وحتى الأطفال".


إقرأ أيضاً:


واستطرد قائلاً: "في يوم عاشوراء، تُحمل التوابيت بينما تصاحبها الطبول التقليدية (دولا) والألحان المحلية، وتُسار في المدينة. يرتدي الناس الملابس المحلية وتسير مواكب العزاء في أجواء يختلط فيها الاحترام بالحماس الديني."

وأكد محمد رضا إبراهيمي: "تُلقى التوابيت في البحر أو تُكسر بشكل رمزي؛ وهو فعل يرمز إلى تحرر أرواح الشهداء ونهاية الحياة الدنيوية والدخول إلى الحياة الأبدية."

وأشار إلى مشاركة أهل السنة في هذه المراسم، قائلاً: "النقطة اللافتة في شعيرة "التابوت" هي أنه رغم جذوره الشيعية، فإن غالبية المشاركين في هذه المراسم اليوم من أهل السنة."

وأضاف:" يعتبر سكان بنغكولو هذه المراسم جزءاً من هويتهم الثقافية، مع إظهار كامل الاحترام للإمام الحسين (ع). لذلك، يُنظر إلى التابوت ليس فقط كـ مراسم دينية، بل كـشعيرة اجتماعية وثقافية يُبقي في جوهرها روح التضامن، واحترام الشهداء، والسعي للعدالة، والكرامة الإنسانية."

وأوضح المستشار الثقافي الإيراني لدى إندونيسيا: "تعدّ هذه المراسم فرصة للتجمع، ونقل القيم إلى الجيل الشاب، والحفاظ على التقاليد، حيث يقرع المراهقون الطبول، ويشارك الأطفال في تزيين التابوت، ويروي الكبار قصة عاشوراء بأساليب محلية. وبهذه الطريقة تبقى روح عاشوراء حية في قلوب الناس بلغة بسيطة محلية، ومفعمة بالعواطف الإنسانية".

هذا ويذكر أن "شعيرة الـ (التابوت Tabot) هي ممارسة تقام في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام من كل عام"، وجوهر هذه الشعيرة هو سرد قصة بطولة الإمام الحسين (عليه السلام)".

إن كلمة (تابوت) تأتي في الأصل من اللغة العربية بمعنى الـ(نعش)، إلا أنها في هذا الحدث تشير إلى هيكل رمزي مشابه للمسجد ومكون من عدة طوابق مصنوعة من الخشب أو الخيزران، حيث يتم الإستعراض به أمام العامة خلال فترة إحياء ذكرى عاشوراء".

ويرتدي المشاركون في هذه الشعيرة ملابس تقليدية مكوّنة من قمصان فضفاضة بأكمام قصيرة وسراويل طويلة وأغطية للرأس، فضلاً عن أوشحة وأغطية رأس تشبه التيجان مع حمل العصي في إشارات ترمز إلى أجواء الحرب في أرض كربلاء آنذاك.

4294163

captcha