
وتعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة خاصة تطورات الوضع في سوريا، أصدر
تجمع العلماء المسلمين البيان التالي: ابتدأ
العدو الصهيوني بالأمس مرحلة جديدة من عدوانه على المنطقة، وصولاً الى تحقيق أهدافه التوسعية في السيطرة على البلدان الواقعة ما بين النيل والفرات، فابتدأ بقصف همجي وحشي على سوريا مدعياً انه يحمي بذلك طائفة الموحدين الدروز الكريمة من عدوان
الجماعات التكفيرية، ونحن قد استنكرنا سابقاً الهجمات الوحشية لقوات تابعة للنظام السوري وجماعات تكفيرية على أهلنا في السويداء الذين لا ذنب لهم سوى انهم يريدون العيش بعزة وكرامة وان يكون لهم دور كما كان لهم دائماً من أيام الزعيم سلطان باشا الأطرش في بناء الدولة السورية لا ان تضطهدهم السلطة وتنكل بهم، الا ان ذلك لا يجعلنا نقبل بالتدخل العسكري الوحشي للعدو الصهيوني وتقدم قواته في أكثر من منطقة من سوريا.
هذا التدخل الخطير يفرض على السلطة في سوريا أن تبادر إلى إنهاء الأزمة وترسيخ الاتفاقات التي حصلت مع زعماء العشائر ووجهاء منطقة السويداء وأبناء طائفة الموحدين من جبل العرب، فإنها الطريقة الوحيدة التي تكفل للمواطن السوري، بغض النظر عن انتمائه الديني المواطنة التي يتساوى فيها مع جميع المواطنين في سوريا.
كما وندعو وجهاء طائفة الموحدين الدروز للعمل على تثبيت وقف إطلاق النار ورفض التدخل الصهيوني الذي هو في الأساس ليس لمصلحتهم إنما لمصلحة التوسع الصهيوني في المنطقة، والسيطرة على مناطق استراتيجية، من أجل تحقيق مشروعه في بناء الدولة الصهيونية ما بين النيل والفرات.
إقرأ أيضاً:
وفي لبنان يستمر العدو الصهيوني بالإغارة على أكثر من منطقة في الجنوب اللبناني بعد مجزرته الوحشية بالأمس في البقاع، ما أدى إلى الارتقاء الشهيد حسن أحمد صبرا في غارة صهيونية على طريق تول- الكفور واستهداف شاحنة في بلدة الناقورة ما أدى لاستشهاد شهيد آخر، إضافة لقيام العدو الصهيوني بالتوغل لمسافة 1300 متر من الشريط الحدودي الى داخل بلدة حولا، وقيامه بتدمير منزل تحت أعين الجيش اللبناني الذي اكتفى بالتفرج على الانتهاك الصهيوني دون أي محاولة لردعه، ما يطرح سؤالاً كبيراً حول دور الجيش اللبناني في الدفاع عن اللبنانيين وأملاكهم وأرواحهم.
وإننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد دراسة وافية للأوضاع على الساحتين المحلية والاقليمية وخاصة الوضع في سوريا، نعلن ما يلي: أولاً: يدين تجمع العلماء المسلمين بأشد العبارات العدوان الصهيوني الغاشم على سوريا، والذي أدى الى إرتقاء شهداء وجرحى من المدنيين في انتهاك واضح لسيادة سوريا وللأعراف والقوانين الدولية، هذا العدوان الذي يأتي ضمن سلسلة اعتداءات تستهدف سوريا ولبنان اضافة للإبادة الجماعية في قطاع غزة، تطرح على المجتمع الدولي مسؤولية إيقاف هذه الاعتداءات الوحشية والاحتكام للقانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان.
ثانياً: يدعو تجمع العلماء المسلمين أبناء الشعب السوري على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم للاحتكام إلى لغة العقل والحوار فيما بينهم لإرسال تفاهم وطني يعطي لكل ذي حق حقه، ضمن دستور يتفق عليه الجميع، ويكون ناتجاً عن استفتاء جماهيري عام، توصلاً لانتخابات ديموقراطية تعطي للشعب حقه الطبيعي في اختيار حكامه.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدوان الصهيوني على لبنان والذي كان آخره الغارة الصهيونية على طريق عام تول-الكفور والتي ادت لارتقاء حسن أحمد صبرا شهيداً ، وغارة أخرى في بلدة الناقورة، بحيث استهدفت شاحنة ما ادى لارتقاء سائقها شهيداً، اضافة لقيام العدو الصهيوني باختراق بلدة حولا لمسافة 1300 متراً عن الحدود مع فلسطين على مرأى من الجيش اللبناني الذي لم يحرك ساكناً لمنع هذه القوات من التقدم، ما يطرح تساؤلاً عن دوره هناك الذي ينحصر في فتح الطرقات ليتحول إلى مجموعة دفاع مدني، لا جيشاً يحمي الوطن وسيادته.
رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار حرب الإبادة على غزة لليوم 650 على التوالي، دون أن تحرك أي من الدول العربية والإسلامية ساكناً سوى ما تقوم به القوات اليمنية البطلة، والتي كان آخرها استهدافها لمطار اللد والنقب وميناء أم الرشراش في الأراضي المحتلة، واستمرار المقاومة الفلسطينية بعملياتها الرائعة التي أدت إلى أن يعيش جيش العدو الصهيوني كما قال الجنرال الصهيوني يتسحاق بريك أن الجيش الإسرائيلي يعيش أسوأ حالاته منذ بدء حرب غزة، فهو قد فقد السيطرة وهو عاجز عن حسم المعركة ويستنزف دون تأهيل.