
وكتب آية الله العظمى نوري الهمداني، أحد مراجع الدين البارزين في مدينة قم المقدسة في رسالته التي قدّمها سفير إيران لدى الفاتيكان، إلى البابا ليو الرابع عشر: "كل يوم، يسقط عشرات الأطفال ضحايا المجاعة، متسائلا؟ أنه لو كان الأنبياء حاضرين اليوم، هل كانوا سيكتفون بالمشاهدة؟".
وقال: "كما تعلمون، فإن كرامة الإنسان، أي شرفه وعظمته وقيمته الجوهرية، هي من المفاهيم الأساسية في
الأديان السماوية، وقد أكدت جميع الأديان الإبراهيمية على مكانة الإنسان السامية، واعتبرته كائناً ذا قيمة جوهرية وقدرات روحية، خلقه الله خصيصاً".
وتابع "تؤكد جميع الأديان السماوية على مبادئ المساواة والحرية والمسؤولية و
حقوق الإنسان، وترفض بشدة التمييز العنصري والإثني والطبقي".
تابع: كما تعلمون، فان غزة باتت محاصرة وتحولت اليوم الى رمز لظُلامة الانسان أمام الظلم وغياب العدل، في حين أن العالم يشهد الموت اليومي للاطفال والنساء و الرجال الابرياء بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء. إن
الكيان الصهيوني وبمواصلته الحصار التام على
قطاع غزة ومنع دخول المواد الغذائية والمساعدات الانسانية، تسبب بكارثة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، ان هذا السلوك، مرفوض ومُدان ليس من وجهة النظر الانسانية فحسب، بل في المنظور الديني والاخلاقي والقانون الدولي.
إقرأ أيضاً:
وأكد أن أي انسان بريء، بغض النظر عن جنسيته ودينه وعرقه، يستحق حياة مشرفة. إن الحرمان المتعمد لمجتمع من الطعام والماء والدواء، يشكل جريمة ضد الضمير الانساني ويخرق المبادئ الاساسية للعيش الانساني. ان سلوك وتصرف الكيان الصهيوني مع أهالي غزة، غير أخلاقي وغير انساني فضلاً عن كونه يمثل جريمة حرب وفقاً للمواثيق والاعراف الدولية والقانون الدولي.
وقال المرجع الديني آية الله العظمى نوري الهمداني ان هذا العمل ليس يستحق التنديد به عالمياً فحسب، بل يجب ملاحقته ومعاقبته دولياً. واليوم، فان من واجب جميع الأحرار ومنظمات حقوق الانسان والمؤسسات الدينية وشعوب العالم الا تسكت عن هذه الجرائم وان تكون صوت مظلومي غزة.
ومضى يقول: إني أشيد بمواقف حضرتك من القضية الفلسطينية والتي تجسدت في خطابك الأخير، وعبرت عن قلقك من الوضع المزري الانساني لاهالي غزة واعتبرته وضعاً يدفع ثمنه خاصة الاطفال والمسنون والمرضى، وطلبت من المجتمع الدولي التقيد بالحقوق الانسانية والعمل بواجبه في حماية المدنيين ومنع العقاب الجماعي والاستخدام العشوائي للقوة والترحيل القسري.
ودعا هذا المرجع الديني في ختام رسالته للبابا ليو الرابع عشر لكي تستنكر الأديان الابراهمية استغلال الدين كاداة لايجاد الفجائع المذكورة آنفاً وان تستخدم جميع طاقاتها للحد من استخدام القوة والعنف والتنديد بها من جهة، وإنماء السلام والانسانية من جهة أخرى.
هذا ويذكر أنه سلّم الرسالة السفير الايراني لدى الفاتيكان، الى البابا ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان.
4296069