ایکنا

IQNA

الشقيقات الثلاث في قطاع غزة يتممن حفظ القرآن كاملاً + فيديو

15:05 - August 11, 2025
رمز الخبر: 3501264
إکنا: في قلب قطاع غزة المُثخن بالجراح، ومن رحم الحرب والمعاناة، بزغ نور قرآني لأسرة من عائلة المصري في مواصي "خان يونس"، حيث أتمت الشقيقات الثلاث "هلا وسما وألما كامل محمد المصري" حفظ القرآن الكريم كاملاً.

وفي قلب قطاع غزة المُثخن بالجراح، ومن رحم الحرب والمعاناة، بزغ نور قرآني لأسرة من عائلة المصري في مواصي خان يونس، حيث أتمت الشقيقات الثلاث "هلا وسما وألما كامل محمد المصري" حفظ القرآن الكريم كاملاً، على يد شقيقتهن الكبرى، الحافظة والمحفظة الدكتورة ندى كامل المصري، في قصة إيمانية ملهمة تتجاوز حدود الظروف وتقاوم ركام العدوان.

في مسجد الإمام الذهبي، عصر الثلاثاء الموافق 5 أغسطس 2025، احتشدت القلوب قبل الأجساد لتشهد لحظة ختم الشقيقات للقرآن الكريم، وسط أجواء روحانية مؤثرة، امتزجت فيها دموع الفرح بالتكبير والدعاء. 

تقدمت الحافظات الثلاث إلى منصة الختم بخطى ثابتة، ترتّلن آخر ما حفظن من كلام الله، بقلوبٍ خاشعة ونفوسٍ مطمئنة، تحت أنظار والديهنّ وأسرتِهنّ التي وقفت سندًا ودعماً طوال أعوام الحفظ والمراجعة.
 
وما إن انتهت التلاوة، حتى سجدت الشقيقات شكراً لله، في مشهد مؤثر، تبادل فيه الحضور التهاني والدموع، ثم أسرعت الحافظات إلى تقبيل يدي والديهنّ، عرفاناً بالجميل ورداً لبعض فضل التربية والرعاية.
 
"هذه كرامة لا تُشترى بالمال، بل تُنال بالصبر والنية الصادقة"، بهذه الكلمات عبّر الحاج كمال محمد المصري (أبو هاني)، أحد وجهاء العائلة وعم الحافظات، عن فخره بالإنجاز، مؤكدًا أن "أعظم إرث يتركه الآباء لأبنائهم هو كتاب الله، وإنجاب أربع حافظات من بيت واحد هو مجد لا يزول، وسِجلّ شرف لعائلة المصري كلها".
 
ندى.. أختٌ ومعلمة
 
ليست ندى مجرد أخت كبرى، بل هي قدوة وقائدة، حملت على عاتقها أمانة تحفيظ شقيقاتها الثلاث، فغدت مصدر إلهام لكل بيت فلسطيني يتطلع إلى صناعة جيل قرآني في ظلّ واقع قاسٍ. وقد شهدت سنوات الحفظ تحديات الحرب، وانقطاع الكهرباء، ونقص الموارد، إلا أن إرادة الإيمان أقوى من كل الحواجز.
الشقيقات الثلاث في قطاع غزة يتممن حفظ القرآن كاملاً + فيديو
وفي كلمته خلال الحفل، وصف الشيخ ناصر كمال المصري هذا الإنجاز بأنه "لحظة من لحظات المجد والخلود، تُسطر في صحائف النور لعائلة أخلصت لكتاب الله، فرفع الله قدرها في الدنيا قبل الآخرة". 
 
وأضاف: "هؤلاء الحافظات زينة بيوت أهلهنّ، وذخر لأمتهنّ، وبشرى لمستقبل لا يزال يستضيء بالقرآن رغم ظلمة الحرب".
 
تكريم ومبايعة جديدة للقرآن
 
اختُتم الحفل بتكريم الشقيقات الأربع، وسط فرحة عارمة عمّت المسجد، وتوزيع هدايا رمزية ومعنوية، تأكيداً على أن حفظ القرآن ليس إنجازاً شخصياً فحسب، بل مشروع أمة، ورهان خلاص في زمن التيه والضياع.
 
أسرة الحاج كامل المصري باتت نموذجًا حيًا لبيوت المسلمين، التي تعانق القرآن وتحتضن أبناءها في حضن من النور والإيمان، ليبقى بيتهم - كما وصفه الحضور – "بيتًا يشع بنور القرآن"، حتى في أحلك الظروف.
 
القرآن لا يُحفظ فقط بالحروف، بل يُورث بالقيم، وتُبنى به أمة من الحلم والإصرار، تمامًا كما فعلت الشقيقات المصري، من قلب غزة المُحاصرة.
المصدر: الرسالة نت
captcha