ایکنا

IQNA

الدراسات الإسلامية في ألمانيا؛ مزيج من التقاليد العلمية والمناهج الحديثة

12:39 - September 15, 2025
رمز الخبر: 3501624
إکنا: قالت الباحثة الإیرانیة في الدراسات القرآنية "أسماء جوكار": "تُعتبر ألمانيا واحدة من الأقطاب الرئيسية للدراسات الإسلامية في أوروبا، حيث اكتسبت مكانة متميزة في هذا المجال من خلال الجمع الفريد بين التقاليد البحثية العميقة والأساليب الأكاديمية الحديثة".

وأشارت إلى ذلك، "أسماء جوكار"، الحاصلة على درجة الماجستير في علوم القرآن الكريم والحديث الشريف من جامعة "أصفهان" الايرانية، والتي قامت ببحث "تصنيف الدراسات القرآنية والحديثية في أوروبا خلال العقد الأخير" في حوار خاص لها مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا).

وفي معرض ردّها على سؤال حول مراكز البحث الإسلامي في ألمانيا، وما هو أهم مركز للبحوث الإسلامية في هذا البلد؟ قالت: "تُعتبر ألمانيا واحدة من الأقطاب الرئيسية للدراسات الإسلامية في أوروبا، حيث اكتسبت مكانة متميزة في هذا المجال من خلال مزيج فريد من التقاليد البحثية العميقة والأساليب الأكاديمية الحديثة".

وأضافت: "تضمّ ٣١ جامعة ألمانية ما مجموعه ١٢١ كرسياً متخصصاً في مجال البحوث الإسلامية، ومن بينها هناك ١٤ مركزاً تركز بشكل خاص على دراسات القرآن الكريم، والحديث، والسيرة النبوية".


إقرأ أيضاً:


وأكدّت بأن هذا الانتشار والتنوع في المراكز البحثية يدلّ على الاهتمام الخاص الذي توليه المنظومة الأكاديمية الألمانية بالدراسات الإسلامية.

وفي معرض تعريفها بأهم المعاهد الألمانية في مجال الدراسات الإسلامية، قالت: "يحتل معهد دراسة الدين والثقافة الإسلامية في جامعة "غوته" بمدينة "فرانكفورت" الألمانية مكانة خاصة، حيث تأسس هذا المعهد عام ٢٠٠٩ للميلاد بهدف المساهمة في الحوار الأكاديمي في مجال الشريعة، وعلى أساس قبول التعددية الدينية، وذلك بمبادرة من رئاسة الشؤون الدينية التركية (ديانت)."

وصرّحت أنه يمكن تلخيص المهمة الرئيسية للمعهد في ثلاثة محاور عامة: أولًا، تطوير الخطاب الأكاديمي في الشریعة الإسلامية بمنهج نقدي ومقارن. ثانيًا، تدريب معلمين ذوي خبرة لتدريس الدراسات الإسلامية في المدارس الألمانية. ثالثًا، إنتاج بحوث متعددة التخصصات تدرس الإسلام في سياقات تاريخية واجتماعية مختلفة. في هذا الصدد، تشمل محاور أبحاث المعهد التفسير المقارن للقرآن الكريم، وتاريخ التطورات الفكرية في العالم الإسلامي، وعلم اجتماع المجتمعات الإسلامية.

وأردفت مبينة: "من بين الشخصيات البارزة في هذه المؤسسة، يحتلّ البروفيسور "عمر أوزسوي" مكانة خاصة بصفته المدير العام لمعهد الدين والثقافة والدين الإسلامي في هذه الجامعة وأحد الأساتذة المسلمين في كرسي الشريعة الإسلامية في ألمانيا".

واستطردت قائلة: "تبرز في مناهجه المبتكرة في الدراسات القرآنية عدة محاور أساسية، منها التفسير التاريخي للقرآن مع التركيز على سياق نزول الآيات، ونقد المنهجية التفسيرية للمفسرين الكلاسيكيين مع التركيز على مسألة الظاهرية، وإعادة تعريف المفاهيم القرآنية بالاستفادة من اللسانيات التاريخية."

وحول الدراسات القرآنية، للمعهد أوضحت أسماء جوكار: "تتقدم جامعة "غوته" بمدينة "فرانكفورت،" الألمانية بالتعاون مع مؤسسات بحثية ألمانية مرموقة، بمشروعين مبتكرين في مجال الدراسات القرآنية والتفسيرية، مما يدل على تحول جوهري في منهجية هذه الدراسات."

وأردفت: يُعدّ مشروع "الببليوغرافيا الرقمية للقرآن الكريم وتفاسيره"(Digital Bibliography on the Qur'an and its Interpretation) أحد هذه المشاريع، الذي يمثل هذا الابتكار العلمي أشمل محاولة لفهرسة وتحليل المصادر القرآنية والتفسيرية في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، ويهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات موحدة لجميع الوثائق المتوفرة في هذا المجال باستخدام التقنيات الرقمية."

واستطردت مبينة: "تضم هذه المجموعة القيمة المخطوطات النادرة، والنقوش الجلدية والحجرية، والوثائق، والنسخ التاريخية، والطبعات النقدية، والتي بقي العديد منها حتى الآن متفرقاً وغير منظم. من خلال توفير التحليلات الوصفية والفهرسة الذكية، يوفر هذا المشروع للباحثين إمكانية الوصول إلى كنز غير مسبوق من النصوص القرآنية القديمة ويفتح أبوابًا جديدة لأبحاث مستقبلية في هذا المجال".

4304854

captcha