
فقد خصصت مجلة التربية الإسلامية (العدد 138/2025) ملفًا كاملاً عن هذه الذكرى، تضمن مقالات أكاديمية ودينية، إلى جانب الترويج لكتاب "شاهد على سربرنيتسا" للإمام البوسني مولودين هرنجيتش، الذي يقدم شهادة مباشرة لأحد الناجين، ليكون بمثابة وثيقة إنسانية وتاريخية.
سربرنيتسا.. جرح لم يندمل
وتزامن هذا الإحياء مع مرور ثلاثة عقود على الجريمة التي ارتكبتها القوات الصربية في يوليو 1995، حين أُعدم أكثر من ثمانية آلاف مسلم بوسني بوحشية في منطقة كانت تحت حماية الأمم المتحدة. ورأت المشيخة أن قرار الأمم المتحدة الأخير بالاعتراف رسميًا بالمجزرة كجريمة إبادة جماعية يمثل خطوة متأخرة لكنها ذات دلالة تاريخية وأخلاقية عميقة.
مشاركة كوسوفية في إحياء الذكرى الدولية
في 11 يوليو 2025 شارك وفد رفيع من المشيخة الإسلامية في كوسوفا، برئاسة المفتي العام الشيخ نعيم ترنافا، في الفعالية الدولية التي أقيمت بمدينة بوتوتشاري في سربرنيتسا، بحضور شخصيات بارزة من مختلف دول العالم الإسلامي والغربي، وذلك تلبية لدعوة رئيس العلماء في البوسنة الشيخ حسين كفازوفيتش.
ذاكرة جماعية ومسؤولية أخلاقية
وأكدت المشيخة الإسلامية في كوسوفا أن سربرنيتسا ليست مجرد ذكرى أليمة بل مسؤولية دينية وأخلاقية، ورسالة تحذير من مخاطر النسيان والتشويه، مشيرةً إلى أن الجرائم نفسها تكررت لاحقًا في كوسوفا من قبل ذات الآلة العسكرية الصربية.
واختتمت المشيخة بيانها بالدعاء لضحايا المجزرة، مؤكدة أن إحياء الذكرى يرسخ قيم العدالة والحق، ويؤسس لمستقبل قائم على الحقيقة والاعتراف والمصالحة العادلة.
المصدر: مسلمون حول العالم