ایکنا

IQNA

الأختان الحافظتان "رينيتا وفاطمة نيتاي"..نموذج رائد للمرأة المسلمة في كوسوفو

14:04 - October 01, 2025
رمز الخبر: 3501837
إکنا: في قلب العاصمة الكوسوفية "بريشتينا" تلمع قصة الشقيقتين رينيتا وفاطمة نيتاي، اللتين كرستا حياتهما لنشر التعليم الإسلامي وتنشئة جيل قرآني واعٍ بالقيم الدينية والوطنية. أسستا أكاديمية الحفاظ الصغار التي تحولت إلى مشروع تربوي حضاري يجمع بين القرآن والعلم والفن والقيم، ليغدو نموذجًا ملهمًا في التعليم الإسلامي وقيادة نسائية رائدة في كوسوفا.

ونشأت الشقيقتان في بيئة قرآنية أصيلة، وتابعتا دراستهما في مدرسة "علاء الدين" الثانوية الإسلامية ببريشتينا، حيث برزتا في علوم القرآن الکریم ومثلتا بلدهن في مسابقات محلية وإقليمية. واصلتا دراستهما الجامعية حتى حصلتا على ليسانس الدراسات الإسلامية والماجستير، ثم نالتا في 2024 إجازة بالسند المتصل إلى النبي(ص) من الأزهر الشريف في القراءات العشر، وهما اليوم في طور التحضير لرسالة الدكتوراه.

وهذه المسيرة التعليمية الطويلة لم تكن مجرد تحصيل علمي، بل رحلة كفاح ومثابرة، مثلت إرادة المرأة المسلمة في المساهمة الفاعلة في مجتمعها.

أكاديمية الحفاظ الصغار

بعد تخرجهما من كلية الدراسات الإسلامية أسستا الأختان الحافظتان رينيتا وفاطمة نيتاي، أكاديمية الحفاظ الصغار تحت إشراف المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، لتعليم مئات الأطفال التلاوة الصحيحة وحفظ أجزاء القرآن وفق مستويات تعليمية متنوعة تراعي أعمارهم وقدراتهم، مع متابعة فردية دقيقة لكل طالب وطالبة.


إقرأ أيضاً:


وما يميز الأكاديمية هو دمج الحفظ بالقيم والفن؛ حيث لا يقتصر التعليم على التلاوة، بل يمتد إلى غرس الأخلاق مثل برّ الوالدين والصدق وحب الوطن. وتُدمج الأنشطة الفنية كالرسم والمسرح والأعمال اليدوية في العملية التعليمية، فيتفاعل الأطفال مع القرآن بشكل حي وعملي. على سبيل المثال، شارك نحو 80 طفلًا في مسابقة رسم عبّروا من خلالها عن حبهم للقرآن، في تجربة تجمع بين الحفظ والإبداع والقيم.

بيئة تعليمية مفعمة بالبهجة

وتحرص المعلّمتان رينيتا وفاطمة نيتاي، على جعل البيئة التعليمية مفعمة بالبهجة من خلال فعاليات متواصلة في الأعياد والمناسبات الوطنية والدينية، مثل عيد الأضحى ويوم الاستقلال وعيد الأم، حيث تمتزج الأجواء الترفيهية بالتوجيه القرآني. كما تُخصص برامج للفتيات لتوظيف الفن في تعزيز القيم، مثل الاحتفال بيوم الحجاب العالمي عبر الرسم ومشاركة الأعمال مع الأمهات والأخوات.

برامج صيفية

والأكاديمية لا تتوقف في العطلات الصيفية؛ بل تقدم برامج تجمع بين حلقات التحفيظ والتجويد وأنشطة ترفيهية وثقافية تغرس القيم الإسلامية في نفوس الأطفال. وإلى جانب ذلك، تطبق أساليب مبتكرة لغرس الانضباط والمسؤولية الاجتماعية، مثل جمع مبالغ رمزية عن الأخطاء الصغيرة وتخصيصها لأعمال خيرية بمشاركة الأطفال أنفسهم في اختيار المستفيدين.


تحويل التعلم القرآني إلى سلوك عملي

كما تسعى المعلمتان إلى تحويل التعلم القرآني إلى سلوك عملي يعزز حب الوطن، إذ بادر الأطفال في ذكرى استقلال كوسوفو إلى زيارة عائلات محتاجة وتقديم الحلوى وكروت التهنئة، في مبادرة رسخت لديهم الانتماء الوطني وروح التعاون.

بهذا النهج المتكامل، تمثل أكاديمية الحفاظ الصغار في بريشتينا تجربة فريدة تجمع بين التربية القرآنية والفنون والقيم الإنسانية والوطنية، يقودها نموذجان ملهمان من النساء المسلمات في كوسوفا، هما رينيتا وفاطمة نيتاي، اللتان أثبتتا أن التعليم الإسلامي قادر على التجديد والإبداع والمساهمة في صناعة أجيال متوازنة ومؤثرة في مجتمعها.


حضور المرأة المسلمة في كوسوفا

ويعكس نجاح تجربة الشقيقتين رينيتا وفاطمة نيتاي صورة أوسع عن حضور المرأة المسلمة في كوسوفا، حيث باتت عنصرًا محوريًا في مسيرة البناء المجتمعي، تساهم في الأسرة والعمل والأنشطة الاجتماعية. فمنذ انتهاء الحرب في التسعينيات شهدت البلاد تحولات كبيرة، وكان للمرأة نصيب وافر في قيادة هذا التغيير.

وفي هذا السياق، عززت المشيخة الإسلامية في كوسوفا هذا الدور عبر تأسيس قسم خاص بالمرأة عام 2005م، بهدف تمكينها دينيًا واجتماعيًا، وهو ما جعل نماذج تعليمية مثل “أكاديمية الحفاظ الصغار” امتدادًا عمليًا لرؤية مؤسسية أوسع تسعى لنهضة المرأة المسلمة وتفعيل إسهامها في المجتمع.

المصدر: muslimsaroundtheworld.com

captcha