ایکنا

IQNA

متحف "الحياة المسلمة"؛ مبادرة ثقافية لتكريم الهوية الإسلامية الألبانية

13:02 - September 27, 2025
رمز الخبر: 3501772
إکنا: إنّ متحف "الحياة المسلمة" في ألبانيا (متحف الفن والتراث الإسلامي الألباني)، هو مبادرة ثقافية وتعليمية رائدة مكرسة لحفظ وعرض وتكريم التاريخ المتعدد الأبعاد للهوية الإسلامية الألبانية.

إنّ متحف الحياة المسلمة في ألبانيا يجمع بين ثلاثة أبعاد أساسية: الإرث الإسلامي العميق في ألبانيا والبلقان، الإرث المؤلم للاضطهاد في الحقبة الشيوعية، والتاريخ المستمر للحياة والثقافة الاسلامية والإبداع الإسلامي الحي في المنطقة.
 
وبصفته المؤسسة الأولى والوحيدة من نوعها في ألبانيا – بل وفي البلقان على نطاق أوسع – يهدف مشروع المتحف إلى تلبية احتياجات المجتمع والجمهور للتعرف والوعي بالتاريخ وإحياء التراث الإسلامي الألباني الثقافي وتطوير منظومات التعليم الإسلامي.
 
قمع النظام الشيوعي الملحد

إقرأ أيضاً:


ويستجيب هذا المتحف لفراغ كبير في الفهم العام والذاكرة الجماعية. فعلى الرغم من قرون من الحضور الإسلامي في ألبانيا، فإن التجربة المسلمة كانت مهمشة على نطاق واسع أو أسيء تفسيرها في السرديات الرسمية. وقد مارس النظام الشيوعي الملحد (1945–1990) قمعًا شديدًا على جميع الطوائف الدينية؛ فالمساجد والتكايا والكنائس هُدمت أو أعيد استخدامها، ورجال الدين سُجنوا أو أُعدموا، والممارسة الدينية جُرّمت.
 
هذه القصة ما تزال غير موثقة وغير مفهومة جيدًا من قبل الأجيال الجديدة، مما ترك فراغًا مؤلمًا في الذاكرة الوطنية والجماعية.
 
فضاء للذاكرة والتجديد

والمتحف هو في الوقت نفسه فضاء للذاكرة والتجديد. فهو يُبرز المساهمات الفكرية للعلماء المسلمين الألبان والممارسات الدينية اليومية التي شكّلت الحياة الدينية للألبان عبر أجيال، وفي الوقت نفسه يوثق معاناة وصمود المسلمين الألبان خلال عقود العلمنة القسرية ومحو الدين.

ومن خلال قطع أثرية منتقاة بعناية، وروايات شفهية، وفنون دينية، ومخطوطات، وصور فوتوغرافية، ونماذج معمارية، يبني المتحف سردًا متجذرًا بعمق في التقاليد، ومع ذلك عصري وحديث.
 
محاضرات عامة وفعاليات ثقافية

إلى جانب هذه المعروضات، نظّم المعهد محاضرات عامة وفعاليات ثقافية ركزت على الشعر والأناشيد الدينية. وتهدف هذه الأنشطة إلى إشراك الشباب، وتشجيع الحوار داخل المجتمع، وتعزيز التقدير للأبعاد الدينية والفنية للحياة الإسلامية في ألبانيا. كما يتعاون المتحف مع المدارس والجامعات لتقديم برامج تعليمية تعمق الفهم التاريخي وتشجع على التفكير النقدي.
 
المساهمات الفكرية للعلماء المسلمين الألبان

المتحف أيضًا فضاء يُبرز المساهمات الفكرية للعلماء المسلمين الألبان والممارسات الدينية اليومية التي شكّلت الحياة الدينية للألبان عبر أجيال، وفي الوقت نفسه يوثق معاناة وصمود المسلمين الألبان خلال عقود العلمنة القسرية ومحو الدين. ومن خلال قطع أثرية منتقاة بعناية، وروايات شفهية، وفنون دينية، ومخطوطات، وصور فوتوغرافية، ونماذج معمارية، يبني المتحف سردًا متجذرًا في التقاليد وملامس في الوقت نفسه للحداثة.
 
دعمًا لهذه المهمة، أطلق المعهد الذي يقف وراء المتحف بالفعل ثلاث معارض كبرى:
 
ـ "أيقونات الأفيون": يستكشف الدعاية الإعلامية للنظام الشيوعي ضد المؤسسات والممارسات الدينية – أبريل 2025.
 
ـ "طريق الحروف": يقدم المخطوطات والخطوط ذات الأصل من شكودرا، في شمال ألبانيا – أكتوبر 2024.
 
ـ "تُرفع الستارة": معرض يضم مخطوطات وفنونًا دينية وأشياء مقدسة نجت من حرب النظام الشيوعي على الدين في ألبانيا – أبريل 2024.
 
ما يجعل هذا المشروع فريدًا هو موضوعه – الذي يعاني من نقص التمثيل وغالبًا ما يُساء فهمه – ونهجه المتبع. فهو يعمل كمساحة تعليمية تربط بين التاريخ والروحانية والفن والذاكرة في سرد متماسك للهوية والصمود. كما يمنح المسلمين الألبان القوة ليروا تراثهم كجزء حيوي من التاريخ الوطني والأوروبي، ويدعو المجتمع الأوسع إلى إعادة اكتشاف الماضي المشترك.
 
مؤسسة حية تعيد إحياء الذاكرة

في نهاية المطاف، فإن متحف الحياة المسلمة في ألبانيا ليس مجرد مستودع للماضي، بل هو مؤسسة حية تعيد إحياء الذاكرة، وتؤكد الكرامة، وتلهم الأجيال القادمة بجمال الحياة الإسلامية الألبانية وتعقيدها واستمراريتها.
 
المصدر: مسلمون حول العالم
captcha