
وتمّ تعيين "زبيدة تايست" (Sabida Thaiseth)، السيدة المسلمة والسياسية والتاجرة البارزة التايلاندية، وزيرة للثقافة في الحكومة الجديدة برئاسة "أنوتين تشارنفيراكول". إن اختيار هذه
المرأة المسلمة يمكن أن يكون بداية فصل جديد في السياسة الثقافية لهذا البلد.
وأشار إلى ذلك، المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مقال نشره عبر وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية وتطرق خلاله إلى أهمية هذا الموضوع وتأثيره على وضع
المجتمع المسلم في تايلاند حالياً ومستقبلاً.
وكتب: "يُعتبر تعيين زبيدة تايست (المولودة في 11 أكتوبر 1984) وزيرة للثقافة في الحكومة الجديدة برئاسة "أنوتين تشارنفيراكول" أحد أهم الأحداث السياسية والثقافية في السنوات الأخيرة في تايلاند؛ فهي أول امرأة مسلمة تتولى هذا المنصب، بالإضافة إلى خبرتها الإدارية في وزارة الداخلية، وهي الآن تتولى مسؤولية وزارة الثقافة."
وأضاف: "هذا الاختيار يحمل رسائل ذات مغزى ليس فقط من الناحية السياسية، بل أيضاً من المنظور الاجتماعي والثقافي وحتى الدبلوماسية الدولية."
وأردف مبيناً: "حضور امرأة مسلمة في وزارة رئيسية مثل وزارة الثقافة يُعدّ خطوة استراتيجية، كما أن هذا الاختيار يُمثل أيضاً استجابة لمطالب المناطق ذات الأغلبية المسلمة في جنوب تايلاند؛ والتي واجهت لسنوات تحديات تتعلق بالهوية والاقتصاد والأمن."
واستطرد قائلاً: "يمكن لتايست، بصفتها وزيرة للثقافة، أن تساهم من خلال سياسات ثقافية ذكية في تقليل الفجوات الدينية والاجتماعية."
من الناحية الثقافية، يعتبر هذا التعيين نقطة تحول لوزارة الثقافة التايلاندية، حيث تقع على عاتق هذه الوزارة مسؤولية الحفاظ على التراث التاريخي والفنون التقليدية التايلاندية من جهة، وتلبية الاحتياجات الثقافية للجيل الجديد من جهة أخرى، ويمكن لزبيدة، بنظرتها الجديدة، أن تبني جسراً بين التقاليد والحداثة. لديها القدرة على إيلاء اهتمام أكبر للتنوع الثقافي واللغوي في البلاد.
تايلاند ليست دولة بوذية فقط، بل يوجد في جنوبها عدد كبير من المسلمين، وفي بعض المناطق توجد مجموعات عرقية، وعلى المستوى الوطني، توجد ثقافات متنوعة، ويمكن لسياساتها الثقافية أن تعكس هذا التنوع وتعيد تعريف الثقافة الوطنية على أساس التعايش السلمي.
كما أن خبرتها الاقتصادية والإدارية يمكن أن تساعد في تطوير الصناعات الإبداعية واقتصاد الثقافة، وبالنظر إلى مكانة تايلاند في السياحة العالمية، فإن الجمع بين الثقافة والاقتصاد يمكن أن يحول هذا البلد إلى مركز مهم للسياحة الثقافية والتراثية في المنطقة.
تعيينها على المستوى الاجتماعي له أهمية كبيرة أيضاً، حيث يمكنها، كأول امرأة مسلمة في هذا المنصب، أن تصبح نموذجاً ملهماً لنساء تايلاند، وخاصة الفتيات المسلمات، ويظهر وجودها أن الحواجز الجنسانية والدينية آخذة في التراجع، وأن هناك المزيد من الفرص لمشاركة المرأة والأقليات السياسية.
إذا تمكنت من النجاح في هذه المسؤولية، فإنها ستفتح الطريق لمشاركة أوسع للمرأة في المجالات الإدارية والسياسية، وهذا الموضوع على المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلى تغيير في النظرة العامة لدور المرأة في السياسة والثقافة.