ایکنا

IQNA

إنطلاق الدورة الأولى لـ"منتدى الكتاب القرآني" في ليبيا

16:04 - October 18, 2025
رمز الخبر: 3502057
إکنا: أطلق "المركز الليبي لشؤون القرآن الكريم" مساء الثلاثاء الماضي، فعاليات دورته الأولى لــ"منتدى الكتاب القرآني"، وهي مبادرة جديدة تهدف إلى نقاش الأطروحات المعاصرة في الدراسات القرآنية بمختلف اللغات والثقافات.

واحتضن المنتدى في جلسته الافتتاحية، حوارًا فكريًا مكثفًا حول كتاب «العقل القرآني: مقاربة نظرية بين حدود الوعي، وآفاق النص» للدكتور نزار ميلاد كريكش، بحضور نخبة من الأكاديميين والمثقفين، وفق المكتب الإعلامي للمركز على «فيسبوك».
 
في بداية المحاورة، التي أدارها  نائب رئيس المركز الأستاذ علي يونس، جرى تعريف الحضور بأفكار الكتاب ومحطات مؤلفه.
 
ثم سلط الدكتور المكي المستجير، رئيس المركز، الضوء على الأهداف الاستراتيجية للمنتدى، مؤكدًا على سعيه لخلق مساحة للقراءة الفاحصة والنقد الجاد، والانفتاح على مختلف الأطروحات، مشيرًا إلى خطة المنتدى لاستضافة باحثة فرنسية متخصصة في مخطوطات القرآن الکریم.

قدم الدكتور نزار كريكش، الطبيب الاستشاري في علوم الإدراك والأعصاب، رؤيته التي تجمع بين العلوم العصبية والدراسات القرآنية، واستعرض الثورة التي أحدثها التصوير بالرنين المغناطيسي في فهم آلية عمل الدماغ، مقدمًا ذلك كمقدمة للربط بين نظريات توليد اللغة والشبكات العصبية وأثر القرآن في بناء أنماط معرفية جديدة.
 
وأوضح أن كتابه يحاول تأسيس نموذج معرفي متماسك مستمد من أنماط خمسة رئيسية يراها متكررة في القرآن، وهي: المستقبل وسنة الهداية، الاختلاف وسنة التدافع، التفاوت والنزاع، والزمن والأجل، والتطور والتحول العظيم. ودعا إلى قراءة القرآن بوصفه «مصفوفة» مترابطة، مع التركيز على مجموعات السور والوحدة الموضوعية، مؤكدًا أن أسماء الله الحسنى تمثل مدخلًا أساسيًا لفهم هذا النموذج.
 
نموذج معرفي للحضارة الإسلامية

وشدد كريكش على أن الهدف النهائي هو تحويل هذه الأنماط القرآنية إلى «نموذج معرفي» ليس لفهم القرآن فقط، بل لتحليل أي علم من العلوم، معتبرًا أن للحضارة الإسلامية نموذجها المعرفي المميز الذي يجب اكتشافه والوعي به واستثماره. وكشف أن «العقل القرآني» هو الجزء الثاني من مشروع بحثي ثلاثي الأجزاء، يسبقه كتاب «مؤشرات قرآنية»، ويليه كتاب ختامي.
 
وشهدت جلسة النقاش التي تلت العرض، مداخلات ثرية من الحضور، تباينت بين الإشادة والتحفظ النقدي، حيث أشاد الدكتور صلاح سالم كمش بعمق الأطروحة، لكنه تساءل عن التوفيق بين يسر القرآن وتعقيدات هذه المقاربات النظرية.
 
فيما طرح الدكتور ضو عمر جماعة تساؤلاً ذكياً حول ما إذا كان تضامن إسبانيا الحالي مع قضية غزة يمكن أن يكون انعكاسًا للأثر المعرفي الإسلامي في الثقافة الإسبانية.
 
وأثنى الأستاذ منصور بوشناف على الجرأة العلمية للمؤلف وإدخاله العلوم البيولوجية في حقل المعرفة، معتبرًا مفاجأة الانزياح عن النظريات الغربية والتأسيس من القرآن نفسه «مفاجأة محمودة».

وأشار الدكتور طارق الجياش إلى محدودية العقل البشري أمام النص الإلهي.
 
 بينما انتقد الأستاذ حسين المزداوي عنوان الكتاب مقترحًا «العقل في فهم القرآن»، مشيدًا في الوقت نفسه بمنهجية المزج بين التفكير العمودي والأفقي في التحليل.
 
وحذر الدكتور المرزوقي علي المرزوقي من محاذير تطويع النص القرآني ليلائم نظريات معينة دون ضوابط.
 
بعد أن أجاب الدكتور كريكش على جميع التساؤلات والملاحظات بتفصيل، قام رئيس المركز بتكريم ضيف المنتدى تقديرًا لإسهاماته الفكرية المتميزة، في ختام جلسة حوارية أثرت الحضور وأكدت على أهمية فتح آفاق جديدة للدراسات القرآنية المعاصرة.
 
المصدر: بوابة الوسط
captcha