ایکنا

IQNA

الاستغفار في القرآن/ 3

حقيقة الإستغفار في كلام الإمام علي (ع)

10:54 - October 21, 2025
رمز الخبر: 3502093
طهران ـ إکنا: في رواية، يبيّن الإمام علي (ع) حقيقة الإستغفار ويذكر له ستة حدود.
حقيقة الإستغفار في كلام الإمام علي (ع)ورد في الرواية أن كميل بن زياد سأل الإمام علي (ع) عن معنى الاستغفار بعد كل ذنب يفعله البشر، فيجيب الإمام (ع) بإيجاز بأن الاستغفار هو التوبة.
 
ونصّ الرواية كما يلي:
 
قُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، العَبدُ يُصيبُ الذَّنبَ فَيَستَغفِرُ الله مِنهُ، فَما حَدُّ الاِستِغفارِ؟ قالَ: يَابنَ زِيادٍ: التَّوبَةُ، قُلتُ: بَس؟ قالَ: لا، قُلتُ: فَكَيفَ؟ قالَ: إنَّ العَبدَ إذا أصابَ ذَنبا يَقولُ: "أستَغفِرُ الله" بِالتَّحريكِ، قُلتُ: ومَا التَّحريكُ؟ قالَ: الشَّفَتانِ وَاللِّسانُ، يُريدُ أن يَتبَعَ ذلِكَ بِالحَقيقَةِ، قُلتُ: و مَا الحَقيقَةُ؟ قالَ: تَصديقٌ فِي القَلبِ و إضمارُ أن لا يَعودَ إلَى الذَّنبِ الَّذِي استَغفَرَ مِنهُ «قالَ كُمَيلٌ: فَإِذا فَعَلتُ ذلِكَ فَأَنَا مِنَ المُستَغفِرينَ؟ قالَ: لا. قالَ كُمَيلٌ: فَكَيفَ ذاكَ؟ قالَ: لِأَ نَّكَ لَم تَبلُغ إلَى الأَصلِ بَعدُ، قالَ كُمَيلٌ: فَأَصلُ الاِستِغفارِ ما هُوَ؟ قالَ: الرُّجوعُ إلَى التَّوبَةِ مِنَ الذَّنبِ الَّذِي استَغفَرتَ مِنهُ، وهِيَ أوَّلُ دَرَجَةِ العابِدينَ، وتَركُ الذَّنبِ، وَالاِستِغفارُ اسمٌ واقِعٌ لِمَعانٍ سِتٍّ: أوَّلُها: النَّدَمُ عَلى ما مَضى، وَالثاني: العَزمُ عَلى تَركِ العَودِ أبَدا، وَالثّالِثُ: أن تُؤَدِّيَ حُقوقَ المَخلوقينَ الَّتي بَينَكَ وبَينَهُم، وَالرّابِعُ: أن تُؤَدِّيَ حَقَّ الله في كُلِّ فَرضٍ، وَالخامِسُ: أن تُذيبَ اللَّحمَ الَّذي نَبَتَ عَلَى السُّحتِ وَالحَرامِ حَتّى يَرجِعَ الجِلدُ إلى عَظمِهِ، ثُمَّ تُنشِئَ فيما بَينَهُما لَحما جَديدا، وَالسّادِسُ: أن تُذيقَ البَدَنَ ألَمَ الطّاعاتِ، كَما أذَقتَهُ لَذّاتِ المَعاصي".

في هذا التعريف، يتزامن طلب المغفرة والاستغفار الحقيقي بالتوبة، ولكن كما قال الإمام(ع) عن حقيقة الاستغفار، فإن روح وحقيقة الاستغفار هي الندم القلبي؛ لأنه ما لم يندم الإنسان على خطئه، لا يمكنه أن يطلب المغفرة بحق من الله تعالى، كما يقول الإمام الرضا (عليه السلام): "من استغفر بلسانه وهو غير نادم، فقد استهزأ بنفسه".
 
على هذا الأساس، يعتبر أمير المؤمنين (ع) "الندم القلبي" أحد أركان التوبة، ودور الندم في تحقيق الاستغفار الحقيقي كبير إلى درجة أنه قال في حديث آخر "الندم هو الاستغفار".
 
كلام أمير المؤمنين (ع) هو محور معرفة الحق وتعريفه، ولا ينبغي اعتباره مبالغة فيه؛ لأن الندم الحقيقي يؤدي إلى العزم على عدم تكرار الذنب وتعويض الماضي؛ ولذلك، فإن جميع الحدود الستة التي ذكرها أمير المؤمنين (ع) للاستغفار تكون مقرونة بالندم الحقيقي (روح الاستغفار). بالطبع، الاستغفار للآخرين يعني مجرد طلب المغفرة لهم من الله تعالى.
captcha