ويقول الله تعالى في الآية الثالثة من سورة "هود" المباركة "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ". والمقصود من "يُمَتِّعْكُم" هو الإنعام بالحياة الدنيوية؛ أي أن الله تعالى يهدي الإنسان إلى رغباته الإنسانية التي هي التمتع بالنعم الدنيوية مثل السعة، والأمن، والرفاهية، والعزة، والشرف.
عبارة "مَتَاعًا حَسَنًا" تعني حياة ممتعة مصحوبة براحة نفسية، مقابل الذين بسبب إعراضهم عن ذكر الله يعيشون حياة ضنك ومريرة، رغم أنهم من حيث الماديات في راحة ورفاهية.
إقرأ أيضاً:
لذلك، فالإمكانات التي في أيدي العصاة ليست مباركة ولا حسنة لأنها تستعمل في الفساد والفتنة.
كما أن الاستغفار أحد أسباب الإمداد الإلهي بواسطة الإمكانات الدنيوية؛ فقال تعالى في سورة نوح المباركة "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" (نوح: 10-12).
في هذه الآية تم ذكر عدة آثار للاستغفار؛ حيث يُعدّ الاستغفار بالتتابع سببًا لـ "نزول الأمطار الغزيرة"، و"زيادة الثروة وتوسعة الرزق"، و"كثرة الأبناء"، و"ازدهار الزراعة والبساتين"، و"جريان الأنهار"، وهي أمور غالباً ما تكون خارج نطاق قدرة الإنسان.
ومن الجدير بالذكر في هذه الآيات الأمر الجماعي بالاستغفار، مما يدلّ على أن الاستغفار مؤثر سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.