
وعقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري، وناقشت التطورات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة، وصدر عنها البيان التالي:
إن التبرع بإبداء مواقف لها علاقة بالصراع مع العدو الصهيوني، وتعتبر تطوراً في الموقف اللبناني، من دون أن يكون هناك في المقابل تطور لجهة تراجع العدو الصهيوني عن مواقفه المتصلبة، وعن مواصلة اعتداءاته على لبنان واغتياله للمواطنين الآمنين في سيارتهم المدنية، وتهديمه لمنازلهم، واقتطاعه لأراضي جديدة من لبنان عبر توسيع الجدار الحدودي الاسمنتي، وهذا يعتبر خطأً سياسياً استراتيجياً فاضحاً، لذلك فإن إعلان لبنان عن موافقته على التفاوض مع العدو الصهيوني لإنجاز ترتيبات تحقّق هدنة جنوباً، من دون أن يكون هناك أي تقدم لجهة الموقف الصهيوني يعتبر إضعافاً للموقف اللبناني في المفاوضات، لذلك فليس مستغرباً أن لا تبادر الولايات المتحدة الأمريكية للرد على مبادرة فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بإعلانه استعداده للتفاوض حول ترتيبات أمنية مع العدو الصهيوني، بل إن الإهمال وعدم التجاوب مع هذه المبادرة أضعف الموقف اللبناني، لذلك لا بد من أجل ترميم هذا الموقف أن يُعلن لبنان عن مواقف تصعيدية تفرض على الولايات المتحدة الأمريكية التدخل لترتيب الأوضاع، سواء من خلال إعلان تجميد الاجتماعات في لجنة الميكانيزم، أو إعلان تجميد خطة الجيش لنزع سلاح المقاومة.
إقرأ أيضاً:
كما اقترح قائد الجيش رودلف هيكل في أخر اجتماع لمجلس الوزراء، ومن دون هكذا مواقف، لن يعير العدو الصهيوني ولا راعيته الولايات المتحدة الأمريكية بالاً للبنان، بل ستستمر الضغوطات لفرض تنازلات أكبر، وإدخال لبنان في مسار التطبيع مع العدو الصهيوني الحاصل في هذه الفترة.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع الهيئة الإدارية ومناقشة الأوضاع السياسية والميدانية المستجدة في لبنان والمنطقة، نعلن ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام العدو الصهيوني بشن غارة من خلال مسيرة معادية استهدفت سيارة مدير مدرسة بلدة المنصوري الاستاذ محمد شويخ قرب ملعب الإمام موسى الصدر في البلدة، ما أدى لارتقائه شهيداً، ويعتبر تجمع العلماء المسلمين هذا الاعتداء هو اعتداء على شخصية مدنية تدير مدرسة في البلدة، تعلم الأجيال الصاعدة، وهو خرق واضح لحقوق الإنسان يفرض على المنظمات المعنية كاليونيسف إدانة هذا العمل.
ثانياً: استنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على إطلاق النار من دبابة ميركافا تابعة له على قوات اليونيفيل قرب موقع اقامته داخل الأراضي اللبنانية، وهو اعتداء واضح على القوات الدولية وانتهاك فاضح لقرارات مجلس الأمن، خصوصاً القرار 1701 تفرض على أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدعوة لاجتماعٍ عاجل لمجلس الأمن لإصدار القرار المناسب حول هذا الانتهاك الصهيوني المتجدد ويضع حداً له.
ثالثاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن صمود المقاتلين المائة من حركة حماس في أنفاق رفح أمام الحصار الصهيوني الذي يحاول فرض الاستسلام عليهم هو عمل بطولي رائع، وإن هذا الحصار الذي يمارسه العدو الصهيوني هو تجاوز فاضح لقرار وقف إطلاق النار. ويطالب التجمع الدول الضامنة للاتفاق لتأمين شروط مناسبة لمغادرتهم الآمنة للأنفاق يوافقون عليها.
رابعاً: استنكر تجمع العلماء المسلمين القرار 2801 الصادر عن مجلس الأمن المتعلق بإيقاف وتفتيش السفن المتوجهة إلى موانئ اليمن، واعتبره تشريعاً للقرصنة البحرية ضد هذه السفن، لا تجيزه القوانين الدولية المتعلقة بسلامة الإبحار الآمِنْ في البحار والمحيطات، ويفتح الباب أمام تصعيد جديد في البحرين الأحمر والعربي، تتحمل مسؤوليته تحديداً الولايات المتحدة الأمريكية.