
وأشار إلى ذلك، "علي محرابي"، الخبير والمحاضر الجامعي الايراني، في كلمته بالاجتماع العشرين التخصصي لأساتذة وقراء وحفاظ القرآن الكريم المتميزين، والتي أقيمت الأربعاء الماضي 19 نوفمبر الجاري من قبل المجلس الأعلى للقرآن في إیران.
وتحدث علي محرابي حول "أسس وعناصر الابتكار في تلاوة القراء الإيرانيين باستخدام الذكاء الاصطناعي"، حيث أشار حول هذا الموضوع إلى كلام سماحة قائد الثورة الاسلامية الايرانية بشأن توجه القرآن الکریم نحو الابتكار والتجديد في الألحان.
وقد اقترح على مستخدمي الفضاء الافتراضي للاستفادة من إمكانيات هذا النظام أن يزوروا موقع "nokte.ir" الالكتروني للاستفادة من الابتكارات المستخدمة فيه في مختلف المجالات، رغم أن جزءاً من هذا النظام تحت عنوان "قرآن یاب" قد صُمم خصيصاً لأساتذة القرآن، حيث يوجد فيه قسم باسم "إقراء" وهو في الأصل مساعد الذكاء الاصطناعي لأساتذة القرآن في مجال التعليم، والذي يستطيع خاصة في مجال التلاوة وما يتعلق بها من الصوت واللحن أن يسرّع عملية التعليم ويرفع من جودتها.
إقرأ أيضاً:
وأشار محرابي إلى أن فنّ تلاوة القرآن الكريم هو أحد المظاهر الثقافية الرئيسية في العالم الإسلامي، مؤكداً بأنه ليس لنا أن نتلو القرآن بأي أسلوب أو لحن، بل يجب أن نختار اللحن المعتمد، وفي هذا الإطار فقط يمكننا أن نبتكر.
وأكد مدير مجموعة "نکتة" لدراسات الذكاء الاصطناعي إلى أن تلاوة القرآن الكريم يجب أن تؤدي في النهاية إلى فهم القرآن والعمل به، قائلاً: "في هذا الصدد غالباً ما يتم الحديث عن التلاوات بالمعنى، وبطبيعة الحال، الذكاء الاصطناعي نظراً لإلمامه بالتفسير وترجمة الآيات، يستطيع أن يكون معيناً ومساعداً للقارئ ومدرب التلاوة في أنواع مختلفة من أداء التلاوة."
وأشار "علي محرابي" إلى قدرة أخرى للذكاء الاصطناعي في تحسين عملية تلاوة القرآن وقال إنه مساعد الخبراء في عملية تحكيم المسابقات. قد يغفل الخبير المحكم في مرحلة ما عن الأمور اللاحقة بسبب تركيزه على خطأ ارتكبه القارئ، لكن الذكاء الاصطناعي يمنحه القدرة على مساعدة المحكم في أدق عيوب التلاوة وتنبيهه إلى الأمور المتعلقة بتطبيق النقاط الفنية في التحكيم وتقييم المتسابق.
وأضاف أن إبداع القارئ وذوقه الفني يمكن أن يؤديا إلى مزيج من النغمات في أدائه للتلاوة. يوفّر الذكاء الاصطناعي، مع عدد لا حصر له من التلاوات المتاحة لديه، والتي يعتمد معظمها على النغمات والأساليب التلاوية الأصلية، عددًا كبيرًا منها للمستخدم في وقت قصير. وهذا له نتيجة إيجابية ومهمة، وهي أن القارئ، خاصة في بداية طريقه في مجال الابتكار، يجد في نفسه الجرأة ليساهم هو نفسه في هذا الابتكار بقدر ما يستطيع، من خلال مشاهدة ومواجهة كم هائل من ملفات التلاوة الصوتية.
وأشار محرابي إلى نصيحة معلمي التلاوة في جلسات التدريب وقال: إنهم يطلبون من طلاب القرآن تسجيل أصواتهم أثناء عملية التعلم والاستماع إليها مرارًا وتكرارًا واختبار أنفسهم بجد، والسعي لإزالة العقبات والمشاكل في تلاوتهم. يتيح الذكاء الاصطناعي للقارئ، بالإضافة إلى تحليل صوت قراءة القارئ المتدرب، أن ينبهه إلى أخطائه ويصححها، بل ويوفر له نماذج قياسية ومشهورة من تلاوات القراء مع مراعاة جميع النقاط الفنية في الوقف والابتداء والصوت واللحن والتجويد، لتسريع عملية تصحيح القارئ وليجتاز المراحل العلمية في مجال التلاوة بوتيرة أسرع.