ایکنا

IQNA

أستاذ في الحوزة العلمية والجامعة يشرح:

الفروق والمناهج في الدراسات الإسلامیة والشريعة الإسلامية

12:09 - November 25, 2025
رمز الخبر: 3502547
إکنا: تطرق"الشیخ يحيى جهانغيري" في دورة "منهجية الدراسات الإسلامية" الإفتراضیة لطلبة كلية الدراسات الإسلامية في موسكو، إلى نوعين من الدراسة حول الإسلام؛ الأول: هو الشريعة الإسلامية والتي تُسمى "دراسة الإسلام العقائدية"، والثاني: هو "الدراسات الإسلامية" التي أصبحت جادة تقريباً في العقدين الأخيرين في الجامعات الغربية".

وأشار إلى ذلك، حجة الإسلام والمسلمين "الشیخ يحيى جهانغيري"، الداعية في المجال الدولي، وأستاذ الحوزة العلمية والجامعة والأستاذ الزائر لكرسي الدراسات الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية في موسكو وقال: "لدينا نوعان من الدراسات الإسلامية، أي نوعان من البحث والدراسة حول الدين الإسلامي".

وأضاف: "أحدهما هي الشريعة الإسلامية، وهو ما نطلق عليه "دراسة الإسلام العقائدية"، وقد تشكل هذا النوع من الدراسات في المراكز الإسلامية مثل الأزهر الشريف والمدينة المنورة والحوزات العلمية في قم والنجف الأشرف والإمام البخاري في أوزبكستان، والتي كانت تتابع الشريعة الإسلامية بشكل كلاسيكي".


إقرأ أيضاً:


وأردف مبيناً: "أما النوع الثاني فهو "الدراسات الإسلامية" (Islamic Studies)، وهي ظاهرة أصبحت جادة جداً تقريباً في العقدين الأخيرين في جامعات أمريكا وأوروبا وكندا وأستراليا، وعموماًَ في الجامعات الغربية بمعناها الحضاري والأكاديمي".

وبعد شرحه لهذين النوعين من الدراسات، تطرق الشيخ جهانغيري إلى أبرز الفروق بينهما، وقال: "أحد الفروق بين النوعين، هو أن الدراسات الإسلامية التي نشأت في الغرب، همّها هو همّ الغرب، بينما الشريعة الإسلامية كان همّها عالم الإسلام والمسلمين".

وتابع موضحاً: "الشريعة الإسلامية لها تاريخ طويل يعود إلى حوالي القرنين الثالث والرابع الهجري، منذ ذلك الوقت، كانت المجامع الدينية والمدارس الدينية والحوزات العلمية، بهذه الأسماء والتعابير، أماكن تشكّلت فيها مباحث الشريعة الإسلامية".
الفروق والمناهج في الدراسات والشريعة الإسلامية
وأشار إلى فرق آخر، قائلاً: "هناك فرق آخر وهو أن الأشخاص الذين كانوا يدرسون الشريعة الإسلامية كانوا مسلمين؛ مسلمون ملتزمون يدرسون ليزداد فهمهم للإسلام وليقوموا بتبليغه ونشره، أما الدراسات الإسلامية في الغرب فيدرسها غالباً أشخاص غير مسلمين، وليس هدفهم تقوية إيمانهم؛ بل يدرسون الإسلام كـ موضوع أو كائن للدراسة، مثل كثير من الموضوعات العلمية الأخرى".

صرح الأستاذ الزائر لكرسي الدراسات الإسلامية في كلية الدراسات الإسلامية بموسكو بأن هدف الشريعة الإسلامية كان بناء الإيمان في المجتمع، وفي الواقع تعميق إيمان المسلمين، وكان موجهًا بشكل أكبر للمسلمين أنفسهم: كانت هذه المجموعة تريد تعميق إيمان المسلمين بالمباحث الدينية وتقوية إيمانهم وإيمان المجتمع المسلم؛ أما الدراسات الإسلامية فلا تسعى لتعميق الإيمان، وبغض النظر عما إذا كان الإيمان يزداد أم لا، فإنها تدرس الدين. لذلك، ليس لديها نظرة دفاعية أو اعتذارية عن الدين، بل لديها نظرة محايدة وخارجية تماماً.

وأشار إلى محورية القضايا الإنسانية في الدراسات الإسلامية، وأضاف حجة الإسلام جهانغيري: "هناك فرق آخر وهو أن الشريعة الإسلامية تبحث في قضايا الشريعة، بينما الدراسات الإسلامية تهتم بالقضايا الإنسانية مثل قضية الماء، والفقر، والسلام، والعنف والبيئة، وهذه هي القضايا الرئيسية، أما في الشريعة الإسلامية فهذه ليست القضايا الأساسية، بل الجبر والاختيار، والصفات الإلهية، والحدوث والقدم، وقدم كلام الله، هي القضايا الأساسية".

وأوضح: "هناك ينصب الاهتمام على شرح وتوضيح فعل الله، أما هنا فالمسألة هي دراسة قضية الإنسان، أي إذا تم دراسة الإسلام، فالغرض هو معرفة كيف يحلّ الإسلام قضية الإنسان، وليس كيف يجب تفسير فعل الله أو كلامه، وهنا الاهتمام منصب على قضايا الإنسان المعاصر، لذا تظهر الفروق عمليا بشكل واضح."

وفي الختام، أكد الأستاذ الزائر لكرسي الدراسات الإسلامية في كلية الدراسات الإسلامية بموسكو: "الدراسات الإسلامية والشريعة الإسلامية، على الرغم من أن كلاهما يتعامل مع الدين الإسلامي، إلا أن منشأهما وأهدافهما ومناهجهما وقضاياهما مختلفة تماماً. اللاهوت الإسلامي داخلي، ومحوره الله، ودفاعي، وهدفه تقوية الإيمان. أما الدراسات الإسلامية فهي خارجية، ومحورها الإنسان، وعلمية وتحليلية، وهدفها فهم الإسلام كظاهرة إنسانية. في العصر الحديث، للحوار مع العالم وفهم التطورات الإنسانية، يضطر المتكلمون المسلمون إلى الاستفادة من إنجازات الدراسات الإسلامية. ليس لاستبدال اللاهوت، بل لاستكماله وتحديثه.
الفروق والمناهج في الدراسات والشريعة الإسلامية

4318559

captcha