أشار إلى ذلك، حجة الإسلام "السيد رضا عمادي"، الباحث الديني الإيراني، وقال: "إن الإحسان إلى الوالدين من الأوامر المؤكدة في القرآن الكريم، وقد ورد في الآيات الإلهية بأن ذلك يوازي عبادة الله تعالى."

وأضاف: "يعتبر مفسرو القرآن الكريم هذا الأمر دليلاً على أهمية الإحسان إلى الوالدين والمكانة الرفيعة لهذا الأمر عند الله تعالى، كما اعتبر الفقهاء الإحسان إلى الوالدين واجباً على الأبناء، وفي بعض المصادر الأخلاقية، ذُكر الإحسان إلى الوالدين كـ أعظم سبب للسعادة والقرب من الله."

وحول معنى الإحسان والفرق بينه وبين باقي الأعمال الخيرية في المجتمع، أردف السيد رضا عمادي قائلاً: "مسألة الإحسان تتجاوز مجرد فعل الخير البسيط، في التعريف الأساسي، الإحسان هو عمل الخير دون أي توقع للمقابل."

وأوضح: "أحياناً نقوم بعمل الخير على أمل أن نحصل على فائدة في المستقبل أو أن يُرد إلينا الجميل، هذا السلوك يبتعد عن مفهوم الإحسان."

واستطرد قائلاً: "النقطة المهمة هي أن الإحسان إلى الوالدين يُنظر إليه أحيانا كـ دين يجب سداده؛ كـ أننا نقوم بسداد ما بذلوه من جهد من أجلنا، لدينا آيات وروايات تؤكد أن هذا السلوك بمثابة أداء دين، لكن يجب الانتباه إلى أن الإحسان مفهوم أسمى من مجرد أداء الدين."

وأكدّ الباحث الديني الإيراني: "إن الإحسان الحقيقي يتجاوز الدين والقرض، الإحسان يعني ألا تتوقع حتى رد الجميل، نحن مدينون لوالدينا على جهودهم، لكن الإحسان الخالص هو أن نتجاوز مستوى أداء الدين وألا يكون لدينا أي انتظار أو طمع في المقابل."

وأشار إلى أهمية احترام الوالدين في سيرة النبي (ص) قائلاً: "في يوم من الأيام، كان النبي (ص) يمر مع أصحابه بجوار مقبرة للكفار، فقال أحد الصحابة كلاماً غير لائق عن تلك القبور، فغضب النبي (ص) بشدة وقال ألا تعلمون أن آباءكم مدفونون هنا؟ ثم أمرهم بالاعتذار لتلك القبور، رغم أن أصحابها كانوا كفاراً."

وفيما يتعلق بخدمة الوالدين بعد وفاتهما، قال: "إن الإمام الصادق (ع) يعدد أربعين خدمة في حياة الوالدين وأربعين خدمة أخرى بعد وفاتهما، وتشمل الخدمات بعد الوفاة الصلاة، والصدقات وغيرها؛ أمور تدل على أن العلاقة والالتزام تجاه الوالدين يستمران حتى بعد وفاتهما."

وأضاف: "إن القرآن الكريم يؤكد صراحة على حفظ حرمة الوالدين، حتى إذا كان هناك اختلاف في الرأي بين الابن والوالدين أو إذا أمر الوالدان بمعصية لا يُطاعان فيها."

4319043