
أشارت إلى ذلك، "مريم شمخاني"، الأستاذة في الحوزة العلمية والجامعة، في حديث لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الايرانية، وقالت: "إن القرآن الكريم قدّم أسساً واضحة لـ "الاستهلاك الصحيح"، ومن ناحية القيم الأخلاقية أيضاً، جعل معيار قرب الإنسان من الله هو التقوى".
وأضافت: "من الأمور الأخلاقية المهمة في هذا المجال هي العيش ببساطة، لأن من يريد أن يكون مقرباً إلى الله يجب أن يفعل ما يحبّه الله ويترك ما يكرهه الله".
إقرأ أيضاً:
وأردفت قائلة: "في مسألة الاستهلاك، جعل الله لنا نموذجاً في القرآن الكريم، ففي الآية الـ31 من سورة الأعراف يقول تعالى "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، فإذا استخدم الإنسان النعم التي منحها الله له أكثر من حد الاعتدال، فهذا يُعدّ "إسرافاً"، والله لا يحب المسرفين، ولذلك لن يصل مثل هذا الشخص إلى التقرب الإلهي".
وتطرقت مريم شمخاني إلى الفرق بين "الإسراف" و"التبذير"، قائلة: "الموضوع التالي هو الفرق بين "الإسراف" و"التبذير" وعلاقتهما بالاستهلاك الصحيح، فالإسراف هو تجاوز حدّ الاعتدال، حتى وإن لم يؤدِ بالضرورة إلى إضاعة شيء."
وأوضحت: "على سبيل المثال، من يستطيع شراء لباس بسعر مناسب من مكان بسيط، لكنه يشتري نفس اللباس من ماركات خاصة بسعر مضاعف للتفاخر، فإنه في الواقع قد خرج عن الاعتدال، حتى وإن لم يتلف شيئاً، أما التبذير فهو نوع من الإنفاق يؤدي إلى "إتلاف" و "تدمير" النعمة. على سبيل المثال، إعداد طعام يكفي لعدة أشخاص لضيفين، ويتم التخلص من جزء كبير منه؛ هذا السلوك هو التبذير."
وأوضحت: "لتجنب الإسراف والتبذير، يجب مراعاة التوازن. ما يطلبه منا القرآن هو الاستهلاك الأمثل؛ أي الاعتدال. سواء في الطعام، أو في شراء المستلزمات، يجب أن تكون النفقات بقدر الحاجة".