وأشار إلى ذلك، مدير دار القرآن الكريم بالعتبة الحسينية المقدسة الشيخ الدكتور "خير الدين علي الهادي" في الكلمة التي ألقاها في حفلٍ تعريفي لموسوعة "أهل البيت(عليهم السلام) القرآنية احتضنته مكتبة علوم الحديث التخصّصية في مدينة قم المقدسة يوم الاثنين 8 ديسمبر / كانون الأول 2025 للمیلاد، و وذلك بحضور نخبة من العلماء الأعلام والمراجع العظام.

وقال: "إنّ الحديث عن موسوعة أهل البيت (ع) القرآنية في اتجاهين؛ الاتجاه الأول: يتعلّق بالجهة التي أشرفت على إصدار الموسوعة، والاتجاه الثاني: يتعلّق بأصل الموسوعة."

وأضاف الشيخ الدكتور خيرالدين علي الهادي: "فيما يتعلق بالاتجاه الأول، أي الجهة التي أشرفت على هذه الموسوعة، أودّ أن أشير إلى أنني قبل شهر تقريباً كنت في زيارة الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في مشهد المقدسة فصار حديث عن هذه الموسوعة، حيث قال لي البعض، بأنهم تفاجؤوا بصدورها من العراق".

وأردف مبيناً: "إنها أول موسوعة في بابها، بينما هذه العلوم هي موجودة عندنا في أمهات الكتب الإسلامية، وفي كتب مدرسة أهل البيت (ع)، هي موجودة كلها فنحن لم نأتي بجديد".

واستطرد الشيخ خير الدين علي الهادي، قائلاً: "كان عملنا مثلاً بالحفريات، يقوم على أساس البحث والتنقيب عن آثار أهل البيت (ع) ثم جمعها ثم تصنيفها والعمل كله لعله موجود عندنا في أمهات الكتب الإسلامية لكن جمعه بعنوان موسوعة أهل البيت (ع) القرآنية بحدّ ذاته عمل كبير بخدمة أهل البيت (ع)".

إقرأ أيضاً:

وأكدّ مدير قسم دارالقرآن الكريم في العتبة الحسينية: "إن الناس كانوا يقولون لنا بأن المعصومين (عليهم السلام) لا رأي لهم في القرآن الكريم، هكذا اشتهر عندنا، وكانوا يقولون لنا، خاصة في المؤسسات الأكاديمية، أن رسول الله (ص) و أهل البيت (ع) لا رأي لهم في القرآن الكريم، إذ لم يُؤثر عنهم شيء من التراث أو لم يتم الوصول إليه."

وأردف مبيناً: "هنا أريد أتحدث عن المؤسسة التي أصدرت كما قلت أنها صدرت من دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة."

وفي معرض سرده لما وقع في مشهد المقدسة وأثناء زيارته لمرقد الإمام الرضا (ع)، قال: "فإجابة على الشيخ قلت لعل الله سبحانه وتعالى كان له من الحكمة أن تصدر هذه الموسوعة تحت قبة سيد الشهداء (ع)."

وأردف مبيناً: "عالمية الامام الحسين (ع) اليوم خاصة في اتجاه بناء الإنسان والبحث عن التراث الإسلامي الصحيح لعله يكون في باب الحسين (ع)."

وتابع مؤكداً: "اليوم الامام الحسين (ع) منقذ العالم ومنقد البشرية، وهناك أكثر من 100 دولة خاصة في يوم الأربعين يتوجهون إلى قبلة الأحرار إلى سيد الشهداء (ع) لينهلوا من معارفه وعلومه."

وأكد: "حتماً عندما يسمع هؤلاء بأن هناك موسوعة خاصة وصدرت من العتبة الحسينية المقدسة سيبحثون عنها وهذا سيكون سبب وجيه وقريب لأن يتعرفوا على بعض تراث آل البيت (عليهم السلام) القرآني."

وتابع التعريف بمؤسسة دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة، قائلاً: "هذه المؤسسة أنشئت بعد تغيير النظام في العراق، سابقاً لم يكن مسموح لنا أن نبني مؤسسسات قرآنية تعمل في معارف أهل البيت (ع)، حتى الحوزات العلمية عندنا كانت أسيرة الوضع السابق، ولكن بعد التغيير وبإلحاح من سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة حصل هناك استحداث لدار القرآن الكريم."

وحول فعاليات دار القرآن الكريم التابعة إلى العتبة الحسينية المقدسة، قال: "إن العمل في دار القرآن كان متجة في اتجاهات عدة، الاتجاه الأول: هو الاهتمام بالمباني الشكلية واللفظية للقرآن الكريم لأننا كنا نُتهّم بأن الشيعة لا يقرؤون القرآن خاصة في العراق وأن الشيعة لا يوجد بينهم قراء للقرآن الكريم وأن الشيعة لا يحفظون القرآن الكريم لذلك بدأنا بهذا المشروع. وبفضل الله الآن لدينا أحد المشاريع الرائدة وهو مشروع التحفيظ الوطني الذي يربو على أكثر من 10 آلاف حافظ للقرآن الكريم في العراق."

وأردف قائلاً: "على مستوى القراء هناك أكثر من مشروع؛ فهناك مشروع قائم على التلاوة ويتضمن عدداً كبيراً من القراء، والمشروع الأخر هو مشروع البراعم الوطني الذي يهتمّ بالأطفال الصغار وبناءهم بناء قرآنياً وباشراف دارالقرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة."

وأكدّ: "الاتجاه الثاني: كان قائماً على البحث والعمل على حفريات واسعة في مجال علوم القرآن الكريم، حيث بدأنا بدورات حضورية ودورات إلكترونية، والآن قوام هذا المشروع مفتوح على العالم حيث لدينا أكثر من 12 ألف طالب يدرسون في علوم القرآن الكريم تحت هذه المنصات الحضورية والإلكترونية."

وأردف مبيناً: "المجال الثالث: قائم على الدراسات والبحوث، إذ أن دار القرآن الكريم قدّمت مشاريع رائدة في مجال التصنيف والتأليف والتحقيق. وهو الآن يربو على 100 إصدار قرآني في العتبة الحسينية المقدسة كما هناك لدينا مجلات قرآنية متخصصة، من بينها مجلة عامة تضمّ كل ما يُكتب في علوم القرآن الكريم."

واستطرد مدير دار القرآن الكريم بالعتبة الحسينية الشيخ الدكتور خير الدين علي الهادي، موضحاً: "استحدثنا مؤخراً مجلة خاصة بتفسير أهل البيت (ع) للقرآن الكريم، وترفد هذه المجلات مجموعة من المؤتمرات والندوات العلمية. واحد من هذه المؤتمرات عنوانه العام هو (مؤتمر الإمام الحسين (ع) الدولي) حيث يشترك في هذا المؤتمر دول إسلامیة عديدة ومترابطة الأطراف بل حتى دول غير عربية مثل الجمهوریة الاسلامية الايرانية، إندونيسيا، وماليزيا ودول المغرب العربي".

وأوضح: "عندما صدر هذا العنوان بلغتهم عشرات الاتصالات من مصر ليبيا والمغرب والجزائر وبعض الإخوة من الخليج الفارسي، قالوا بأنهم أول مرة يسمعون بأن لأهل البيت (ع) رأياً وكلاماً في القرآن الكريم."

وأردف مبيناً: "الكلام الآخر هنا، أن موسوعة "أهل البيت(ع)" القرآنية كانت بتأييد إلهي، بفضل الله سبحانه وتعالى، وكان أيضاً برعاية المرجعية ومن علماءنا في النجف الأشرف وكثير من علمائنا في قم المقدسة، كما كان أيضاً راعٍ لهذا المشروع وهو سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الذي قال بحدود سنة 2013 – 2014 للميلاد، قال إن دار القرآن الكريم أنتم معنيون بالبحث والتنقيه في تراث آل محمد (ص). وإننا نحتاج موسوعة تجمع علوم أهل البيت (ع) وما قالوا (ع) في القرآن الكريم."

وحول مسيرة إعداد الموسوعة، قال: "كان لدينا طموح أن نجمع مجلدين أو ثلاثة مجلدات لأنه لم تكن لدينا فكرة عن الترث الذي تركه آل محمد (ص) لذلك بدأنا بتشكيل اللجان الاستشارية من بين نخبة من أساتذة الحوزات العلمیة عندنا في النجف الأشرف والأساتذة من قم المقدسة، وكذلك شخصيات أكاديمية عراقية ولجنة استشارية علمية ولجنة فنية ولجنة إدارية كلها اجتمعت من أجل أن تضع خطة."

وأكدّ: "بفضل الله سبحانه وتعالى وضعنا أكثر من خطة لهذه الموسوعة، ولكن تفاجأنا بأن أهل البيت (ع) لديهم خطة في وضع الموسوعات، موضحاً: "تضم الموسوعة أكثر من 35 ألف رواية تُنقل عن المعصومين (عليهم السلام) بشأن القرآن الكريم، وقد يسأل البعض هل انتهى التراث؟ مجيباً بأن التراث لم ينتهي بل نحن توقفنا؟

وأكدّ مبيناً: "تتألف هذه الموسوعة من 60 مجلداً، أصدرنا 29 مجلداً في علوم القرآن، و22 مجلداً في العقائد الإسلامية في القرآن الكريم، و8 مجلدات تتعلق بما ورد من الآيات الفقهية ورأي المعصومين (عليهم السلام) ومجلد رقم 60 يضمّ الفهارس العامة لكل ما ورد في الموسوعة."

وأكد الشيخ الدكتور خير الدين علي الهادي: "هذه الموسوعة بعد إصدارها بحاجة إلى تنقيح وتفسير وشرح وهذا ما نتعهده ونلتمسه من السادة والمشايخ والعلماء" متسائلاً لماذا؟، موضحاً: "لأن هذه الموسوعة كلها متون والمتن يحتاج إلى تبسيط لأن عامة الناس لا يستوعبون ولا يقفون عند حدوده."

وأردف مبيناً: "في المرحلة المقبلة نحن نستعد مع المؤمنين لإيصال هذه الروايات بشكل يتناسب مع المفاهيم العامة، لأن هذا النصّ الآن يصلح للخواص، ونحن نعتقد أن اليوم المسؤولية أصبحت أكبر حيث أصبحت الموسوعة بين أيدينا وجمعنا هذا التراث والمسؤولية اليوم أكبر لنحقق في هذه الموسوعة."

وأشار مدير دارالقرآن في العتبة الحسينية إلى تسائلاً قد يُطرح حول الموسوعة، قائلاً: "ممكن الآن البعض يسأل هل كل ما جُمع في هذه الموسوعة مستند؟" مجيباً: "لا طبعاً هذا يترك للباحثين ونحن قمنا بجمع الروايات في أمهات الكتب المقبولة لدينا ونعتقد أن معظم هذه الروايات وإن لم تكن كلها هي حقيقية وهي صحيحة منقولة عن المعصومين (عليهم السلام) وهم أولى بمراد الله سبحانه وتعالى وأولى بتحليل الخطاب القرآني."