ایکنا

IQNA

أستاذ جامعة الفاتيكان في حوار لـ"إكنا":

"الصمود من أجل العدالة" أعظم رسالة في حياة السيدة فاطمة (س)

10:40 - December 12, 2025
رمز الخبر: 3502778
إکنا: قال أستاذ جامعة الفاتيكان "القس كريستوفر كلوهسي": إن صمود السيدة فاطمة (عليها السلام) الثابت من أجل العدالة، حتى مع كونها شبه وحيدة ولم يكن لديها حشد كبير من المؤيدين لمساعدتها في أواخر حياة النبي (ص)، هو بالنسبة لي أقوى رسالة في حياتها.

و"كريستوفر بول كلوهسي" (Christopher P. Clohessy)، أستاذ الدراسات الشيعية، أكمل دراساته الجامعية والعليا في الجامعة البابوية Urbanianum في العاصمة الايطالية "روما"، وحصل على الدكتوراه من الجامعة البابوية للدراسات العربية والإسلامية (PISAI) في الفاتيكان. وهو يدرس حالياً في هذه الجامعة علم الكلام وتاريخ التشيع، والدراسات القرآنية، والأخلاق الإسلامية، والحوار الإسلامي المسيحي.
 
وهو مؤلف كتب "فاطمة ابنة محمد (ص)" (الطبعة الأولى 2009؛ الطبعة الثانية 2018)؛ "نصف قلبي: روايات السيدة زينب (س)، ابنة علي (عليه السلام)"، و"ملائكة مسرعة: أحلام كربلاء"، وفي عام 2021 للميلاد فاز بجائزة كتاب العام للجمهورية الإسلامية الايرانية عن عملين من أعماله الأولى.
 
تحدث هذا الكاتب وأستاذ جامعة الفاتيكان في حوار مع وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية عن كيفية اهتمامه بشخصية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) والكتاب الذي ألّفه في هذا المجال.

وفيما يلي النص الكامل لهذا الحوار:
 
بصفتك قسّاً كاثوليكياً كتبت عملاً أكاديمياً مفصلاً عن السيدة فاطمة (عليها السلام). ما الذي جذبك شخصياً وروحياً إلى سيرة السيدة فاطمة الزهراء(س) وحياتها الشخصية؟

كنت أدرس للحصول على الدكتوراه في جامعة الفاتيكان بروما في تخصص الدراسات العربية والإسلامية، وكنت أنوي في البداية كتابة رسالة الدكتوراه عن الإمام الحسين (عليه السلام) وبوصفي كلاهوتي مسيحي، أفهم اللاهوت المسيحي الذي ينعكس أيضاً في بعض صفات شخصية الإمام الحسين (عليه السلام). لقد صدمت تماماً عندما درست عن السيدة فاطمة (عليها السلام)، والدة هذا الإمام، لأنني أدركت أنه لم يُكتب عنها أي شيء تقريباً؛ على الأقل لم يكن هناك أي عمل علمي أو أكاديمي في هذا المجال.
 
كان هناك العديد من الكتب باللغتين الفارسية والعربية التي تمجّد فضائلها وحياتها، ولكن لم يكن هناك عمل أكاديمي يستند إلى المصادر العربية الأولية في هذا الشأن. لذلك قرّرت تغيير مساري. على الرغم من أنني تركت البحث عن الإمام الحسين (عليه السلام) لفترة قصيرة فقط، فقد كتبت رسالة الدكتوراه الخاصة بي كعمل أكاديمي للجمهور الغربي عن السيدة فاطمة (عليها السلام) بناءً على أقدم المصادر العربية السنية والشيعية، وبهذه الطريقة أنتجت ما أعتقد أنه كان أول سيرة ذاتية حقيقية.

إذا كان عليك أن تقدّم السيدة فاطمة (عليها السلام) لجمهور غير مسلم في فقرة واحدة، فكيف كنت ستصفها؟
 
في رأيي، هي قدوة للبشر، ليس فقط للمسلمين، بل لجميع البشر الصالحين. في رأيي، الصلاح فضيلة غائبة في العالم اليوم. نحن نواجه كمية هائلة من الأخبار الكاذبة والأكاذيب.
 
أعتقد أن حياة السيدة فاطمة(س) كانت مصحوبة بمجموعة من الفضائل. أولاً، تفانيها لله والشريعة والأوامر الإلهية. ثانياً، ولاؤها لوالدها كواعظ ونبي. وثالثاً، صمودها الثابت من أجل العدالة، حتى مع كونها شبه وحيدة.

لم يكن لديها حشد كبير من المؤيدين لمساعدتها في الصمود في نهاية حياة النبي (ص). هذا النوع من الفضيلة، أن نقف من أجل ما هو صحيح حتى لو كنا الوحيدين الذين يقفون؛ أعتقد أنه بالنسبة لي أقوى رسالة في حياتها.
 
في رأيك، ما هو جوهر إرث السيدة فاطمة (عليها السلام) للمرأة المسلمة اليوم وللنساء المؤمنات بشكل عام؟
 
لقد عاشت السيدة فاطمة(س) الفضائل الإنسانية: الشجاعة، والبسالة، والنزاهة. هذه ليست فضائل ذكورية أو أنثوية. هذه فضائل يجب على جميع البشر ممارستها، وبالتالي بدلاً من القول إنه بما أن فاطمة امرأة، فيجب على النساء المسلمات فقط أن يكن مثلها، يجب أن نقول إنها إنسان يمكن لجميع البشر أن يسعوا للاقتداء بها.
 
ومع ذلك، أعتقد أن ولاءها للشريعة الإلهية، وولاءها لوالدها وزوجها، وتفانيها لعائلتها، وشجاعتها في لحظات النضال من أجل العدالة، كل هذه فضائل يجب على كل إنسان أن يرغب في تحقيقها؛ فمن لا يريد أن يكون وفيًا، فاضلاً، وشجاعًا.

إذا استطاعت السيدة فاطمة(س) التحدث إلى شعوب العالم، من أتباع جميع الأديان، فماذا تعتقد أنها ستقول لهم؟
 
أنا متأكد من أنها كانت ستوجه رسالة إلى الناس حول العيش بصدق. تعلمون أن الفضيلة الأكثر اكتمالاً هي الصدق. إذا عشت بصدق، فستكون جميع الفضائل الأخرى موجودة أيضًا. إذا بقينا أوفياء لله، لأوامره، وكذلك لمسألة العدل والإنصاف، فأنا متأكد من أن هذه هي الأشياء التي يحتاجها العالم أكثر من غيرها، وأنها ستقول تقريبًا نفس الأشياء التي قالتها عندما وقفت في المسجد واحتجت على حادثة فدك وسلب قيادة الإمام علي (ع).
captcha