
وأعلن عن ذلك، رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في إیران، "الشيخ محمد مهدي إيماني بور"، صباح أمس الثلاثاء 23 ديسمبر الجاري، في الاجتماع الرابع للحوار بين الأديان تحت عنوان "التحديات العالمية ومسؤولية القادة والمفكرين الدينيين" والذي أقيم في فندق "ميراث" بالعاصمة التايلاندية بانكوك.
وقال إننا نعيش في عصر تحيط بنا فيه التناقضات والتعارضات. فالبشر اليوم، بفضل العلم والتكنولوجيا، يرصدون المجرات ويشقون الذرة، لكنهم عجزوا عن معرفة أقرب كائن إليهم، وهو "الإنسان" و"احتياجاته الروحية".
وأضاف أن العالم اليوم يواجه ثلاثة تحديات كبرى، مبيناً أنّ "التحدي الأول هو أزمة المعنى والهوية، حيث أن الإنسان الحديث، رغم الرفاهية النسبية، يعاني من الفراغ والحيرة، وقد انتقل الشباب من التعليم الأساسي إلى الفضاء الافتراضي وفقدوا هويتهم الأصيلة."
وأردف قائلاً: "إن التحدي الثاني هو أزمة العدالة والسلام، إذ أن الفجوة بين الفقير والغني، والشمال والجنوب، وتصاعد الحروب التي تسفك دماء الأبرياء، تظهر أن الهياكل الدولية الحالية عاجزة عن تحقيق العدالة والسلام، وأن حقوق الإنسان أصبحت أمراً بعيد المنال."
وصف رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية الأزمة البيئية والانحلال الأخلاقي بأنه التحدي الثالث، وقال: "طغيان الإنسان على الطبيعة وعلى الفطرة هو نتيجة مباشرة لنسيان الله. الإنسان بلا روحانية، في مواجهة الشبهات المحيطة به، يضلّ الطريق ويظنّ الضلال هدى. الأزمة البيئية الناتجة عن الثقافة الحديثة تواجه المجتمعات البشرية بمخاطر جدية".
وذكر ثلاث مهمات رئيسية للقادة والمفكرين الدينيين في القرن الـ21 للمیلاد، وقال: "مكافحة التطرف وتقديم صورة رحمانية للدين هي الرسالة الأولى"، مؤكداً أن "إيران كانت دائماً بيئة لتعايش الأديان وتآلفها، وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إیران، وضعت موضوع الحوارات الدينية على رأس أولوياتها الثقافية. لقد أجرينا حوارات واسعة النطاق مع جميع الأديان، بما في ذلك المسيحية واليهودية والبوذية وغيرها من الأديان التقليدية، لأكثر من ثلاثة عقود".
واعتبر الدفاع عن الكرامة الإنسانية ومواجهة النظام الظالم السائد في العالم المهمة الثانية للعلماء والمفكرين الدينيين، موضحاً: "أصبح موضوع "حقوق الإنسان" أداة سياسية للضغط على الشعوب المستقلة، في حين أن الدين يعلّمنا أن البشر متساوون في الحقوق، وأن اللون والعرق والجغرافيا ليست معياراً للتفوق" مؤكداً أن "مسؤولية القادة الدينيين هي أن يكونوا صوت المظلومين."
وأشار الى أن المهمة الثالثة للقادة والمفكرين الدينيين في القرن الحادي والعشرين للميلاد هي إحياء الروحانية والعودة إلى تعاليم الأنبياء الإلهيين، مصرحاً أنّ الثقافة الليبرالية الغربية قد شنّت حرباً على الأسر، وتسعى من خلال تعريفات مزيفة للأسرة إلى تفكيك أقدم مؤسسة اجتماعية.
هذا ويذكر أنه إنعقد الاجتماع الرابع للحوار بين الأديان أمس الثلاثاء 23 ديسمبر الجاري في فندق "ميراث" بالعاصمة التايلاندية بانكوك، وذلك بهدف تعزيز مسؤولية القادة الدينيين، ونشر السلام، والتعايش السلمي، وتقارب الأديان في مواجهة التحديات العالمية.