مفتي جيروكاسترا:
المجتمع الألباني نموذج تاريخي راسخ في التعايش الديني
إکنا: في تأكيد جديد على عمق التجربة الألبانية في التعايش الديني في البلقان، شدّد "فضيلة الشيخ إرمير جانا"، مفتي جيروكاسترا على أن المجتمع الألباني يُعد نموذجًا تاريخيًا راسخًا في الانسجام بين مكوّناته الدينية المختلفة، وقيمةً حضارية متجذّرة أسهمت عبر عقود طويلة في ترسيخ الاستقرار الاجتماعي وتعزيز روح الاحترام المتبادل بين أبناء الوطن الواحد.
وشدد المفتي على أن الحفاظ على نموذج التعايش الديني في ألبانيا مسؤولية جماعية، تتطلب وعيًا دائمًا وسلوكًا يوميًا يعكس قيم الاحترام المتبادل وحسن الجوار، بما يسهم في حماية الاستقرار الاجتماعي وتعزيز روح الأخوة الإنسانية بين مختلف مكوّنات المجتمع.
وأضاف مفتي جيروكاسترا أن على القيادات الدينية مسؤولية خاصة في هذا السياق، مؤكدًا أن الواجب يحتم عليهم المحافظة على هذا النموذج من خلال السلوك العملي والنموذج الأخلاقي الذي يقدّمونه لمن يتبعهم، باعتبارهم قدوة في الخطاب والممارسة.
خطبة جمعة برسائل اجتماعية وإنسانية
ففي زيارة حملت أبعادًا دينية وتربوية واجتماعية واضحة؛ قام فضيلة الشيخ إرمير جانا، مفتي محافظة جيروكاسترا، التي تقع في أقصى جنوب ألبانيا، بزيارة مسجد كورذوتسه، حيث كان في استقباله إمام المسجد فضيلة الشيخ فلامور بيليباشي، إلى جانب جمع من أبناء المجتمع المسلم في المنطقة.
إقرأ أيضاً:
عقب تقديمه من إمام المسجد، ألقى مفتي جيروكاسترا خطبة صلاة الجمعة، ركّز فيها على أهمية الحفاظ على التوازن في العلاقات مع الأقارب والجيران من أتباع الديانة المسيحية، لا سيما خلال مناسباتهم الدينية، مؤكدًا أن قيم الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، والتعايش السلمي تمثل ركائز أصيلة في تعاليم الإسلام وفي النسيج الاجتماعي الألباني.
دور المؤسسات الدينية في تعزيز قيم التعايش
وتعكس هذه الزيارة الدور التوجيهي والتربوي الذي تضطلع به المشيخة الإسلامية في ألبانيا، من خلال حضورها الميداني وخطابها المعتدل، الهادف إلى تعزيز السلم المجتمعي وترسيخ القيم الأخلاقية المشتركة بين أبناء الوطن الواحد.
واختُتمت الزيارة بالدعاء بأن يجزي الله تعالى كل من يسهم في تعزيز قيم الاحترام والتعايش والتفاهم بين أفراد المجتمع، وأن يديم على البلاد نعمة الأمن والوئام.
جمهورية ألبانيا
تقع جمهورية ألبانيا في جنوب شرق أوروبا ضمن منطقة غرب البلقان، وتبلغ مساحتها نحو 28,748 كيلومترًا مربعًا، ويُقدَّر عدد سكانها بحوالي 2.8 مليون نسمة، وعاصمتها تيرانا، وتتميّز بتنوعها الديني والثقافي وتاريخها العريق في التعايش بين مكوّنات المجتمع.
المجتمع المسلم في ألبانيا
يشكّل المسلمون غالبية سكان ألبانيا بنسبة 70 بالمئة، وينتمون أساسًا إلى العرق الألباني، مع وجود طرق ومذاهب إسلامية متعددة. ويضطلع المجتمع المسلم بدور محوري في الحياة الدينية والاجتماعية من خلال المشيخة الإسلامية والمساجد والمؤسسات التعليمية والدعوية المنتشرة في مختلف مناطق البلاد.
المصدر: muslimsaroundtheworld.com
أخبار ذات صلة
