
وعقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين في لبنان اجتماعها الدوري، وناقشت الأوضاع المستجدة في لبنان والعالم، وصدر عنها البيان التالي:
وقف العالم وخصوصاً في منطقتنا غرب آسيا ينتظرون نتائج قمة ترامب - نتنياهو، وكأن مصير العالم يتعلق بنتيجة هذه القمة، في حين أن محور المقاومة وشعبها لم يعتبر أن هذه القمة ستقدم أو تؤخر، لا في عداء أمريكا والكيان الصهيوني لأمتنا، ولا في قناعة هذه الأمة بأن لا خير سيأتي من وراء اجتماع أئمة الكفر، وعليه فإن محور المقاومة ما زال على مواقفه، ولن تغير هذه القمة شيئاً في ثوابته، وأهمها السعي لتحرير بلادنا من رجس الاحتلال الصهيو/أمريكي، وعودة السيادة والاستقلال لدولنا، وهذا لن يكون إلا بتضافر الثلاثية الماسية "الجيش والشعب والمقاومة.
إقرأ أيضاً:
لقد عمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال هذه القمة على تلميع صورة المجرم الدولي بنيامين نتنياهو وتقديمه على أنه القائد المثالي للكيان، ومن خلاله تتوفر الحماية لهذا الكيان الغاصب، غير أن العالم بات يدرك وكذلك الشعب في الكيان الصهيوني، أن نتنياهو يشكل خطراً حقيقياً على مستقبل الإنسانية كما على مستقبل الكيان، وهو لن يتراجع عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين، وأنه لا يعترف باتفاقيات وقف إطلاق النار إلا بحسب ما يراه هو من وقف عمليات المقاومة واستمراره هو بالقصف والقتل والتدمير للبيوت على رؤوس أهلها، مع تغطية أمريكية كاملة وصمت عربي وإسلامي مريب، بل وفي بعض الأحيان مشارك في العدوان، لقد تفاهم ترامب ونتنياهو على استراتيجية تتعلق بالتكنولوجيا النووية الإيرانية والدرع الصاروخي الكبير لهذه الدولة الرائدة، ولكن عليهما أن يعرفا أن شيئاً لن يتغير في توجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإذا ما أرادا أن يجربا مرة أخرى الاعتداء عليها، فإن مصيراً أسوداً سينتظر الكيان الصهيوني وستتهاوى المباني على رؤوس ساكنيها، ولن يكون هناك من ملجأ لقطعان المستوطنين.
وفي نفس السياق، فإن قمة ترامب - نتنياهو بحثت أدواراً للكيان الصهيوني في تركيا ومصر والسعودية وسوريا، ما يعني تفويضاً وشراكة كاملة بينها للتدخل في مصير هذه البلدان، ونتوقع وقوع إشكالات وتحركات لزعزعة الأمن والاستقرار فيها، ما يستدعي موقفاً موحداً من الدول المستهدفة بتشكيل محور مناهض للوبي الصهيو/أمريكي العامل للتحكم بالعالم وبمصير ثرواته وخيراته.
إن الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماعها الدوري ومناقشتها للأوضاع المستجدة في لبنان والمنطقة تعلن ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدو الصهيوني بالتحليق المكثف لطيرانه الحربي المعادي في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح، وبدلاً من تقديم الحكومة خطة لإيقاف هذه الاعتداءات، ينبري رئيس حكومتها نواف سلام ليتحدث عن استعجال المرحلة الثانية من خطة حصرية السلاح، مقدماً خدمة مجانية للعدو الصهيوني، وهذا ما استدعى رداً واضحاً من المقاومة بلسان أمينها العام سماحة الشيخ نعيم قاسم "بأن لا بحث في أي أمر بعد إتمام المرحلة الأولى قبل التزام الكيان الصهيوني بكامل التزاماته، وبموجب اتفاق وقف اطلاق النار".
ثانياً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لكتائب عز الدين القسام على صمودها الأسطوري بمواجهة آلة الدمار الصهيو/أمريكية، ويتقدم منها بأعز التهاني والتبريكات بشهادة القادة العظام محمد السنوار ومحمد شباني وحكم العيسى والشيخ رائد سعد، الى جانب استشهاد الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة.
ثالثاً: استنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام قوات العدو الصهيوني على هدم المحال التجارية كافة في سوق السيميا عند مدخل بلدة السموع جنوب الخليل، ضمن خطة لضم الضفة للكيان الصهيوني والذي يواجه بمقاومة شرسة من الأهالي وصمت مريب من السلطة الفلسطينية، كما يستنكر التجمع إقدام العدو الصهيوني على استهداف مراكب الصيد في غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد أحد الصيادين.
رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين، التمادي الصهيوني في اختراق الأراضي السورية والاعتداء على سيادتها، والتي كان أخرها التوغل في ريف القنيطرة، وإقامة حواجز هناك، وتفتيش البيوت والتدقيق في هويات المواطنين دونما تحرك من سلطة الأمر الواقع، ما يجعل هذه الحركة الصهيونية داخل الأراضي السورية نتيجة لتكرارها أمراً طبيعياً ما يستدعي قيام مقاومة، نحن نلحظ تباشيرها بالأفق.