ایکنا

IQNA

آیة الله عیسى قاسم:

التباین فی الأهداف بین المعارضة البحرینیة والسلطة لن یؤدی الى حوار منتج

10:33 - December 28, 2013
رمز الخبر: 1347539
المنامة ـ ایکنا: قال المرجع الدینی الکبیر فی البحرین آیة الله الشیخ عیسى قاسم فی خطبة الجمعة إن "التباین فی الهدف بین المعارضة والسلطة، لا یمکن أن یؤدی الى حوار منتج یعوّل علیه".

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(ایکنا) انه أضاف آیة الله قاسم "للحوار بین الحکومة والمعارضة هدف، وهدفه عند الحکومة غیره عند المعارضة، وهما هدفان متعارضان لا یلتقیان، وتعارضهما یخلق حالة تعارضٍ فی وزن التمثیل المطلوب للطرفین وفی جدول الأعمال والکثیر من التفاصیل.. الهدف عند المعارضة التوصل إلى حلٍ من أیسر الطرق وأسلمها للوطن، والحفاظ على مصلحته والنأی به عن المزالق الخطیرة، وعن الفرقة الاجتماعیة وسوء الفتن".

وتابع "لمثل هذا الحوار توازناته ومعادلاته ومقدماته وأجوائه ورجاله مما یهیء لنجاحه ویعطیه المرونة ویفتح أمامه فرص الانجاز المطلوب وبأکبر سرعةٍ ممکنة، أما الهدف لدى الحکومة فهو تلمیع الصورة والتغطیة على مآسی الواقع وإعطاء فرصة سانحة لضرب کل القوى من غیر صراخ ولا ضجیج، واستکمال کل الأهداف المخطط لها لإتمام السیطرة المطلقة على الشعب وتنفیذ کل الخطط المعدّة سابقاً لإحکام القبضة على کل التفاصیل للعملیة السیاسیة والوضع العام بالکامل، وتجفیف منابع القوة للفکر المعارض بصورة تامة، وجرجرة المعارضة وکل الشعب إلى واقعٍ عملی جدید مفروض لتتضاعف صعوبة الخروج منه والتخلّص من هیمنته وقبضته وإلى محطات معینة لعلّها تجد فیها الفرصة لإحراج المعارضة لتملی علیها ما ترید، الى جانب ما قد یستهدفه الحوار من جهة الحکومة من إحداث الخلاف بین الأطراف المعارضة وضرب وحدتها وکذلک إحداث البلبلة فی صفوف الشعب والفتنة بین فئاته".
وأردف الشیخ قاسم "سواء کان حوار أو لم یکن حوار، استمر هذا الحوار بأی ترکیبة أو لم یستمر، ستبقى مصلحة الوطن متوقفة أو معلّقة على تحقیق الإصلاح الجاد القادر، وصرّح "کان الله فی عون هذا الوطن وکل أوطان المسلمین التی تعصف بالکثیر منها العواصف وأصبحت مسرحاً للظلم والمذابح". 
من جهة ثانیة، وانطلاقاً من وفاة الزعیم الافریقی نیسلون ماندیلا، خاطب الشیخ قاسم الحکومات الغربیة قائلاً "أنتِ یا حکومات الدول الغربیة الکبرى، وقد عظّمتِ من شأن ماندیلا لمطالبته بالحریة والمساواة والتزامه بالاسلوب السلمی، ولمناهضته للتمییز الظالم، ما هو موقفکِ من الحکومات التی تجهض صوت الحریة للشعوب، وتنتهج سیاسة التمییز، وتذل الشعوب وتستأثر بالثروة، وتقمع المعارضة السلمیة، وتغتصب الحقوق، وتسلب الأمن، وتکرّس الاستبداد والدیکتاتوریة؟ ألستم تغازلون هذه الأنظمة المستبدة والحکومات الظالمة مغازلة سیاسیة ناعمة، وتغرونها بصورة عملیة فاعلة من خلال الدعم العملی والثناء المسرف والتأکید على الصداقة والعلاقة الأساسیة معها والإمداد بالسلاح الفتاک؟".
وواصل سماحته مخاطبته "أنتم یا رؤساء آخرون، ویا أمراء ویا ملوک.. ممن أثنیتم على ماندیلا فی جهاده ضد العنصریة والتمییز، کیف تعذّبون من کان جهاده نفس الجهاد؟ کیف تعذبون من کان جهاده هذا الجهاد وإنکاره لما أنکره ماندیلا؟ وکیف یکون فی سیاستکم السجن والحرمان من الرزق ومن التعلیم والمطاردة والتنکیل والقتل والتعذیب لمن طالب بالحریة والحقوق للشعوب والمساواة کما طالب بذلک ماندیلا وأنتم تکبرون فیه ذلک کما تزعمون؟ هل الاستئثار بالسلطة والاستحواذ على الثروة وحرمان الآخرین وتهمیشهم والتمییز وسلب الحریة، جریمة وظلمٌ وعدوان وتخلفٌ من حکومة التمییز العنصری التی کانت لها السیطرة فی جنوب أفریقیا، بینما هی فضیلة وإنصافٌ وتقدمٌ حین یکون ذلک منکم وعلى أیدیکم؟ هناک جریمة وهنا فضیلة؟ وهل مطالبة ماندیلا بما طالب به من حریة ومساواة وعدم تمییز فضیلةٌ وعدلٌ وحق، وهذه المطالبة نفسها من شعوبکم رذیلة وظلمٌ وباطل؟ وتلک تستحق التقدیر والاحترام، وهذه یُستحق بها النکال والعقاب؟ وهل سلمیة ماندیلا لها کل التقدیر والثناء، وللسلمیة من شعوبکم الفتک والمحق؟".
وختم "أنت یا غرب، کیف اختلف عندک الأمران؟ بعد هذا، أنتم جمیعاً، اعذروا من یظن بأن ثنائکم لماندیلا وکفاحه ماهو إلا ضربٌ من ضروب النفاق، وللسیاسة الدنیویة نفاقٌ کثیر عریض طویل حسب ما تقتضیه مصلحتها".

المصدر: العهد

کلمات دلیلیة: عیسی ، قاسم ، التباین ، الاهداف ، لن یؤدی ، حوار ، منتج
captcha