ایکنا

IQNA

الشیخ الصفار:

الاهتمام الأخلاقی فی السعودیة ضعیف مقابل الاهتمام بالشعائر الدینیة

15:25 - February 03, 2014
رمز الخبر: 1370354
الریاض ـ ایکنا: قال الشیخ حسن الصفار إن التدین التقلیدی الموروث فی مجتمعاتنا یرکّز على جانبین من الدین، جانب المعتقدات، وجانب العبادات والشعائر الدینیة، فی مقابل ضعف الاهتمام فی جانب الأخلاق والسلوک الاجتماعی.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(ایکنا) أنه قال الشیخ حسن الصفار ان بعض المتدینین یفخر بإیمانه العقدی، ویعتز بانتمائه لهذا الدین وهذا المذهب، ولا یقبل الانتقاص من شیء من متبنیاته الدینیة، کما یحرص على أداء عباداته من صلاة وصوم وحج، بدقة قد تصل إلى حد الهوس والوسواس، ویهتم بالمشارکة فی الشعائر والطقوس المذهبیة متحدیاً الضغوط والعقبات.
لکن هذا المتدین نفسه قد لا تراه حریصاً على تنمیة ذاته وتطویر مهاراته وکفاءاته، ولا یبدی الجدیة فی تحمل مسؤولیاته، ولا یهتم بالإتقان فی عمله ووظیفته.
وکلام الشیخ الصفار جاء خلال الکلمة التی ألقاها مساء یوم الجمعة الماضی فی افتتاح أعمال المؤتمر التاسع الذی عقده منتدى الزهراء الثقافی النسائی فی مدینة سیهات تحت عنوان «أخلاق الله.. المیثاق المفقود».
وبیّن سماحته فی کلمته التی جاءت تحت عنوان «الأخلاق من خلال فهم الدین» أن الدین هو عبارة عن رؤیة للحیاة وقیم وشرائع أنزلها الله تعالى لهدایة عباده وإصلاحهم وإسعادهم. مشیراً إلى أن التدین هو الالتزام بالدین عبر الإیمان برؤیته، وتبنی قیمه، وتطبیق شرائعه.
لافتاً إلى أن فهم الدین وتنفیذ تعالیمه قد تلحقه بعض الشوائب والانحرافات فی مختلف الأجیال والمجتمعات، فتکون هناک صورة سائدة للدین، وشکل متداول لممارسته، من وحی الظروف والبیئة الاجتماعیة للمنتمین إلى الدین.
مضیفاً أن هذا یوجب على أبناء کل جیل أن یعیدوا فحص وقراءة ما تلقوه من أسلافهم من الدین، عبر الانفتاح المباشر على المنابع والمصادر الدینیة الأصیلة، ودراسة مستجدات حیاتهم وتطورات عصرهم الذی یعیشون فیه.
وأشار سماحته إلى أن الاسترسال مع الموروث الدینی فهماً وممارسة لا یصح اعتماداً على الثقة بالأسلاف، لعدم إحراز عصمتهم من الخطأ، ولأن تقدم الزمن، وتطور الحیاة، واختلاف الظروف، قد یفرض تغییراً فی الفکر، أو اختلافاً فی البرامج وأنماط السلوک.
ومضى یقول: «لهذا کانت ممارسة الاجتهاد فی فهم الدین واستنباط أحکامه، فریضة قائمة على أبناء کل عصر ومجتمع، یجب أن یتصدى لها من تتحقق بهم الکفایة اللازمة، ویکونون بمستوى الحاجة والمطلوب».
ولفت الشیخ الصفار إلى أن المعتقدات بجانب العبادات الدینیة تستهدف تعزیز القیم الأخلاقیة فی نفس الإنسان، لتنعکس على سلوکه وممارساته، ولهذا ینبغی لنا أن نسرّ ونفخر بالإقبال على هذه البرامج العبادیة والشعائریة، لأنها جزء لا یتجزأ من الدین، والإقبال علیها مکسب للحالة الدینیة.
مضیفاً أن الإشکال یکمن فی تجاهل الثقافة التقلیدیة لأهمیة القضایا الأخلاقیة والسلوکیة، وضعف الترکیز على دورها فی بناء شخصیة الإنسان المتدین، وعدم تداول ما ورد من النصوص فی فضلها وثواب وأجر التحلی بها.
وختم الشیخ الصفار کلمته بالقول أننا نجد کثیراً من النصوص الدینیة التی ترجّح بعض السلوکیات الأخلاقیة على کثیر من الممارسات العبادیة، وتتحدث عن ثواب وأجر کبیر عند الله سبحانه وتعالى لذوی الأخلاق الفاضلة والمواقف النبیلة.

المصدر: راصد

کلمات دلیلیة: الصفار ، الشعائر ، العبادات ، الدینیة
captcha