الفن یسهم فی تکوین القیم الحضاریة
وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (ایکنا) أنه قال "حجة الإسلام والمسلمین محمدتقی سبحانی" قبل أمس الخمیس 6 فبرایر الجاری خلال ندوة "تکون الفن والحضارة الإسلامیة الحدیثة" بالعاصمة الایرانیة "طهران": إن مجرد التنظیر وطرح الموضوعات النظریة فی حقل فلسفة الفن لایفید الفنانین ولاسائر الشرائح فطرح الموضوعات الحضاریة والفنیة من شأنه أن یخرج الفن من دائرة التنظیر إلی العمل.
موقف أفلاطون وأرسطو تجاه الفن
وأشار هذا المدرس فی الحوزة العلمیة إلی أن الفن لم یتمتع بأی مکانة لدی «أفلاطون» لأن هذا الفیلسوف کان یری أن الحکمة والعقلانیة تعتبر أساس بناء المستقبل فهی تغایر الفن الذی یختلط بالعاطفة والإحساس، بینما «أرسطو» بصفته تلمیذ أفلاطون لدیه وجهة نظر أخری هی أن الفن من شأنه أن یؤثر فی ثلاثة ساحات علی الأقل هی الأخلاق، والتهذیب الفردی، والإجتماع.
العلاقة بین الفن والحضارة
صرح "حجة الإسلام والمسلمین سبحانی" أن الحضارة تعتبر الهیکلیة الخارجیة للثقافة وأن الفن یعتبر أحد مکونات وأبعاد الحضارة، مضیفاً أننا لو إعتبرنا الفن قضیة إجتماعیة ولا ننظر إلیها کقضیة فردیة فیکون لنا مجال واسع للتطرق الیه وإلی الحضارة.
واعتبر المدرس فی الحوزة العلمیة أن الفن لدیه ثلاث فاعلیات فیما یخص الحضارة، أولها أن الفن یؤدی دوراً کبیراً فی تکوین القیم الحضاریة وبناء المعاهد الإجتماعیة، والثانی أن الفن لابد أن یقدم القیم الحضاریة للمجتمع وفق حاجات العصر والظروف الحالیة وإلا ستذهب هذه القیم أدراج الریاح.
وتابع: الفاعلیة الثالثة للفن تتمثل فی الأعمال الفنیة التی تضمن بقاء الحضارات ورسائلها، فبما أن العدید من الحضارات لیست لها أعمال وبقایا مکتوبة ولاشفویة فلو لم تکن لها أعمال فنیة لنُسیت وذهبت أدراج الریاح.
