وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) نقلاً عن الموقع الإعلامی لمکتب صون ونشر مؤلفات قائد الثورة الإسلامیة الإسلامیة فی ایران، ان سماحة آیة الله السید علی خامنئی، قد أشار الی ذلک صباح الیوم الجمعة من مرقد الإمام علی بن موسی الرضا (ع) فی مشهد المقدسة، فی کلمه لسماحته بمناسبة عید السنة الإیرانیة الجدیدة حیث یلقی من هناک کلمة سنویاً بهذه المناسبة ویهنئ من هناک الشعب الإیرانی.
وفی مستهل کلمته سال القائد، البارئ تعالی ان یمن على جمیع الایرانیین والمسلمین بحیاة مفعمة بالیمن والبرکة متمنیا ان یکون العام الجدید العام الذی یستحقه الشعب الایرانی.
واکد سماحته ان العام الایرانی المنصرم شهد تحقیق الملحمة السیاسیة حقا حیث شهد فی نصفه الاول اجراء الانتخابات الرئاسیة وفی نصفه الثانی المسیرات الواسعة التی اقیمت بمناسبة ذکرى انتصار الثورة الاسلامیة.
واشار قائد الثورة الى المؤامرات التی یحیکها الاعداء ضد الشعوب الاسلامیة مؤکدا ضرورة أن تتزود هذه الشعوب بالقوة للدفاع عن نفسها أمام المتغطرسین وقوى الشر الاستعلائیة التی ترید ابتزاز الشعوب بسبب ضعفها.
وقال سماحته " ان الشعب الذی لایتسلح بالقوة فإنه سیهزم أمام هؤلاء الذین یستخفون به ویستضعفوه وبالتالی سیسحقونه لأنه لایقدر الدفاع عن نفسه".
وتابع قائد الثورة الاسلامیة قائلا " ان طبیعة العالم الذی نعیش فیه یتم ادارته وفق الأفکار المادیة التی یتعرض فی اطارها القوی للضعیف ویهدر کرامته وینقض علیه ."
وقال سماحته ان قوة الشعب لیست فقط فی اسلحتة العسکریة المتطورة، رغم انها ضروریة ولکنها لیست کافیة لجعل الشعوب قویة.
وأکد قائد الثورة ان توافر ثلاثة عناصر الاقتصاد والثقافة والعلم فی ای بلد یجعله بلدا قویا.
فاما العلم فقد جرى الحدیث عنه کثیرا على مدى الاعوام 10-12 الماضیة وقد ترک ذلک بحمد الله اثره حیث ان البلاد تقدما على الصعید العلمی. واما الحقلین الاقتصادی والثقافی فانهما یحتاجان الى اهتمام اکثر من اللازم من اجل ان نجعل اقتصاد البلاد بشکل لایتاثر ولایتاثر الوضع المعیشی للشعب بقرارات تتخذ من قبل دول اخرى. وهذا هو اقتصاد المقاومة بعینه وقد ابلغنا الشهر المنصرم سیاسته الکلیة.
واوضح سماحته ان اقتصاد المقاومة هو الاقتصاد الذی لایتاثر بالاجراءات والتقلبات العالمیة ولا بالسیاسیات الامیرکیة وغیر الامیرکیة ویستند الى الشعب.
واثار قائد الثورة تساؤلات حول اقتصاد المقاومة الاول حول ماهیة اقتصاد المقاومة وخصوصیاته الایجابیة والسلبیة کما تساءل ثانیا عما اذا کان اقتصاد المقاومة الذی نرفع شعاره امرا قابلا للتحقیق ام انه مجرد اوهام وخیال؟ واما السؤال الثالث الذی اثاره فهو عن مستلزمات تحقیق اقتصاد المقاومة ان کان امرا قابلا للتحقیق ؟
وردا على السؤال الاول قال ایة الله السید علی الخامنئی ان اقتصاد المقاومة هو انموذج علمی یتناسب مع متطلبات البلاد ولیس مقتصرا على ایران.
ما یعنی ان الکثیر من البلدان الیوم قد فکرت بهذا الامر وذلک لمواجهة الهزات الاجتماعیة والاقتصادیة التی وقعت فی العقود الثلاث الماضیة. ولان هذا الاقتصاد هو اقتصاد مولد ونابع من صمیم طاقات البلاد وشعبنا ، فنمو هذه الغرسة یعتمد على طاقات وامکانیات بلادنا ولکن هذا لایعنی ان نعیش العزلة وعدم الانفتاح على اقتصادات باقی البلدان. وحذر قائد الثورة من ان هناک محاولات لتصویر الاقتصاد الایرانی بانه اقتصاد معزول ومقید وکل ذلک بهدف ثنی الشعب عن بلوغ طریق السعادة.
وثالثا ان الاقتصاد المقاوم هو اقتصاد یقوم على دعائم الشعب ای انه لایقوم على دعائم الحکومة ولیس اقتصادا حکومیا بل هو اقتصاد شعبی یقوم على ارادة الشعب ورؤوس امواله وتواجده. ولکن هذا لایعنی ان الحکومة لیست لدیها مسؤولیات ازائه.
وأشاد قائد الثورة الاسلامیة آیة الله خامنئی بالمشارکة الشعبیة فی مختلف مراحل الثورة الاسلامیة منذ انتصارها حتى الیوم لاسیما مشارکته الواسعة فی المسیرات الملیونیة فی ذکرى انتصار الثورة الاسلامیة مؤکدا انها برهنت تمسکه بنظامه وولائه للاسلام.
وقال قائد الثورة الاسلامیة فی خطابه الذی القاه الیوم الجمعة امام اهالی مدینة مشهد المقدسة فی الحرم الرضوی الشریف ان المشارکة الواسعة لابناء الشعب فی الانتخابات التی جرت خلال سنوات الثورة تعنی ان السیادة الشعبیة الدینیة قد ترسخت وتوطدت فی البلاد وان الدولة الاسلامیة نجحت فی تاصیل ومأسسة السیادة الشعبیة الدینیة.