وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه دعا المشارکون فی الندوة الدولیة "دور الوسطیة فی البناء الحضاری فی العالم الإسلامی إلى جعل الثقافة الإسلامیة مادة إجباریة لجمیع طلاب المرحلة الجامعیة الأولى؛ سواء فی الجامعات أو المعاهد الحکومیة والخاصة، بهدف تأصیل الفکر الإسلامی الوسطی وتعزیزه، کما دعوا إلى توعیة الأئمة والوعاظ والخطباء ومدرسی التربیة الإسلامیة فی دول العالم العربی والإسلامی بهذا الفکر الوسطی وبأهمیة نشره، والعمل على عقد الندوات والمحاضرات وورش العمل لتحقیق ذلک.
وأکدوا ضرورة مراجعة المناهج الدراسیة لدول العالم العربی والإسلامی، لتصبح متوافقة مع النهج والفکر الإسلامی الوسطی، والاجتهاد الفقهی المعتدل وطالبوا بأن تکون دوائر ومؤسسات الفتوى الشرعیة فی العالم العربی والإسلامی هی صاحبة الحق والولایة فی إصدار الفتاوى الشرعیة.
کما دعوا إلى التعایش السلمی ما بین أتباع الدیانات السماویة داخل المجتمعات الإسلامیة والعربیة، على أساس أن الإسلام دین التسامح، ولأتباع الدیانات الأخرى الحریة الدینیة، واحترام مقدساتهم وحمایة أماکن عبادتهم.
ودعوا أتباع المذاهب الإسلامیة للتعاون والتوافق والتکامل، وعدم إثارة النعرات المذهبیة الضیقة، وضرورة عدم تضخیم الخلافات الفرعیة، وأن لا تکون الخلافات المذهبیة باعثاً لهتک الأعراض، وسلب الأموال، وإزهاق الأرواح.
وشجب المشارکون جمیع أعمال العنف والإرهاب فی أی مکان، وتحت أی مسمى کان؛ وخاصة التفجیرات العشوائیة، التی تستهدف الأبریاء من کل الطوائف والأدیان والفرق وأکدوا على أن الأمن والاستقرار من أهم الأسس الحقیقیة للتنمیة، والتطویر العلمی والتقنی، والنهوض الاجتماعی، وأن الإرهاب والعنف یؤدی إلى الدمار والفرقة والتشتت، ویستنزف مقدرات الأمة.
ودعوا الحکومات والشعوب العربیة والإسلامیة إلى ضرورة الحوار، والاحتکام للعقل، وإعلاء مبادئ العیش المشترک والعفو، والقبول بنتائج الانتخابات النزیهة الشفافة والعادلة.
کما دعوا الدول العربیة والإسلامیة وکافة المؤسسات العلمیة لتشجیع الکتب والدراسات الإسلامیة الوسطیة، والعمل على طباعتها ونشرها؛ تعزیزاً للفکر الإسلامی الوسطی ودعم المؤسسات والجمعیات والهیئات ذات التوجه الإسلامی الوسطی المعتدل مادیاً ومعنویاً.
وأکدوا ضرورة معالجة الفکر المتطرف، والتوجهات المتشددة بالفکر الوسطی المعتدل، ونشر العلم الشرعی الصحیح، وتأهیل طلبة العلم الشرعی وتؤکد أن الحل العسکری والأمنی لن یُفلح فی استئصال الغلو وأوصوا بالعمل على نشر الفکر الإسلامی الوسطی فی وسائل الإعلام الغربیة والأجنبیة.
یذکر أن هذه الندوة عقدت فی العاصمة الأردنیة عمان بالتعاون بین المنتدى العالمی للوسطیة والإیسیسکو والألکسو، وشارک فیها خبراء من الأردن وتونس والسعودیة وباکستان وقطر والجزائر والعراق والإمارات والمغرب وبلجیکا، وبحضور نخبة من علماء ومفکری الأمة الإسلامیة والعربیة، ورجالات الفکر والسیاسة، وأساتذة وطلاب الدراسات العلیا فی الجامعات العربیة والإسلامیة.
المصدر: موقع الایسیسکو