وقال حجة الإسلام والمسلمين علي محمودي: كان العلامة العسكري يريد أن يربي طلاباً يستطيعون أن يحدثوا تطورات في المجتمع ويتحولوا إلي مصدر للتأثيرات الإيجابية لمختلف الدول الإسلامية.
وأوضح ذلك في ندوة "دراسة السيرة العملية والأخلاقية للعلامة العسكري» التي أقيمت في قاعة المؤتمرات لمكتب الإعلام الإسلامي بمدينة قم بالتعاون مع مؤسسة العلامة العسكري العلمية والثقافية، مضيفاً: كتب قائد الثورة الإسلامية رسالة إلى العلامة العسكري ويقول في هذه الر سالة إني أرغب أن تؤسس في ايران تلك الكلية التي بنيتها لتربية الشباب العراقيين بحيث يكون مركزها في قم ويأمر في هذه الرسالة السلطات الحكومية أن يتعاونوا مع العلامة العسكري في تأسيس كلية أصول الدين.
وأشار إلي أن آية الله السيد نورالدين الاشكوري كان تلميذاً بارزاً لآية الله العظمي الشهيد السيد محمد باقر الصدر ويتعامل مع العلامة العسكري، مؤكداً: آية الله الاشكوري إتصل بي يوماً وطلب مني أن أذهب عنده في ساعة من بعدالظهر وقبلت للذهاب هناك و عندما وصلت، قال لي آية الله الاشكوري إن العلامة العسكري يريد أن يتكلم معك حول تدشين الكلية.
ثم جاء العلامة العسكري بعد نصف ساعة وقال لي: قد أخذنا الرخصة ونريد تدشين الكلية وعليك أن توفر مقدمات العمل فاستأجرنا مبني وقمنا بتجهيزه ولأول مرة، تم إستيعاب طلاب مرحلة الماجستير في فرع العلوم القرآنية والحديث.
وتابع: بقينا سنتين في ذلك المبني ثم أخذنا ساحة من منظمة الأوقاف والشؤون الخيرية في شارع "عمارياسر الثالث" بمدينة قم المقدسة وقبل خيّران أن يبنيا في تلك الساحة، مبنىً ومسجداً وحسينيةً للكلية.
وتابع: إزدادت نشاطات الكلية ازدياداً بالغاً بعد بناء المبني الجديد والإنتقال إلي هناك والأن يدرس فيها طلاب المراحل الثلاثة البكالوريوس والماجستير والدكتورة في فروع العلوم القرآنية والفقه والحقوق الإسلامية واللغة العربية وآدابها.
وأشار محمودي إلي أن توكل العلامة العسكري إلي الله كان عجيباً للغاية قائلاً: كان العلامة العسكري بالغ التوكل فيما يتعلق بشؤون الكلية، في بعض الأحيان كنت أقول له أننا قد تأخرنا عن دفع الرواتب إلي الأساتيد والموظفين لكنه يتبسم قائلاً: هل عجزنا في دفع الرواتب حتي الآن؟ قلت: لا، سيرزقنا الله.
وقال : كان العلامة يتصل بنفسه بمنام الطلاب يطلب منهم أن يأتوا إلي الكلية ليستفسر منهم هل هناك مشكلة في المنام و الكلية و الطعام أم لا؟ ثم يلقي كلمة قصيرة تؤثر علي نفسياتهم اكثر من تأثير الدروس عليهم.
وتابع قائلاً : كان تأسيس كلية أصول الدين ببغداد من المساعي التي قام بها العلامة العسكري بغية تربية الشباب الشيعيين، جدير بالذكر أن نوري المالكي رئيس وزراء العراق يعتبر من متخرجي هذه الكلية.
745920