وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه دعا مسلمون کینیون حکومة بلادهم إلى احترام الدستور ووقف استهداف المساجد فی البلاد، ونددوا باقتحام الشرطة الکینیة المساجد فی مدینة مومباسا الساحلیة، والاعتقالات الجماعیة التی تشنها خروجاً عن القانون، وحذروا من أن ذلک یؤجج الأوضاع الأمنیة المضطربة ویهدد النسیج الاجتماعی، ویهدد مستقبل التعایش السلمی بین القومیات الکینیة ویدخل البلاد نفقاً مظلماً.
وتأتی هذه التحذیرات على خلفیة تبنی حرکة الشباب الصومالیة قتل 28 شخصاً فی هجوم استهدف حافلة شمال شرق کینیا صباح السبت الماضی قرب الحدود مع الصومال، واعتبرته انتقاماً للحملة التی قامت بها السلطات الکینیة على مساجد بمدینة مومباسا.
وتتمسک الحکومة الکینیة بروایتها القائلة بوجود أسلحة وقنابل فی المساجد المستهدفة، وأن هذا هو السبب فی عملیات المداهمة، حسب تأکیدات وزیر الشؤون الداخلیة الکینی جوزیف لینکو الذی أعلن عدم قبول حکومة بلاده لسیطرة الإرهابیین على دور العبادة.
لکن المواطن الکینی عبد الحکیم شریف یرى أن لغة التهدید التی استخدمها الوزیر الکینی لن تساعد فی تحقیق أمن المواطنین، معلناً رفضه صحة الروایة الرسمیة.
وقال إن الشرطة الکینیة هی التی خبأت القنابل والمتفجرات فی المساجد لاستباحتها، وهناک وقائع مشابهة أدت إلى قتل دعاة فی مومباسا خارج القانون ولم تحقق الاستقرار.
ویوافقه الرأی خالد خلیف رئیس مجلس إدارة مجموعة المسلمین لحقوق الإنسان فی کینیا الذی رجح هو الآخر زرع الشرطة الکینیة الأسلحة فی المساجد لتبریر إغلاقها، إلا أن قائد شرطة مومباسا روبرت کیتور رفض تلک الاتهامات.
ویرى المحلل الأمنی الکینی بدل محمد حسن أن اقتحام الشرطة الکینیة المساجد یندرج فی سیاق بحث القیادة السیاسیة عن کبش فداء لتطیل فترة بقائها فی السلطة وتحصن وضعها من ملاحقة المحکمة الجنائیة الدولیة، وتساءل عن جدوى عملیات الشرطة الکینیة فی مدینة مومباسا، وتأثیراتها على الأمن القومی الکینی.
ویرجع حسن الاضطرابات الأمنیة فی کینیا إلى غیاب مشروع سیاسی یوحد الأقلیة المسلمة ویحمی حقوقها ویحفظ کرامتها من البطالة المتفشیة والفقر والجهل، کذلک خوف القیادة السیاسیة الکینیة من تعاظم دور المسلمین فی کینیا إثر ارتفاع عددهم وانفتاحهم على العالم الإسلامی.
ویضیف إلى تلک الدوافع والأسباب دور الدوائر الغربیة التی تحذر بین الحین والآخر من وقوع هجمات وشیکة فی کینیا، واستیطان القومیات الکینیة غیر المسلمة فی مناطق المسلمین الساحلیة، وتعمیرها بالفنادق والمنتجعات السیاحیة.
وقال إن حرکة الشباب استغلت العوامل سالفة الذکر لصالحها، ودربت کتائب منحدرة من کینیا تعد بالمئات لمقاتلة القوات الکینیة المتمرکزة فی الصومال، ونقل معرکتها إلى عمق الأراضی الکینیة، وتصدیر مشروعها لمسلمی کینیا، وهو ما نجحت الحرکة فی تنفیذه، مقابل تخبط کینی عشوائی واضح للتصدی لمشروع الحرکة.
ویجمع المسلمون الکینیون على أن الحل یکمن فی استخدام کینیا القوة الناعمة، واحترام الدستور الکینی، وإشراک القیادات الإسلامیة الکینیة فی البحث عن الحل، ووقف استهداف المساجد، وإلا فإن الأزمة مرشحة للتصعید.
المصدر: الجزیرة نت