ایکنا

IQNA

خطة ترامب على خطى صفقة القرن

19:55 - October 03, 2025
رمز الخبر: 3501860
صنعاء ـ إکنا: كما دُفنت «صفقةُ القرن» في مزبلة التاريخ لاستهتارها بالحقوقِ والشرعية، فَـإنَّ مصيرَ خطة "ترامب" هو الفشلُ الذريع، والأمّةُ لن تسمح بتكريسِ الاحتلال تحت أي شعارٍ مزيف.

مقدّمة نهضوية - نذير إلى الطغاة: ها هو «دونالد ترامب» يعودُ بسرابٍ جديدٍ، يُزيّنه بشعاراتِ «الحلّ النهائي» لقطاع غزة، وهو ليس سوى وهمٍ معادٍ تدويره من خزائن الإخفاقات القديمة.

يُقدّم وعودًا اقتصاديةً تكنوقراطيةً كستارٍ لتصفية الحقوق وطمس القضية. ولكن، يا من تستخفون بعقولِ الأمم، لقد وعَتِ الشعوبُ التي اختبرت مرارةَ الخيانة أنَّ الكرامةَ لا تُباع بورقٍ ملون، ولا تُشرى بوعودٍ كاذبة.

الخطةُ تُعلن اليوم والعدوّ الصهيونيّ يُباركها بلسان حاله قبل مقاله، بينما تقف «حرکة حماس» والقيادات الفلسطينية الأصيلة رافضةً - وهذا الرفض وحده يكفي ليدمغ المشروع من مهده بالضعفِ والزيف.

إقرأ أيضاً:


وكما دُفنت «صفقةُ القرن» في مزبلة التاريخ لاستهتارها بالحقوقِ والشرعية، فَـإنَّ مصيرَ هذه الخطة هو الفشلُ الذريع، والأمّةُ لن تسمح بتكريسِ الاحتلال الاسرائيلي تحت أي شعارٍ مزيف.

قراءة استراتيجية: لماذا الخطة محكوم عليها بالإخفاق؟

تتفقُ التحليلاتُ الموضوعيةُ على أنَّ هذه الخطة تقفُ على ثلاثةِ أركان من الهشاشةِ والرفض تجعلها أسيرةَ الفشلِ منذ ولادتها:

1- وهمُ نزعِ السلاح
2- فراغُ الحكم في غزة
3- غيابُ الأفق السياسي العادل

هذه المعضلاتُ ذاتُها التي أودتْ بـ«صفقةِ القرن» إلى جحيمِ النسيان هي التي تقودُ هذه الخطةَ إلى نفسِ المصيرِ المحتوم.

1- فشلُ مسارِ نزعِ السلاح - رفضٌ شعبيّ ومقاوم لا يُقهر

شرطُ نزعِ السلاحِ الكاملِ تحت إشرافِ «قوةٍ دولية» هو أوضحُ دليلٍ على أنَّ الخطةَ تخدمُ الأمنَ الصهيوني وحده.

الرفض الفلسطيني الأصيل: لا يوجد فصيلٌ مقاومٌ سيسلّم سلاحه وهو يرى دباباتِ الاحتلال تتربصُ بأبنائه؛ أي قبولٍ بذلك هو انتحار سياسي ومحوٌ للوجود.

محاولاتُ الفرضِ لن تنجح: محاولةُ تنفيذ هذا الشرط بالقوّة ستُشعل مواجهاتٍ مُستمرّةً، ولن تُنتج سوى رمادٍ يخفي تحتَ سطحه براكينَ الغضب.

الواقعُ الميداني: رفضُ «حماس» والفصائل للخطة منذ إعلانها يحوّلها إلى حبرٍ على ورق، بلا شرعيةٍ ولا أرضيةٍ للتنفيذ.

2- فشلُ مسارِ الحكم - فوضى «اليومِ التالي» وصراعُ الوصايات

الخطةُ تطرح حلولًا هلاميةً: قوةٌ دولية، إدارة تكنوقراطِيّة، ووعودٌ اقتصادية، بينما تتصارعُ الأطراف على من يسدُّ الفراغ.

الرفضُ الصهيوني المطلق: رئيسُ وزراء الكيان يؤكّـد رفضَه القاطعَ لعودةِ السلطةِ إلا إذَا خضعتْ لشروطِه - وهو ما يتناقض مع الادِّعاءات الأمريكية والمطالبات الأُورُوبية.

أزمةُ شرعيةِ السلطة: حتى لو عادتِ السلطةُ إلى غزة، فهي تعاني من انهيار شرعيتها الشعبيّة منذ 2007، ولن تكون إلا دُميةً بلا روح.

استحالةُ القوةِ الدولية: تشكيلُ قوةِ استقرار بقيادةٍ أمريكية - عربيةٍ حلمٌ بيروقراطيّ ينهارُ أمام تعقيداتِ الصراعِ ورفضِ قوى المقاومةِ له.

3- غيابُ الأفقِ السياسي - وعودٌ مُشروطةٌ لا قيمةَ عمليّةَ لها

الدولةُ الموعودةُ مشروطةٌ: الخطةُ تلوّحُ بـ«مسارٍ موثوقٍ نحو دولةٍ فلسطينية» بعد إصلاحاتٍ وتنميةٍ، لكنّ هذا وعدٌ بلا جدولٍ زمني ولا ضماناتٍ ملموسة.

استمرار الضمِّ: تصريحاتٌ ومشروعاتُ ضمٍّ في الضفة الغربية تُظهر أنَّ الضفةَ مستهدفةٌ، فكيفَ نتحدّث عن دولةٍ إذَا استمرت السياسةُ التوسّعية؟

الأهداف الفعلية: الخطةُ تخدمُ أهدافا أمنيةً فوريةً للصهاينة (القضاءُ على المقاومة ونزعُ سلاحِها) وتُستخدم لتجميلِ وجْهٍ دوليٍّ لا للسلامِ العادل.

المحورُ الصلب: قدرةُ المقاومةِ على تحطيمِ الأحلام الواهنة:

الردع والمرونة: محورُ المقاومة بقلبه النابضِ في فلسطين وامتداداتِه الإقليميةِ لن يسمحَ بتمريرِ هذا المخطّط.

الردُّ سيكونُ عبر ضرباتٍ محسوبةٍ تُعيد ترتيبَ أوراق الصراع وتثبتُ أنَّ الإرادَة أقوى من أعتى الخطط.

التصعيدُ الذكي: ستوظّفُ المقاومةُ مزيجًا من الضغطِ الميداني المحدودِ والحربِ الدبلوماسيةِ والإعلاميةِ لفضحِ الخطةِ وعزلِ مؤيديها.

القوةُ الإقليميةُ الموحدة: دعمٌ سياسيٌ ومعنويٌّ من دولِ محورِ المقاومة سيرفعُ كلفةَ أي محاولة تنفيذٍ، ويحوّلها إلى مواجهةٍ إقليميةٍ لا طاقةَ لأمريكا والكيان بها.

اليمنُ البطل: محطمُ أحلام التطبيع:

اليمنُ الشجاعُ لم يعد موقعًا جغرافيًّا فحسب، بل صار سيفًا مسلّطًا على رقابِ الطغاة.

موقفه الثابتُ ودعمه اللامشروطُ للمقاومة يقطعُ الطريقَ على المهادنين ويزعزعُ حساباتِ المتآمرين.

وكما كان اليمنُ حجرَ عثرةٍ أمامَ «صفقةِ القرن»، فهو اليوم سدٌّ منيعٌ في وجهِ هذه الخطةِ الجديدة.

سيناريوهاتُ الرد: مشاهدُ من زوالِ الوهمِ:

1- ضرباتٌ موجعة ورسائلٌ واضحة: عملياتٌ نوعيةٌ تُثبتُ أنَّ المقاومةَ قادرةٌ على اختراق كُـلّ الخطوطِ الأمنية.
2- مقاضاةٌ دوليةٌ شرسة: حملةٌ دبلوماسيةٌ وقانونيةٌ لكشفِ زيفِ الخطةِ وفضحِ جرائمِ الكيان وداعميه في المحافلِ الدولية.
3- خيارُ التصعيدِ الكبير مفتوحٌ: الاحتفاظُ بحقِّ الردِّ في الوقتِ والمكانِ المناسبين لتحقيقِ التوازنِ الاستراتيجي.
4- حشدٌ إقليميٌّ شاملٌ: تعبئةُ كُـلّ طاقاتِ محورِ المقاومة لدعمِ فلسطينَ سياسيًّا ومعنويًّا وعسكريًّا، وعزلُ كُـلّ من يتعاونُ مع الخطة.

خاتمةٌ تزلزلُ عروشَ المتآمرين:

لتعلَموا أيُّها المستكبرون: لن تقومَ أية خطةٍ إن لم تُبنَ على أَسَاس واضح: الاعتراف الكاملُ بحقوقِ الشعبِ الفلسطيني، إنهاء الاحتلال، وقفُ الاستيطان، ضمانُ حقِّ العودة، وإقامة الدولةِ الفلسطينيةِ المستقلةِ وعاصمتها القدس.

كلُّ خطوةٍ دون ذلك هي سرابٌ يزيد القضيةَ اشتعالًا ويقرب ساعةَ الحسم.
 
وكما ألقتِ «صفقةُ القرن» في مزبلةِ التاريخ، ستلحقُ بها هذه الخطةُ الهزيلة.
 
واليمنُ الشامخُ، وسورُ الصمود، ومحورُ المقاومة بأكملهِ، لن يكونوا مُجَـرّد مشاهدينَ، بل سيكونون مقبرةً لكلِّ مشروعٍ يهدفُ إلى وأدِ القضيةِ الفلسطينية.

فلا تظنّوا أنَّ الأُمَّــة نائمةٌ، ولا تستهينوا بغَضبةِ المقاومين.
 
فدماءُ الشهداءِ التي تسقي ترابَ فلسطين ستُنبتُ يومًا يشهدُ على زوالِ كُـلّ طاغوتٍ، وكلّ من تحالفَ معه.
 
بقلم الكاتب والمحلل السياسي اليمني "عدنان عبدالله الجنيد"
captcha